أعلنت فرنسا ،السبت، أنها ستغلق سفارتها في اليمن بدءا من الأحد لبضعة أيام على خلفية معلومات عن تهديدات لتنظيم القاعد بشن هجمات، وهو قرار سبق أن اتخذته بريطانيا وألمانيا، وذلك عقب تحذير أميركي ومن منظمة الشرطة الدولية (الإنتربول) من تهديدات القاعدة. وقال الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند : «لدينا عوامل تقودنا للاعتقاد بأن التهديد خطير جدا، واتخذت دول أخرى خطوات مماثلة». وتابع في بيان أن بلاده تبلغت «بصورة مباشرة وغير مباشرة بتهديدات تتعلق بمنشآتنا في الخارج وبالتالي رعايانا، وهي تهديدات صادرة عن القاعدة». وأكد أن السفارة في اليمن ستغلق أبوابها لعدة أيام، داعيا الرعايا الفرنسيين هناك إلى التحلي باليقظة الشديدة في الأسابيع القادمة. ونقلت وكالة «فرانس برس» عن الناطق باسم الوزارة قوله «إنه في اطار تقويمنا الدائم (للمخاطر) لدينا معلومات حول تهديدات جدية بما يكفي لكي نقرر اغلاق السفارة الاحد والاثنين». وتأتي الخطوة الفرنسية في أعقاب تحذير أمني عالمي أصدرته الإنتربول -ومقرها فرنسا- السبت تنصح فيه الدول الأعضاء بالمنظمة برفع درجة اليقظة لاحتمال وقوع هجمات بعد سلسلة من عمليات اقتحام السجون في العراق وليبيا وباكستان. وقررت منظمة الإنتربول في بيان لها إطلاق تحذيرها هذا إثر سلسلة عمليات فرار من السجون في تسعة بلدان أعضاء، بينها العراق وليبيا وباكستان. وكانت بريطانيا وألمانيا أعلنتا في وقت سابق إغلاق سفارتيهما في اليمن يومي الأحد والاثنين، حيث حذرت لندن مواطنيها من التوجه لليمن وطالبتهم بمغادرتها، ضمن ما أسمتها لندن وبرلين "الإجراءات الاحترازية". وغداة الاعلان عن اغلاق اكثر من عشرين سفارة اليوم الاحد في الرابع من آب لدواع امنية، حذرت الولاياتالمتحدة أول من أمس الجمعة من خطر هجمات قد ينفذها تنظيم القاعدة في اب لا سيما في الشرق الاوسط وشمال افريقيا. وقال مسؤول في البيت الابيض طالبا عدم ذكر اسمه ان الرئيس الاميركي امر باتخاذ "كل التدابير اللازمة لحماية الاميركيين". واضاف ان اوباما "اطلع على آخر المعلومات المتعلقة بوجود تهديد محتمل (باعتداء) قد يحدث في شبه الجزيرة العربية او ينطلق منها" كما تحدثت من قبل وزارة الخارجية، وان فريق الامن القومي "سيواصل اطلاع (اوباما) بشكل منتظم على آخر التطورات" المتعلقة بهذا الملف. وفي وقت سابق نشرت وزارة الخارجية الاميركية تحذيرا يدعو جميع مواطنيها في العالم الى توخي الحيطة والحذر من اعتداءات محتملة "خصوصا في الشرق الاوسط وشمال افريقيا"، وشددت واشنطن ايضا على "شبه الجزيرة العربية" حيث تعتبر اليمن من معاقل تنظيم القاعدة. وكانت وزارة الخارجية الاميركية اعلنت الخميس عزمها على اقفال ما لا يقل عن 22 سفارة وقنصلية اليوم وهو اليوم الاول من اسبوع العمل في عدد كبير من البلدان الاسلامية. والسفارات والقنصليات المعنية هي تلك الموجودة في اسرائيل وجميع السفارات في العالم العربي وكذلك في افغانستان وبنغلادش. وقالت ناطقة باسم الخارجية الاميركية "ان الوزارة اعطت الامر الى عدة سفارات وقنصليات للبقاء مغلقة او لتعليق انشطتها الاحد 4 اب"، موضحة ان هذا القرار اتخذ "حرصا على موظفينا واولئك الذين قد يزورونا مبانينا". وبعد هذا التاريخ ستدرس الادارة الاميركية احتمال اعادة فتح ممثلياتها الدبلوماسية المغلقة كما اضافت المتحدثة قائلة "من الممكن ايضا ان تبقى مغلقة لايام عدة". وفي واشنطن تلقى اعضاء الكونغرس الاميركي تقارير تتعلق بالتهديدات. وقالت الزعيمة الديموقراطية في مجلس النواب نانسي بيلوسي "من المفيد ان نعتقد ان هذه التهديدات جدية". واضاف الجمهوري جايسون شافيتز ان "الولاياتالمتحدة مستهدفة يوميا بتهديدات، لكن ذلك بلغ مستوى جديدا". وقال شافيتز "ثمة تهديد حقيقي على المستوى العالمي، يجب ان نأخذ هذه التهديدات على محمل الجد"، مشددا في هذه الظروف على برامج التصدي للارهاب. وتعمل الولاياتالمتحدة على تعزيز أمن بعثاتها في الخارج منذ الاعتداء على القنصلية الاميركية في بنغازي بليبيا في 11 ايلول الماضي حيث قتل السفير الاميركي وثلاثة من مساعديه.