أكد سياسيون وأكاديميون في محافظة الضالع أن بناء الدولة هو الضامن الحقيقي لمخرجات الحوار الوطني الشامل وحل كافة القضايا الوطنية التي تعاني منها البلاد. وقال رئيس إصلاح الضالع سعد الربية إن النظام السابق رهن البلاد للفساد والاسترزاق للخارج ، داعيا قوى التغيير إلى الاصطفاف واليقظة لكل محاولات الفوضى والتخريب. وأشار الربية ، في الندوة التي أقيمت على هامش اللقاء السنوي الاجتماعي بمناسبة عيد الأضحى في منطقة الحقب بدمت، إلى أن هناك مظالم في الجنوب والمنطقة الوسطى والحديدة ، مبديا أمله بأن ثورة ال11 من فبراير أخرجت اليمن من بوتقة الاستبداد والتوريث. ودعا الربية كافة القوى الوطنية للتعاون مهما كان اختلافها في الآراء السياسية والقضايا الفكرية فالجميع أبناء وطن واحد ويعيشون على سفينة واحدة ، مشيرا إلى أن اليمن يعيش في أجواء فيها كثير من المظاهر السلبية من أعمال تخريب وقطع للكهرباء والنفط ومحاولات للعودة عن الجمهورية. وقال الربية : «لا بد أن نعترف أنه ليس هناك دولة في اليمن وما كان قائما ليس سوى مجموعة عصابات يتقاسمون الثروة والسلطة ، لافتا إلى أنه ومنذ 94م استفردت مجموعة معينة بالسلطة وأصبحت المسألة مسألة فيد ونهب». وأكد أن أهم ما يجب التركيز عليه اليوم من قبل الجميع هو بناء الدولة ، لافتا إلى أن اليمنيين لا يستطيعون تنفيذ مخرجات الحوار الوطني وأن يكون لديهم بلدا آمنا مستقرا إلا من خلال دولة قوية الجيش فيها موحد والسلطات غير متداخلة لا تقتل بعضها بعضا. وأضاف رئيس إصلاح الضالع إن «هناك مشاكل لا يتصورها أحد إذا لا يمكن لأي عاقل أن يتصور أن منطقة عسكرية فيها عدد من الألوية واستخبارات وأمن ونجدة ثم تأتي مجموعة قليلة يسيطرون عليها ويذبحون الضباط والجنود». وشدد على ضرورة توافق كافة القوى الوطنية على بناء الدولة وما لم يكن هناك دولة فإن الفوضى ستعم الناس جميعا ، وأن يكون هناك دولة قوية تحكم بالعدل وتستطيع أن تحمي المؤسسات والممتلكات العامة والخاصة من المخربين. ودعا الربية حكومة الوفاق أن تقدم المخربين وقطاع الطرق للتحقيق والمحاسبة وأن لا يقتصر دورها في مجرد إعلان أسمائهم عبر وسائل الاعلام ، أو أن تعلن عجزها عن ذلك وحينها يبحث الناس عن حل مع قبائل مأرب وغيرها من المناطق. وقال إن اليمنيين إذا ما أرادوا بناء الدولة فلا بد أن يتحرروا من الأجنبي وأن يشعر أبناء الجنوب أن الوحدة فيها مصلحتهم وفيها عزتهم وكرامتهم وأنهم شركاء في السلطة والثروة ، مشيرا إلى أن الشعب اليمني كان موحدا قبل الوحدة وكان هناك شعب واحد في دوليتين واليوم بات العكس. ولفت إلى ن أبناء الشعب في الجنوب كانوا أكثر حماسا للوحدة من إخوانهم في الشمال. ودعا إلى عدم تحميل الوحدة أخطاء النظام السابق فالقيم لا بد وأن تظل قيم ، منوها بأن المستبد حينما يحاول أن يجعل من الوحدة شماعة لنهبه وظلمه وتوريث الحكم ،فإن ذلك نوع من استجرار المظالم وتحميلها للقيم. وأكد أنهم في المشترك يحملون أنفسهم مسئولية كبيرة ويرون أن من الواجب عليهم السعي مع جميع جماهير الشعب مع الشباب من المؤتمر وأنصار الله كي نخرج اليمن من هذه المأساة أن لا يشعر يمني في أي مكان انه مظلوم . ورأى الربية في ختام حديثه أن أبناء اليمن أمام خيارين لا ثالث لهما إما أن يستسلموا ويضعفوا ويحصل أكثر مما نراه اليوم من مقدمات من انفلات أمني ، وأما أن نجمع الكلمة ونوحد الصف ونجدد الخيار. من جانبه قال العميد محمد صالح الحدي أن المنطقة الوسطى لم تلق حقها من الانصاف في السابق واللاحق برغم كونها قدمت التضحيات الجسام في سبيل الثورة اليمنية سبتمبر وأكتوبر والوحدة اليمنية ، داعيا إلى إعادة الحقوق والممتلكات المنهوبة لأبناء المحافظات الجنوبية إذا ما كانوا صادقين مع أنفسهم للحفاظ على الوحدة.