قال المبعوث الاممي لليمن جمال بن عمر بنعمر : إن تجربة الشباب في اليمن تعد مصدر إلهام للأمم المتحدة والدول الأخرى و يجب ان تدرس . وأشار إلى أن دور الشباب يجب ألا ينتهي في فترة ما بعد الحوار اذ عليهم ان يستمروا وان يفكروا جديا بالمشاركة في صنع القرار في اليمن". وأوضح" إن ما حدث في اليمن من انتقال سلمي للسلطة هو بمثابة المعجزة في بلد يعد الثاني في العالم من حيث انتشار الأسلحة. وأكد بن عمر خلال لقائه اليوم في صنعاء بممثلي المكونات الشبابية المشاركة في مؤتمر الحوار الوطني الشامل، أنه ورغم التعقيدات في الحياة السياسية، إلا ان اليمنيين تشبثوا بالخروج من أزمتهم بطريقة سلمية، وحضارية. وأشاد بن عمر بالشباب في اليمن معتبرا ما حدث من اشراك لهم في الحياة السياسية، والحوار غير مسبوق ولم يحدث في بلدان الربيع العربي، إذ أن صوتهم كان عاليا وتواجدوا في مؤتمر الحوار الوطني جنبا الى جنب كل الأطراف السياسية الفاعلة على الساحة. وقال:" كان الشباب أكثر ديناميكية في مرحلة التحضير للحوار الوطني التي استمرت لفترة ستة أشهر من خلال اللجنة الفنية للإعداد والتحضير للحوار، وطرحوا أفكارا قيمة فيما يتعلق بهيكلة مؤتمر الحوار، وواصلوا خلال مؤتمر الحوار بطرح القضايا الحيوية التي تبنتها الكثير من المكونات" وتطرق بنعمر إلى أول لقاء جمعه مع ممثلي الشباب اليمني في ابريل العام 2011م.. موضحا أنه طرحت خلال اللقاء والذي عقد في احدى المكاتب الخاصة بالأممالمتحدةبصنعاء، العديد من الأسئلة اثناء التفكير بصوت عال، ومنها أسئلة تناولت كيف يمكن لحركة التغيير السلمي ان تحقق أهدافها وتستمر بأقل درجة من التضحيات والخسارات، وكيف يمكن أن تستمر هذه الحركة سلمية. وأشار مساعد الأمين العام للأمم المتحدة إلى أن كل الشعارات التي رفعها الشباب أثناء ثورتهم هي شعارات تتطابق مع شعارات الأممالمتحدة المتعلقة بحقوق الإنسان وسيادة القانون. وتابع قائلا :" ولذلك حاولنا أن نتضامن مع جهود الشباب، وخلال مرحلة الحوار تم تأسيس ملتقى النساء والشباب لدعم مكوني النساء والشباب ومناصرة قضاياهم، والتي يجب ان تتواصل الآن في مرحلة هامة من الحوار تتعلق بالمخرجات". وأكد المبعوث الأممي أن مؤتمر الحوار الوطني وصل الى مرحلته الأخيرة وهي المرحلة الأهم إذ عليها التأسيس لتبنى الدولة الجديدة وقيمها وصياغة دستورها. واستطرد قائلا :" هذه المرحلة .. مرحلة هامة و تتطلب تغيير على المدى البعيد بهدف خلق دولة جديدة بقيم جديدة والاتفاق على قواعد للعبة السياسية وكذلك على الاتفاق على عقد اجتماعي جديد وهذه عملية عسيرة وصعبة، تتطلب المزيد من الصبر والحكمة". وكشف عن وجود الكثير من المناورات والعراقيل واللف والدوران تحصل الآن من بعض الأطراف. ومضى قائلا:" نسمع كل يوم أخبارا لا يمكن ان توصف الا في خانة العرقلة.. والشارع اليمني واليمنيون ملوا مما حصل، ويريدون حدوث تغيير وبناء يمن أفضل".. معتبرا أن ما حدث من تصويت في الانتخابات الرئاسية الأخيرة لصالح الرئيس عبدربه منصور هادي يعد بمثابة الاستفتاء على فكرة التغيير. وأكد جمال بن عمر أن أهم قضية في المرحلة الحالية من مؤتمر الحوار الوطني هي قضية شكل الدولة التي لم يحسمها المؤتمر بعد، لافتا الى تأخر حسم بعض القضايا ومنها قضايا العدالة الانتقالية التي تعاني منها اليمن منذ زمن طويل، وأن حسم بعضها تأخر عن قصد وبعضها تأخر بسبب التحضيرات التي تتطلب مرحلة أطول. واوضح أن النقاش الدائر الآن في لجنة التوفيق يدور حول الترتيبات لما بعد الحوار الوطني وهو نقاش هام جدا، يتعلق بمخرجات هذا المؤتمر وكيف يمكن الاتفاق على خارطة طريق جديدة تحقق هذه المخرجات التي اتفق عليها في الحوار.