ذات يوم بعيد ؛ وقفتُ مع نفسي وقفة جادة ..وسألتها سؤالاً كبيراً : ليش وَلَكْ ما تصير حرامي ..؟ الحرامية أحسن منك بإيش ..؟ شو ناقصك ؟ طول وإلا عرض ..بس إنت جبان ..وَلَكْ تشجّع وصير حرامي ؛ وإذا مش عشانك ؛ عشان أولادك ..!! وكدتُ أقتنع ..بل و تجهزتُ لذلك و لبستُ عدة الشغل ..وما كدتُ أنطلق حتى وجدتُ صديقاً قديماً في طريقي ؛ وهات يا ( لوك لوك لوك ) ضاع الوقت و تأجلت ( حرمنتي ) ..!! ولكنني صممتُ على المضي قدماً لأبني مجداً في الحرمنة ..وجهزتُ نفسي هذه المرّة تماماً ولبستُ قناعاً على وجهي كي لا يوقفني أحد ..ومضيتُ.. وما كدتُ أصل حتى رنّ موبايلي :إنه رقم خاص ..كانت أنثى تعاكسني ومن سخسخة الكلام نسيتُ ( رزقة الأولاد ) وضاع الوقت ..!! ولم أحبط ..بل زادت قناعتي بالفكرة ..لبستُ القناع و أطفأتُ تلفوني ..ومضيتُ ..وصلتُ للهدف ..الهدف الآن تحت ناظري ..اقتربتُ ..بل اقتربتُ أكثر ..ما أجمل الاقتراب ..أمسكتُ الهدف بيدي ..سمعتُ صافرة طويلة ..تلفّتُ ورائي ..قال لي صاحب الصافرة : هذا الهدف تسلل ..غير محسوب ..مرّة ثانية ما تعيدها ..وإلا أحكي لماما ..!! حلفتُ لصاحب الصافرة ألف يمين بأني لن أعيدها ..ولم أعدها ..رغم أن صاحب الصافرة في وجهي كل يوم ..حتى أنا فاشل في أن أسرق من بيتي و من مالي وحلالي ..خايف ابني يحكي للماما ..!! بالله عليكم ..كيف يسرقون من الوطن ..ولا يلبسون قناعاً ولا يطفئون موبايلاً وكيف ينجحون ..؟ بل و نصفّق لهم ..!! يا ناس ؛ أريد أن أصبح حرامي..!!