يحسم القضاء اليمني اليوم الأحد الجدل المستمر حول إمكانية إعادة الفتاة السعودية هدى آل نيران المعروفة بفتاة بحر أبو سكينة إلى المملكة بعد أن زعمت في أقوالها لدى جهات التحقيق في اليمن أنها هربت بمفردها، فيما تتهم أسرتها شاباً يمنياً بسحرها وتهريبها وسرقة نقود وذهب عبر الاتفاق معها إلى الحدود اليمنية لتستقل باصاً للجوازات زاعمة أنها مجهولة يمنية. وفي الوقت الذي يؤكد فيه والد الفتاة أن تصرف ابنته كان تحت تأثير السحر ؛ تنفى هدى أن تكون تعرضت للسحر أو الاختطاف كما زعم والدها. وأكدت الفتاة السعودية ،في تسجيل صوتي، تمسكها بالشاب اليمني عرفات القاضي ، وعدم التخلي عنه حتى الموت، مطالبة أهلها بتفهم موقفها واحترام رغبتها في اختيار شريك حياتها. وقالت إن الذين يروجون بأنني سُحرت أقول لهم عكس ذلك، مشددة على أنها اختارت شريك حياتها وهو الشخص الذي يناسبها. وأضافت : «أرجو ألا تحكموا عليه بأنه خطفني بصورة سيئة، أو أنه سحرني، هو شخص شريف ومناسب، ووجدت فيه كل ما أتمناه، ولن يفرق بيننا إلا الموت». ودعت أهلها إلى ضرورة احترام حياتها الشخصية التي اختارتها بنفسها من شخص تثق فيه وأن يدعو لها بالتوفيق في ذلك. وأوضحت أنها حاولت الابتعاد عن الجو الأسري المفعم بالتدخل في الحياة الشخصية ، مشيرة إلى أنها لا تسمح بالتدخل في شئونها الداخلية ولن تسمح لأهلها بإجبارها على زواج من شخص لا ترغب في العيش معه أو أن تكون ضحية مثل اخواتها الذين ساهم تدخل أهلها في حياتهم الشخصية في افسادها وأصبحن منفصلات عن أزواجهن. وظهرت الفتاة السعودية للمرة الأولى في محكمة جنوب شرق صنعاء يوم الأحد الماضي وبدت هادئة وطلبت منحها حق اللجوء الإنساني ؛ نافيةً أن تكون متزوجة بمواطن سعودي بموجب عقد نكاح، إلا أن ممثل السفارة السعودية في صنعاء قدم للقضاء اليمني صورة من عقد النكاح. وطالبت الفتاة في الجلسة التي عقدت برئاسة القاضي أمين العمري عدم ترحيلها وتزويجها من الشاب اليمني. وتقدم مسؤول الرعايا في السفارة السعودية أحمد الشميمري بصورة من عقد قران الشابة على أحد أقاربها في المملكة وسلمها إلى رئيس محكمة جنوب شرق صنعاء الذي سلمه الى القاضي المعمري. وأجلت محكمة جنوب شرق العاصمة صنعاء قضية الفتاة السعودية المعروفة ب"بحر أبو سكينة" هدى " إلى اليوم الأحد لمنح المتهمين فرصة الاطلاع على التفاصيل كاملة وإحضار أصول الأوراق المطلوبة. وأظهرت التحقيقات تضارباَ في أقوال الشاب اليمني وعدم وجود أوراق ثبوت أصلية حيث أن معظم الأوراق المقدمة صور ، كما أظهرت أن الشاب اليمني بيت النية والترتيب مع الفتاة لتهريبها إلى اليمن. واتهمت النيابة عرفات بالاتفاق مع مواطن سعودي بتهريبها من منزلها في محايل إلى الحدود اليمنية، كما اتهم بالإقامة مع الفتاة في فندق بمنطقة صامطة لمدة 3 أيام والترتيب مع شخص ثالث بتهريبها وهو ما أنكره الشاب والفتاة. وفي الجلسة التي حضرها مندوبين من وزارة حقوق الإنسان اليمنية ومحامي المفوضية العليا لحقوق الإنسان جمال الجعبي الذي قام بتسليمها استمارة المفوضية لتعبئتها لمنحها حق اللجوء وأمام القاضي قامت بتعبئة جزء من البيانات لكن النيابة منعتها من استكمال تعبئة البيانات رغم موافقة القاضي وقامت بنقلها إلى مقر احتجازها. وأرجع وكيل النيابة السبب إلى أنه يجب تعبئة الاستمارة عبر وزيرة حقوق الإنسان حورية مشهور. وستعقد محكمة جنوب شرق صنعاء اليوم الاحد جلسة لمواصلة النظر في فضية الفتاة السعودية والشاب اليمني بعد اتهام النيابه لها بالدخول غير الشرعي لليمن فيما وجهت للشاب اليمني عرفات تهمة المساعدة. وطالب حقوقيون ونشطاء وزيرة حقوق الإنسان حورية مشهور بمنح الفتاة السعودية حق اللجوء الإنساني ، في ظل اتهامات للنيابة بعقد صفقة مع السعودية لإعادة الفتاة إلى أهلها واحتمال تعرضها للخطر.