شنّ العقيد قاسم سعد الدين، عضو المجلس العسكري الأعلى للجيش الحر، والناطق الرسمي باسمه، هجوماً لاذعاً على الدول الغربية، وفي مقدمتها الولاياتالمتحدة، التي باتت تطري على بشار الأسد، وتشكره على مواقفه، معتبراً أنه لم يتبق أمام تلك الدول سوى منحه جائزة "نوبل للسلام". وفي اتصال هاتفي مع وكالة أنباء "الأناضول"، قال سعد الدين، "تبين بالدليل القاطع أن الدول الغربية وعلى رأسها الولاياتالمتحدةالأمريكية، متخاذلة مع نظام الأسد وكان اهتمامها الأول حفظ أمن "إسرائيل"، وتخليص النظام ترسانته الكيماوية، (التي تقدر بنحو ألف طن بحسب خبراء)، ولم تكترث تلك الدول لأكثر من 115 ألف قتيل وملايين المشردين والنازحين الذين هجّرهم الأسد من ديارهم. وأطرى وزير الخارجية الأمريكي جون كيري، الأسبوع الجاري، على امتثال الأسد بتسليم ترسانته الكيماوية، معتبراً أن تلك الخطوة، "تحسب له"، في حين قال أحمد أوزومكو، مدير منظمة حظر انتشار الأسلحة الكيماوية للصحفيين في لاهاي، قبل يومين، "إن التعاون مع سوريا "بناء جدا" وإن السلطات السورية "متعاونة للغاية"، ولاقى النظام مواقف مشابهة من عدد من الدول على رأسها حليفتيه روسيا والصين. ورأى سعد الدين، أنه بعد تحقق هدف الدول الغربية بتخليص النظام من الأسلحة الكيماوية، يتم تصوير "المجرم" ، بشار الأسد على أنه "رجل سلام" ، ولا نستبعد أن يتم ترشيحه لنيل جائزة نوبل للسلام، على غرار حليفه، وشريكه بقتل السوريين، الرئيس الروسي فلاديمير بوتين. ورشحت عدة جهات بوتين لنيل جائزة "نوبل للسلام" لهذا العام لدوره في حل الأزمة السورية، في حين نالت منظمة "حظر الأسلحة الكيميائية" التي تشرف على تدمير ترسانة الأسلحة الكيماوية السورية جائزة نوبل للسلام لهذا العام اليوم الجمعة. واتهمت المعارضة السورية والجيش الحر، في تصريحات صادرة عن قيادات فيهما مؤخراً، الدول الأوروبية والولاياتالمتحدة، بعدم الوفاء بالالتزامات التي تعهدت بها لتقديم أسلحة نوعية للجيش الحر، أو الضغط على المجتمع الدولي لإيجاد حل للأزمة السورية المندلعة منذ عامين ونصف. من جهته رأى مصعب أبو قتادة، الناطق باسم المجلس العسكري في دمشق وريفها التابع للجيش الحر، أن حتى جائزة "نوبل للسلام"، باتت متآمرة على الشعب السوري، فكيف يرشح بوتين الذي يرسل مع إيران على مدار 30 شهراً ، الأسلحة وخبراء القتل إلى سوريا، لنيل مثل تلك الجائزة. وتتهم المعارضة السورية، روسيا بدعم النظام السوري، مادياً وعسكرياً، بإرسالها الأسلحة والذخائر لقواته، وكذلك سياسياً، باستخدامها حق النقض (الفيتو) في مجلس الأمن ، حيال كل مشروع قرار يدين جرائم النظام السوري أو يجيز استخدام القوة ضده. كما تمتلك روسيا قاعدة عسكرية في مدينة طرطوس الساحلية (غرب سوريا) تدعم بها النظام السوري. وفي اتصال هاتفي مع "الأناضول"، قال أبو قتادة، إن الجيش الحر بات "لا يثق بأحد بعد أن خذله العالم كله"، وجعله يواجه بأسلحته الخفيفة، جيشاً قوامه الطيران والدبابات وصواريخ سكود، ويلقى الدعم غير المحدود من عدد من الدول على رأسها روسيا.