قالت صحيفة «كريستيان ساينس مونيتور» إن دعم وزير الخارجية الأميركية جون كيري لما وصفته بالانقلاب العسكري في مصر من شأنه تقويض موقع الولاياتالمتحدة في منطقة الشرق الأوسط. وانتقدت الصحيفة في مقال مشترك نشرته للكاتبة الصومالية الناشطة آيان حرسي علي والكاتب الفرنسي بيرنارد هينري ليفي تصريحات لكيري تتمثل في قوله إن الانقلاب العسكري الذي أطاح بالرئيس المصري محمد مرسي جرى من أجل «استعادة الديمقراطية»، موضحة أن رأي وزير الخارجية الأميركية هذا يؤكد مزاعم جماعة الإخوان المسلمين في مصر والمتمثلة في قولهم إن الولاياتالمتحدة تفضل دعم دكتاتورية عسكرية بدلا من دعم ديمقراطية منتخبة. وأضافت الصحيفة أن كيري بعد أن أطلق تصريحه بشأن الانقلاب في مصر في أثناء زيارة له إلى باكستان، حاول ولا يزال يحاول تصحيح موقفه مع الإسلاميين، وذلك من خلال قوله إنه تقع على الحكومة المصرية المؤقتة مسؤولية منح المحتجين من أنصار مرسي الفرصة كي يتظاهروا بشكل سلمي. وأوضحت الصحيفة أن كيري الذي يمثل الرئيس الأميركي باراك أوباما أخطأ بإطلاقه تصريحا كهذا بشأن الانقلاب العسكري في مصر، وأن من شأن تصريح كيري هذا جعل دول الشرق الأوسط وشمال إفريقيا تنحي بالملامة على الولاياتالمتحدة بشأن الأزمة المصرية المتفاقمة. يشار إلى أن صحيفة لوس أنجليس تايمر أوضحت في مقال نشرته للكاتب الأميركي دويل ماكمناص أن نفوذ الولاياتالمتحدة آخذ بالتضاؤل في منطقة الشرق الأوسط. وفي سياق متصل بالسلام بين إسرائيل والفلسطينيين في الشرق الأوسط، قالت صحيفة واشنطن بوست إن وزير الخارجية الأميركي يسعى للحيلولة دون انهيار مبادرته للسلام في الشرق الأوسط، وذلك في ظل ما تواجهه المفاوضات من مخاطر بسب استمرار إسرائيل ببناء المستوطنات على الأراضي الفلسطينية في الضفة الغربية. وأضافت الصحيفة أن كيري اتصل بزعماء إسرائيل والفلسطينيين، وأنه تحدث مع كل من رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وأكد له أن المستوطنات الإسرائيلية تعتبر أمرا غير شرعي، وأنه دعا المسؤول الإسرائيلي إلى عدم تعكير أجواء المفاوضات مع الفلسطينيين. وقالت الصحيفة إن كيري اتصل أيضا بالرئيس الفلسطيني محمود عباس، والذي أكد له التزامه بمواصلة حضور المفاوضات. يشار إلى أن المفاوضات انطلقت رسميا في أواخر يوليو الماضي في واشنطن بعد زيارات عديدة قام بها وزير الخارجية الأميركي جون كيري للمنطقة وتوصل في النهاية إلى اتفاق لدفع الطرفين إلى طاولة المفاوضات. يذكر أن حركة المقاومة الإسلامية «حماس» -التي تدير قطاع غزة- لا تزال تجدد رفضها المفاوضات بين السلطة الوطنية الفلسطينية وإسرائيل واصفة إياها «بالعبثية».