لماذا السعودية تجهز الأرض وتطبخ الطبخة وإيران هي التي تأكل؟ لماذا تفشل السعودية في تشكيل واجهات قتالية ضد خصومها الايرانيين في حين تنجح إيران في تشكيل واجهات قتالية لتصفية السنة؟ في أفغانستان السعودية دعمت الولاياتالمتحدةالأمريكية ضد الاتحاد السوفيتي في ثمانينات القرن المنصرم وتشكلت من ذلك الدعم تنظيم القاعدة بقيادة أسامة بن لادن ، وبعد 2001 تعرض التنظيم لحرب دولية وسلمت واشنطنكابول لتحالف الشمال الشيعي واصحت إيران ذات نفوذ. في 1990 دعمت السعودية حصارا وحربا دولية ضد العراق ونظام صدام حسين بعد غزوه للكويت، ومولت حركات متمردة ضده بل لم تعترض على تعاون أمريكا مع ايران لغزو العراق في 2003، ثم رفضت دعم الاخوان المسلمين لمنع تفرد الشيعة بالعراق، فذهبت لانشاء ودعم جماعات قتالية سرعان ما أصبحت على لائحة الارهاب الدولي وخرجت واشنطن من بغداد بعد تسليم العراق للميليشيات الشيعية لتحكم وتهجر وتقتل بعد خلو الجو لها من اي منافس، بل أصبحت العراق محافظة ايرانية بامتيازز في لبنان ساهمت السعودية في انهاء الحرب الأهلية واصبح لها نفوذ كبير في لبنان حتى الآن، لكن القوة وفرض الواقع العسكري أصبح بيد حزب الله الحليف القوى لايران. في سوريا وخاصة بعد ثورات الربيع العربي اصيبت السعودية بحالة هيجان دفعها لتناسي الخصم الحقيقي للسوريين ووضعت في بالها حالة الخوف من سيطرة الأخوان على سوريا بعد بشار الأسد، فدعمت حركات ذات خصومة فكرية مع الاخوان ومن بين تلك الجماعات التي مولتها مخابراتها جبهة النصرة ، وماهي الا ايام حتى اصبحت ضمن قوائم الارهاب الأمريكية فطالت الحرب في سوريا وأصبحت جبهة ايران المقاتلة ببقايا الجيش الأسدي وميليشيات عراقية ويمنية بقيادة حزب الله هي الجبهة الموحدة من الداخل ، فتمادى بشار في قتل السوريين الى درجة استخدام السلاح الكيماوي ، ولا تاثير للسعودية مقارنة بتاثير ايران على مجريات الامور ليس في سوريا فحسب بل حتى في أروقة الأممالمتحدة. كل تلك الأخطاء لا تراجعها المملكة بجدية بل مستعدة لتكرارها في اليمن لأنها تهدف لتحقيق نصر تكتيكي على حساب نصر استراتيجي لخصمها ايران.. التقارب السعودي الحوثي اولى النذر لتسليم اليمن لايران.. انها السعودية حقا التي لا تملك اي استراتيجية قطرية أو قومية أو اسلامية ، فبدلا أن تكون راعية المسلمين السنة أصبحت البوابة التي تؤهل القلية الشيعية لحكم الأغلبية السنية وهي النتيجة التي تخدم الاستراتيجية ألمريكية وتضمن بقاء سيطرتها على الشرق الأوسط. يا ترى لو حكم الحوثيون اليمن، كيف سيكون حال السعودية وهي وسط دائرة شيعية حاكمة للعراق وسوريا واليمن ومتعاونة مع عمان والامارات؟ تخدع السعودية بأن الأخوان هم الأعدا، وهم لم يوجهوا لها بندقية منذ تاسيسهم، في حين ستنقل الميليشيات الشيعية الحروب إلى داخل السعودية.. انهم يعتقدون ان المملكة تعيش العقد الأخير، وأنها ستهوي إلى أيديهم.