بعد أن دبت الانشقاقات في صفوف قوات الأسد مع إعلان ضربة عسكرية مزمعة على سوريا, عصف الانتحار بالعديد من شبيحة الأسد بسبب انهيار المعنويات. حيث قام أحد جنود النظام من الطائفة العلوية بالإقدام على قتل نفسه بعد قيامه بتصفية أحد رفاقه الشيعة في إحدى الثكنات العسكرية بمدينة حمص منذ أيام، وكشف ثوار حمص عن هذه الحادثة بالمصادفة، وذلك أثناء قيامهم برصد مكالمات عبر أجهزة اللاسلكي لمعرفة ما يدور داخل المقرات العسكرية التابعة للنظام في المدينة. وقال الناشط أبو جعفر المغربل: "بينما كنا نقوم بالتنصت على المكالمات عبر أجهزة اللاسلكي لدى النظام وشبيحته، وبعد الرصد ليومين كاملين، سمعنا أحدهم ينادي ويستغيث عبر اللاسلكي لشخص آخر نظن أنه أعلى رتبة منه كي يرسل له سيارة إسعاف أخرى لنقل جنديين إلى المشفى بأقصى سرعة، وبعد التمحيص والتدقيق وصلتنا معلومات أن أحدهم أطلق النار على الآخر ومن ثم انتحر". وأضاف (أبو جعفر): "الغريب في الأمر أن أحدهم من الطائفة العلوية والآخر من الطائفة الشيعية بحسب ما أفادنا أحد (العيون) الموجودة في المكان المذكور، وبعد الترقب والتواصل مع بعض عملائنا تبين أن الملقب ب (س.ج) عرض على (م.ك) أن يتركا ثكنتهما العسكرية (نعتذر عن ذكر اسمها) والذهاب إلى اللاذقية ليكونا بين أهلهم والدفاع عنهم من الجيش الحر، لكن المدعو (م.ك) رفض الفكرة لأنه من قرية المزرعة (الشيعية) بحمص ورفض الذهاب إلى اللاذقية كي يبقى في حمص للدفاع أيضًا على أهله" وفق أورينت. نت. وكانت حمص قد شهدت حالات انتحار بين صفوف جيش النظام منذ اقتحامه المدينة وتشكيل الجيش الحر بعد عدة أشهر من اندلاع الثورة، فقد شهد حي باب هود في يوليو العام الماضي – وفق ما أكد ناشطون في حمص القديمة – انتحار عدد من جنود الأسد؛ حيث قاموا بقتل أنفسهم أثناء قيام الجيش الحر بإطباق الحصار عليهم، فبعد أن تمكن الثوار من اقتحام مواقع تمركزهم خلال عمليات التمشيط وجدوا جثثًا مترامية خلف متاريس وأبنية وآثار طلق ناري على رؤوسهم. وأفادت تقارير تابعة للجيش الحر أن انخفاض الروح المعنوية لدى جنود النظام أهم الأسباب التي تؤدي إلى انتحار شبيحة الأسد، كما أن معنويات عناصر جيش النظام في أدنى مستوياتها في الفترة الأخيرة بعد تقدم الجيش الحر في أكثر من جبهة، ويعكس انشقاق 533 جنديًّا عن نظام الأسد خلال شهر أغسطس الماضي حالة الانهيار النفسي في صفوف جيش الأسد، ويفسر المركز السوري الوطني للتوثيق ازدياد حالات الانشقاق بسبب اقتراب الضربة العسكرية الأمريكية ضد نظام الأسد.