قال ناشطون سودانيون إن عدد ضحايا الاحتجاجات، التي تشهدها البلاد على رفع الدعم الحكومي عن أسعار الوقود، ارتفع، الأربعاء إلى 24 شخصا. وبحسب "الإسراء نيوز" فإن قادة في الجيش السوداني أصدروا تعليمات للجنود بالامتناع عن استخدام القوة ضد المحتجين، مع استمرار موجة الاحتجاجات التي تشهدها البلاد لليوم الرابع على التوالي بسبب رفع الحكومة الدعم عن أسعار الوقود. وأضرم محتجون النار في مقر حزب المؤتمر الوطني الحاكم، جنوب العاصمة السودانية الخرطوم، الأربعاء، في ثاني حادث من نوعه، بعد حرق مقر للحزب في أم درمان الثلاثاء. بينما تصاعدت حدة الاحتجاجات الخرطوم، الأربعاء، حيث قال شهود عيان ونشطاء إن الشرطة أطلقت الغاز المسيل للدموع على مظاهرة مناهضة للحكومة في العاصمة، في حين أشعل متظاهرون النار في مبنى جامعي وعدة محطات بنزين، وأغلقوا الطريق الرئيس المؤدي إلى المطار. انقطاع في الإنترنت وفي تطور آخر، تعذر الدخول إلى شبكة الإنترنت في العاصمة السودانية الخرطوم على وجه التحديد، الأربعاء، ولم يتضح على الفور ما إذا كانت السلطات قد أوقفت الخدمة لمنع النشطاء من تنسيق الاحتجاجات عبر وسائل التواصل الاجتماعي. ولم تعلق أي من الشركات المزودة للإنترنت أو الحكومة على انقطاع الخدمة إلى الآن. وبدأ ناشطون سودانيون مناهضون للحكومة بث أشرطة فيديو وصور، عبر شبكة الإنترنت، تظهر مواجهة الشرطة للمظاهرات التي تحولت إلى مطالبات بإسقاط الرئيس السوداني عمر البشير. ونقل موقع "الإسراء نيوز" عن مراسله في الخرطوم أن السلطات في الخرطوم علقت الدراسة، الأربعاء، في العاصمة السودانية للحيلولة دون وقوع مظاهرات طلابية حتى الثلاثين من أيلول (سبتمبر) الجاري. وأوضح أن وزارة التربية والتعليم في ولاية الخرطوم قررت تعليق الدراسة بمدارس الولاية اعتبارا من الأربعاء حتى الاثنين القادم، نتيجة للأحداث والمظاهرات التي تشهدها الخرطوم. من جهة أخرى، أغلقت المحلات التجارية في السوق العربي وسط الخرطوم أبوابها وتوقف حركة المواصلات العامة بشكل كامل مع استمرار المواجهات بين المحتجين والشرطة في الأحياء الجنوبية للعاصمة وعدد من أحياء مدينة أم درمان. ورفعت الحكومة الدعم على الوقود الاثنين الماضي سعيا لتقليص العجز المتزايد في ميزانيتها، ما أثار حالة من الاستياء العام لأن الإجراء أضر بالفقراء، ومن المرجح أن يزيد من التضخم. توسع رقعة الاحتجاجات ورجح رئيس الهيئة السودانية للدفاع عن الحريات فاروق محمد إبراهيم امتداد المظاهرات إلى أماكن خارج العاصمة الخرطوم، "في حال استمرت حشود المواطنين في النزول إلى الشوارع"، لا سيما مع مواصلة قوات الأمن "قمع المتظاهرين". واستبعد إبراهيم في تصريح لموقع "سكاي نيوز عربية" أن يعود الهدوء إلى شوارع الخرطوم قريبا، قائلا إن "الحكومة تتجه إلى اتخاذ إجراءات واضحة لقمع المظاهرات"، خصوصا وأن "الفساد في المؤسسات الحكومية وصل مرحلة لا يمكن السكوت عنها، وأن إصلاحها يتطلب وقتا طويلا"، ما قد يرفع وتيرة التوتر في الشارع. وأشار إلى أن "تضخم الجهاز الحكومي والفساد، والغلاء" دفع الناس للنزول إلى الشوارع دون تعبئة من الأحزاب السياسية المعارضة للحكومة، مشيرا إلى احتمال تصاعد المظاهرات خلال الأيام القليلة المقبلة. وأكد فاروق، أنه في حال وصلت الاحتجاجات في السودان إلى "مرحلة صعبة" تستدعي تدخل جهازي الجيش والشرطة، فإنهما "سينحازان إلى مطالب ومظالم الشعب"، مشيرا في الوقت ذاته إلى أن تدخل الجيش "غير مأمون الجانب".