قال وزير الخارجية الأمريكي، جون كيري، إن الجيش المصري لم يسيطر على مقاليد السلطة في البلاد، بل تحرك بطلب من ملايين المصريين الذين كانوا يخشون السقوط في الفوضى والعنف، مؤكدا التواصل مع المسئولين في مصر وخارجها للتأكيد على رفض سفك الدماء والبحث عن حل سلمي. وردا على سؤال حول سبب عدم اتخاذ الولاياتالمتحدة لموقف واضح حيال ما وصفه مذيع القناة الباكستانية ب"التدخل العسكري ضد حكومة الرئيس مرسي المنتخبة ديمقراطيا" قال كيري: "هذا سؤال مهم ومناسب وسأرد عليه بشكل مباشر. لقد طلب الملايين والملايين من المصريين تدخل الجيش خشية الانزلاق نحو العنف والفوضى." وتابع كيري بالقول، في المقابلة مع فضائية "جيو" الباكستانية التي نقل موقع الخارجية الأمريكية نصها الحرفي: "الجيش لم يسيطر على مقاليد الأمور - وفق تقديراتنا حتى الآن - هناك حكومة مدنية بهدف إدارة البلاد، وفي الواقع هم يستعيدون الديمقراطية."
+++ الإخوان يضحون بالصغار من أجل السلطة ولم يكن مشهد الأطفال المحمولين فوق أعناق آبائهم، جديداً على مصر، لاسيما أن المصريين اعتادوا عليه منذ اندلاع ثورة 25 يناير، التي أطاحت بالرئيس السابق حسني مبارك. يذهب المصريون إلى ميدان التحرير أو إلى غيره من الميادين، بشكل فردي أو مجموعات، وغالباً ما تكون في صورة أسر كاملة، الأب والأم والأطفال. وتناقلت وسائل الإعلام العالمية صوراً ومقاطع فيديو للأطفال وهم يهتفون "الشعب يريد إسقاط النظام"، وغيرهم وقد رسم العلم المصري على وجوههم، أو كتبت كلمة "إرحل" على جباههم، وكانت جميع تلك الصور أو المشاهد تنقل إلى نواظر العالم، وتبعث على الشعور بالابتهاج والفخر.
الطفل مشروع شهيد جماعة الإخوان المسلمين أضافت إلى تلك المشاهد، مشهداً جديداً للأطفال، وهم يشاركون في الفعاليات الاحتجاجية، أثار حالة من السخط والغضب ضدهم، لاسيما أنهم قدموا الأطفال في تظاهراتهم الداعمة للرئيس المعزول محمد مرسي، وهم يحملون أكفانهم بين أيديهم، أو وهم يرتدونها، وقد كتب عليها "مشروع شهيد". وفي ميدان رابعة العدوية أو في ميدان نهضة مصر، يمكن لأي زائر أن يصدم بمشهد مجموعة من الأطفال في سن ما دون السادسة، وهم يحملون أكفاناً، في مسيرة يقودها رجل أو امرأة، ويهتفون "بالروح والدم نفديك يا إسلام"، أو "سيسي يا سيسي.. مرسي هو رئيسي".
أطفال بالأكفان في اليوم التالي لما عرف ب"مجزرة المنصة"، كان القائمون على أمر التنظيم في ميدان رابعة، يقودون مسيرة لمجموعة من الأطفال، قيل إنهم حركة "أطفال ضد الانقلاب"، عددهم 20 طفلاً، يرتدون قطعا من القماش الأبيض الرخيص، قيل إنها "أكفانهم"، ويتقدم رجلان هؤلاء الأطفال، وتحيط بهم النساء من الجانبين، وتتبعهما امرأتان. كان أحد الرجلين يهتف "بالروح بالدم.. نفديك يا إسلام"، و"مرسي مرسي"، "مش هنمشي هو يمشي"، ويردد الأطفال من خلفه هذه الهتافات.
رجال وليسوا أطفالا تحدثت "إيلاف" إلى الرجل "الهتيف" حول ما يدفع أنصار مرسي إلى أن يقحموا الأطفال بزي الموتى في الإعتصامات التي تعرّض حياتهم للخطر، فرد بالكثير من الفخر وهو ينظر إلى الأطفال المكفنين: "دول مش أطفال، أنهم رجال من ظهور رجال"، وتابع: "أطفال لنا يا مولانا رجال وليسوا صغار، أنهم تربوا على الشجاعة، وحب الشهادة كما يحب الإنقلابيون الحياة". وحول ما يتعرض له الأطفال من أخطار، خاصة مع استمرار الاشتباكات بين المعتصمين، والبلطجية وقوات الأمن، قال الرجل: "الأطفال يشاركون أسرهم الاعتصام بسلمية، لكن الانقلابيين يصرون على قتلنا وقتل أطفالنا، ونحن وأطفالنا مشاريع شهداء". وبينما كان الحديث يدور مع الرجل، الذي قال إن طفله ذا الخمسة أعوام يشارك في المسيرة حاملاً كفنه، أشار إلى أحد الأطفال، وناداه باسم "معاذ"، فرد الطفل: "أيوه يا بابا"، وقال الرجل: "النصر أو"، واستكمل الطفل الجملة: "الشهادة".
التضحية بالأطفال من أجل مرسي وتقول جماعة الإخوان المسلمين، إن قوات الجيش قتلت أربعة أطفال، أثناء ما يعرف ب"مجرزة الحرس الجمهوري"، في 8 تموز (يوليو) الجاري، التي راح ضحيتها 57 قتيلاً، ومئات المصابين، إلا أن وزارة الصحة، تقول إنه لم يكن ثمة أطفال بين القتلى، ونفى المتحدث باسم القوات المسلحة تلك الأنباء، وقال إن الجيش لا يقتل النساء أو الأطفال، حتى لو كانوا من الأعداء أثناء الحرب. تقديم "شهداء" من الأطفال مبدأ تصر جماعة الإخوان المسلمين عليه، وتؤكده عزة الجرف، القيادية في الجماعة، التي خطبت خلال سرادق عزاء أقيمت للقتلى من ضحايا "مجزرة المنصة" التي وقعت فجر يوم 27 تموز (يوليو) الماضي، وقالت إن الإخوان على "استعداد لتقديم صفوف من الشهداء من أجل الشرعية، مشيرة إلى أنهم، "لن يبخلوا بالتضحية بأطفالهم شهداء حتى تعود مصر إلى ريادتها مرة أخرى"، على حد قولها.
+++ 63% يؤيديون فض اعتصامي رابعة والنهضة أكد تقرير حديث لمركز ابن خلدون للدراسات الإنمائية صادر أمس الجمعة أن 63 في المائة من المصريين يريدون فض اعتصامي النهضة ورابعة العدوية بشرط تقليل الخسائر وتجنب العنف قدر الإمكان. جاء ذلك حول نتائج استطلاع الرأي الذي أجراه المركز على عينة عشوائية من سكان القاهرة والجيزة من خلال اللقاءات المباشرة وشبكة الإنترنت حول مدى تقبلهم لفكرة استمرار اعتصامي رابعة العدوية والنهضة من عدمه، وما هي الطريق المثلى لفض الاعتصامين، وما هي وجهة نظرهم في هوية المعتصمين هناك. النسبة الأعلى من العينة اتفقت على أن الاعتصامين لم يكونا سلميين، حيث اتفق (30?) على أن المعتصمين في رابعة هم مرتكبي أعمال عنف وإرهاب، واتفق 27? على أن المتظاهرين بعضهم سلميين ولكن يوجد بينهم إرهابيون.