يعيش اليمنيون يوم عيد الفطر المبارك حالة من الإرباك نتيجة الإعياء الناجم عن السهر المتواصل ل 38 ساعة لغالبية اليمنيين. ومما لفت ومما لفت الإنتباه هو ما قاله أحد المواطنين الذين التقيتهم عندما تمنى أن تؤجل صلاة عيد الفطر المبارك إلى اليوم الثاني من شوال في اليمن باعتبار أن اليوم الأول من شوال هو يوم مرهق لليمنيين بسبب مادة القات المكيفة تأكيده. المواطن أحمد محسن ياقوت – صاحب بقالة – قال: إن اليوم الأول من عيد الفطر يعتبر من أرهق الأيام في السنة نتيجة السهر الذي يصل إلى يومين – حد قوله. ويؤكد ياقوت أن سهره ليس نتيجة انشغاله في متجره وإنما نتيجة تعاطيه القات، مضيفا في آخر يوم من رمضان أغلقت محلي في ال 12 مساء، بغرض الذهاب للنوم لكن وعندما جئت إلى الفراش جاءني أرق ولم أنم، وربما أواصل إلى 12 مساء العيد. ياقوت قال إن يوم عيد الفطر هو يوم رمضاني لأن معظم الناس مجرد ما يخرجون من صلاة العيد يعودون إلى النوم، ولا يقومون لزيارة أرحامهم إلا عند في الليل أو في نهار اليوم الثاني. ويرجع ياقوت سبب سهر اليمنيين إلى تعاطيهم القات لخمس ساعات ليلة العيد مايتسبب في تخفيف النوم عنهم. للنوم قصته في عيد الفطر في اليمن.. حيث تغيب الكثير من المباهج، وتمتلئ الشوارع بالأطفال وتخلوا ممن هم فوق سن العشرين بسبب السهر، وتغيب جلسات اللقاء خلال فترة المساء إلا من القليل حيث والكثير يغط في النوم بسبب إرهاقهم من السهر المتواصل. وللسهر قصته مع قيس صالح الحميدي – صاحب متجر – حيث يقول: أنا لم أنم منذ ظهر يوم التاسع والعشرين من رمضان – قبل العيد بيومين – وواصلت السهر حتى الساعة العاشرة من مساء أمس (العيد) بسبب بقائي في متجري. ويؤكد الحميدي أن الأمر لديه يتكرر سنويا في عيد الفطر المبارك، خصوصاً عندما يكون مناوباً في بقالته فالعيد بتأكيده موسم للبيع لا يمكن أن يفوته حتى وإن أتعبه السهر والجهد. الحميدي اكد أنه يستعين على السهر بمضغ القات الذي يعطيه طاقة للعمل والقدرة على المواصلة. من جهته يرى المواطن سمير الوهالي أن يوم عيد الفطر المبارك من أرهق الأيام في العام لأن السهر يمتد فيه إلى أكثر من 26 ساعة متواصلة. ويقول: يوم عيد الفطر يوم تعب وإرهاق، وأنا لا أذوق حلاوة العيد إلا من اليوم الثاني لأن السهر يقضي على حلاوة العيد التي نستمتع بها في عيد الأضحى المبارك، لكنه يؤكد أن عيد الفطر يظل فرحة كبرى كونه يأتي بعد مناسبة عظيمة والتي تتمثل في شهر رمضان. ويضيف "أنا مجرد أن أقضي صلاة العيد انطلق لزيارة أرحامي ومن ثم إلى سوق القات لأعود بعد ذلك إلى البيت لكي أنام لي بعض الوقت كي أخفف من تعب السهر". ويؤكد عبدالسلام عمر – بائع قات – أن بائعي القات هم أكثر من يعانون من السهر لأنهم يحرصون في هذا اليوم على جلب أكبر كمية ممكنة من القات إلى الأسواق لتغطية الطلب الزائد عليه، والذي يزداد في الأعياد والمناسبات. يقول: "أنا لم أنم – قبل العيد بيوم – منذ الساعة الثالثة صباحا وبقيت ساهرا حتى 12 من مساء يوم العيد.. مشيرا إلى أنه ذهب صباح العيد لجلب القات إلى السوق وظل في السوق حتى الثالثة عصرا.. منوها إلى أنه عند عودته إلى البيت واصل مضغ القات حتى الساعة التاسعة مساءً مع أهله. ويؤكد عمر أن القات هو العامل الرئيسي الذي يجعل اليمنيين يواصلون سهرهم هذه الفترة الزمنية لأنه هو السبب وراء سهرهم كون اليمنيون حريصين على تناول القات لساعات طويلة ليلة العيد وهو ما يسبب لهم سهرا متواصلا يوم العيد. ويرى – بدر السياري – أن القات وحده ليس كاف لديه لقضاء فترة السهر في العيد التي تمتد ل 30 ساعة في بعض الأحيان مما يضطره لاستخدام مشروبات الطاقة والشاي إلى جانب القات. ويضيف: أنا أبيع القات، ولدي زبائني في السوق لذا يتوجب علي أن أذهب لجلبه من أجل توفيره لهم يوم العيد، ولهذا أواصل سهري ليومين متتاليين. ويؤكد السياري أنه لا ينام إلا في وقت متأخر من يوم العيد.. مشيرا إلى أن هذه تمثل عادة سنوية لديه، إلا أنه يعتبرها مرهقة له تماما وإن كانت مدرة للربح حسب تأكيده.