للمرة الثامنة حتى الان منذ مارس الماضي وفي منتصف مهلة الأشهر التسعة لمفاوضات السلام المباشرة بين الفلسطينيين والإسرائيليين التي تم تحريكها في يوليو الماضي يعود وزير الخارجية الأمريكي جون كيري إلى الأراضي الفلسطينيةالمحتلة اليوم في محاولة جديدة لإنقاذ عملية السلام في الشرق الاوسط من الفشل بسبب الاستيطان الإسرائيلي. وبين الحين والآخر تطرح سلطات الاحتلال الاسرائيلي عطاءات قياسية لبناء آلاف الوحدات الاستيطانية في الأرض الفلسطينيةالمحتلة، في تحدٍ صارخ للمجتمع الدولي، وقرارات الشرعية الدولية، والجهود العالمية والأميركية المبذولة لإنجاح المفاوضات الجارية بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي. وكالعادة يرواغ رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو، بإدعائه عدم العلم ببعض هذه المناقصات، وطلبه من وزير إسكانه تجميد عطاءاتها، لكن المعطيات على الأرض تكذب ذلك، باستمرار البناء الاستيطاني على الأرض وطرح المنقصات الاستيطانية باستمرار. ومن المقرر ان يلتقي كيري اليوم مع نتنياهو كما يلتقي مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس،بحسب مسؤولين اميركيين. وبشأن عملية" السلام الاسرائيلية الفلسطينية "قال كيري دائما انه سيتوجه الى المنطقة عندما يشعر ان بامكانه المساعدة شخصيا على دفع عملية (السلام). هذا هو هدف هذه الزيارة"، كما قال دبلوماسي اميركي. وحذر الرئيس الفلسطيني من انه اذا فشلت مفاوضات السلام مع اسرائيل، فسيكون الفلسطينيون احرارا في التوجه الى الهيئات الدولية. وقال عباس مساء الاثنين خلال لقاء مع صحفيين عرب يزورون الاراضي الفلسطينيةالمحتلة ان "المفاوضات مع اسرائيل تمر بصعوبات كبيرة سببها العراقيل التي تضعها اسرائيل لعدم الوصول الى السلام". وبحسب عباس فانه "اذا لم نحصل على حقوقنا بالمفاوضات لدينا الحق بالذهاب الى المؤسسات الدولية" في اشارة الى المزايا التي اصبحت فلسطين تتمتع بها بعد حصولها على وضع دولة مراقب غير عضو في الاممالمتحدة في نوفمبر 2012. واكد الرئيس الفلسطيني ان "الالتزام بعدم الذهاب الى الاممالمتحدة ينتهي مع انتهاء الاشهر التسعة المحددة للمفاوضات مع اسرائيل". الى ذلك، تعتزم الولاياتالمتحدة عرض خطة على اسرائيل تتناول ترتيبات امنية في الضفة الغربية تطبق بعد اقامة دولة فلسطينية، وفق ما افادت صحيفة هآرتس الاسرائيلية. وهذه الخطة التي وضعها الجنرال جون الن قائد قوات التحالف الدولي سابقا في افغانستان والمستشار الخاص لشؤون الشرق الاوسط، ستعرض اليوم الخميس اثناء لقاء بين نتانياهو وكيري، بحسب الصحيفة. واكد مسؤول كبير في وزارة الخارجية يرافق كيري في رحلته ان وزير الخارجية والجنرال الن "سيقدمان تقييما محدثا بشان امن اسرائيل"، رافضا استخدام مصطلح "خطة" امنية بكل معنى الكلمة ومفضلا الحديث عن "افكار" بشأن امن اسرائيل سينقلها الجنرال الن الى رئيس الوزراء الاسرائيلي. واضاف ان لقاء اليوم الخميس سيتيح اجراء مشاورات "على مستوى ارفع من السابق". واكد هذا المسؤول الاميركي ان الجنرال الاميركي "يعمل بشكل وثيق مع شركائه الاسرائيليين" منذ اشهر عدة، الا ان محادثات اليوم الخميس مع نتانياهو ستكون الاولى على هذا المستوى. ويهدف الاستيطان، الى منع التوصل إلى تسوية فلسطينية/ إسرائيلية، تسمح بإقامة كيان فلسطيني ذي ولاية جغرافية واحدة متواصلة. كما أن وجود هذه المستوطنات لا يبشر بالأمان، ما دام الاستقرار مهددا باستمرار الاستيطان و يهدد الكيان الفلسطيني بالشرذمة والتجزئة؛ لأن السيطرة الإسرائيلية على الطرق والمعابر التي تربط بين المحافظات الفلسطينية، تجعلها تحت رحمة المستوطنين الذين باستطاعتهم إغلاقها متى شاءوا. ووجود المستوطنات قرب المدن الفلسطينية يجعلها مدنا حدودية تستطيع إسرائيل متى شاءت إغلاقها، أو ضربها؛ كما أن تمتع هذه المستوطنات بالحماية الأمنية يتطلب وجودا عسكريا إسرائيليا لحمايتها، وهذا يعني وجود دولة داخل دولة، مما ينعكس على الأمن الوطني للدولة الفلسطينية.