أكثر ما زاد الثقة والشعبية للشيخ حسن نصر الله استشهاد نجله في مواجهة مع العدو الإسرائيلي، حينها تأكد الناس أنّ الرجل يقاوم بنفسه وأولاده، فألهب مشاعرهم وصدّقوه وأكثرهم ما زال كذلك، وقد استحقّ الأمر بجدارة التضحية فعلا وليس قولا، ولولا الخلاف على ما يجري في سوريا لظلّ نصر الله أكثر من يقدَّر عربيا على الإطلاق. في مصر استشهدت كريمة القيادي الإسلامي البارز محمد البلتاجي في جريمة اقتحام ميدان رابعة العدوية، أيّ أنّها كانت في الاعتصام مشاركة وناشطة وليس في البيت، وقد شاهدنا والدها بنفس يوم الجريمة وهو يتحدث للإعلام عن المجزرة دون أن يشير لاستشهاد كريمته منفردة وإنّما تحدّث عن كل الشهداء. في اليوم التالي، الخميس، تابع الناس خبر استشهاد نجل الدكتور محمد بديع المرشد العام للأخوان المسلمين في نفس جريمة مجزرة رابعة والنهضة، والحال نفسه، الشهيد كان في الميدان وليس مختبئا في بيته، ولم يتم تفريقه عن باقي الشهداء أيضا. ثم علم الناس بعد ذلك خبر استشهاد حفيد الشهيد حسن البنا مؤسس حركة الأخوان المسلمين في ذات الجريمة التي راح ضحيتها آلاف الشهداء والجرحى، وقد كانت واحدا من الشهداء بلا تمييز عنهم أيضا، وليس معلوما بعد كم من أبناء وبنات القيادات الإسلامية قد استشهدوا في جريمة فضّ الاعتصامين، وفيما إذا تم استهدافهم قصدا وليس عشوائيا ومصادفة. الحزب الذي قدّم أبناء قياداته للشهادة ولم يفرقهم عن الآخرين حرر جنوب لبنان وانتصر على العدو الإسرائيلي وفرض عليه إطلاق آلاف الأسرى، في حين انهزمت كل فصائل منظمة التحرير الفلسطينية وخسرت كل جولاتها معه بما فيها التفاوضية، ودلونا على ابن قيادي واحد منها استشهد في عملية أو مواجهة، أم أنّهم كلّهم بلا استثناء تخرجوا من بريطانيا ورجال أعمال ومقاولات، حتى إنّ منهم من يبيع ويشتري ويشارك الإسرائيليين. الأخوان المسلمون سيخرجون من المحنة أقوى ممّا كانوا عليه ولن يهزمهم مليون سيسي، وهذه الحقيقة ليست اختراعا وادعاء أو أمنيات بقدر ما تؤكدها الوقائع والتاريخ، فضلا عن طبيعة الأشياء طالما المواجهة مع اليهود مستمرة.