بدأت قوات الأمن المصرية هجوما لفض اعتصامي رابعة العدوية والنهضة في القاهرة والجيزة للمؤيدين لعودة الرئيس المعزول محمد مرسي، فيما أعلنت مصادر المعتصمين عن مقتل 50 شخصا وسقوط عشرات الجرحى في ميدان رابعة مع بداية الهجوم الذي سبقه إغلاق المداخل المؤدية للاعتصامين. ووفيما قالت السلطات إنها سيطرت على ميدان النهضة ، فأنها ما زالت تعمل على فض الاعتصام في رابعة. وقال مراسل الجزيرة في ميدان رابعة العدوية عبد الله الشامي إن إطلاق النار من قبل قوات الأمن التي اقتحمت مكان الاعتصام بشكل مفاجئ صباح اليوم كان عشوائيا، فيما تركزت قنابل الغاز المدمع على منطقة المنصة، فيما جرى قطع الكهرباء عن ميدان رابعة. وقال موقع جماعة الاخوان المسلمين على الانترنت إن 50 شخصا قتلوا في محاولة فض الاعتصام وقال الموقع "ارتفاع عدد الشهداء الى 50 شهيد". ونقل عن شهود عيان أنباء عن وجود قناصين على أسطح البنايات المحيطة بالميدان ولا سيما المؤسسات العسكرية، مشيرا إلى أن إطلاق النار لا يتوقف. وفي وقت لاحق ظهرت صور تؤكد وجود مثل هؤلاء القناصين، كما أشار المراسل إلى تحليق طائرتين مروحيتين تابعتين للجيش والداخلية في سماء اعتصام رابعة العدوية. وقال طبيب من المستشفى الميداني في ميدان النهضة للجزيرة إن قتابل الغاز المدمع سقطت على الميدان من كل الاتجاهات، مشيرا إلى إصابة 150 شخصا بفعل هذه القنابل. وقال مراسل الجزيرة قرب ميدان النهضة وليد العطار إن الدخان الأسود كثيف جدا داخل ساحة الاعتصام، وفيما يتطاير الغاز المدمع في كل الاتجاهات، مؤكدا أن عشرات المصابين يجري نقلهم عبر الدراجات الهوائية إلى المستشفيات. وقال إن المعتصمين ما زالوا يتنادون للبقاء في الاعتصام، مشيرا إلى البعض يعود إلى الميدان ويدعون الآخرين للعودة. وقال أحمد البنا وهو احد المعتصمين المحاصرين في الاعتصام أن قوات الأمن تدمر كل شئ في ساحة النهضة.
بيان الداخلية ومن جانبها قالت وزارة الداخلية المصرية في بيان ثان اليوم إن عناصر مسلحة داخل الاعتصامين بادرت بإطلاق النار بكثافة على رجال الأمن مما تسبب بمقتل ضابط ومجند وإصابة آخرين، كما تم ضبط اسلحة لدى آخرين. وأكدت الوزارة أن قواتها تمكنت من السيطرة على ميدان النهضة بينما تتواصل عملية السيطرة على ميدان رابعة العدوية، وطالبت المعتصمين بانهاء اعتصامهم فورا. وكانت السلطات المصرية قد سربت أمس معلومات عن أنها قررت تأجيل اقتحام الاعتصامين شهرا على الأقل لفسح المجال أمام فضهما بشكل سلمي. وقال محمد البلتاجي القيادي في ساحة اعتصام رابعة العدوية إن قوات الأمن المصرية تقدمت اليوم الأربعاء وخاطب المعتصمين من فوق منصة رابعة العدوية "إن شاء الله الأخوة في التأمين حيناموا قدام المدرعات اللي بتهددنا" في إشارة إلى حراس من بين المعتصمين يرابطون عند مداخل الاعتصام ويتسلحون بعصي ويضعون خوذات على رؤوسهم. وأضاف قائلا "المنصة حترتب معاكم مسيرات خروج لمقابلة القوات المتقدمة"، وطلب من الصحفيين الانتشار على أطراف مكان الاعتصام متوقعا وقوع اشتباكات بين قوات الأمن والمعتصمين. وهتف البلتاجي وردد المعتصمون وراءه "بالروح بالدم نفديك يا إسلام" و"بالروح بالدم نفديك يا مصر". وقالت وكالة أنباء الشرق الأوسط إن معسكرات الأمن المركزي بالقاهرة والجيزة شهدت خلال الساعات الماضية "حالة من الاستنفار استعدادا لبدء المرحلة الثانية من خطة فض اعتصامي رابعة العدوية والنهضة والتي تشمل حصارهما". ونقلت قول شهود عيان إن بلدوزرات تابعة للقوات المسلحة وصلت إلى منطقة رابعة العدوية خارج مكان الاعتصام للمشاركة فى تنفيذ الحصار. وأضافت "قامت القوات بإغلاق كافة الشوارع المحيطة بميدان النهضة بالأسلاك الشائكة"، وكانت الحكومة قالت إن إجراءت فض الاعتصام ستبدأ بدعوة المعتصمين للعودة إلى منازلهم وهو ما كررته في الأيام الماضية.