انطلقت في مختلف المحافظات المصرية بعد صلاة الجمعة مظاهرات ومسيرات منددة بالانقلاب العسكري وبانحياز القضاء واعتقال الفتيات، وذلك استجابة لدعوة تحالف دعم الشرعية تحت شعار "لا للعدالة الانتقامية" رفضا لتسيس القضاء، في حين شددت قوات الأمن والجيش من إجراءاتها الأمنية وأغلقت عددا من الميادين بالقاهرة والجيزة. ففي حي المعادي بالقاهرة، انطلقت مسيرة احتجاجية من أمام مسجد الريان تندد بحكم العسكر وما ترتب عليه من مجازر واعتقالات ممنهجة طالت الفتيات وطلاب الجامعات. كما شهد حي حلمية الزيتون مسيرة نددت بممارسات سلطات الانقلاب بحق المدنيين، وسط هتافات "اكتب على حيطة الزنزانة حكم العسكر عار وخيانة"، وشهدت أحياء مدينة نصر بالقاهرة مسيرات مشابهة. وفي مدينة 6 أكتوبر بمحافظة الجيزة انطلقت من أمام مسجد الحصري مسيرة جابت أحياء المدينة وسط تفاعل من الأهالي والمارة. وفي محافظة الإسكندرية (شمال) خرجت مسيرات ومظاهرات من عدة مساجد بالمحافظة عقب صلاة الجمعة، جابت بعضها شوارع المدينة وسط هتافات ضد الانقلاب العسكري وأخرى تبيّن حجم المعاناة المعيشية التي يعانيها المواطن المصري بسبب السياسات التي تتبعها السلطة الجديدة، في حين استخدمت قوات الأمن قنابل الغاز المسيل للدموع في محاولة لتفريق المتظاهرين. وفي الحوامدية بمحافظة الجيزة انطلقت من المساجد مظاهرات منددة بالانقلاب العسكري طالب المشاركون فيها بما سموه تطهير القضاء، وإطلاق طلاب الأزهر الذين صدرت بحقهم أحكام وصفت بالقاسية. كما ردد المتظاهرون هتافات تندد بوزير الدفاع عبد الفتاح السيسي وتطالب بمحاكمته. والتحمت مسيرات مؤيدي الشرعية التي احتشدت بعين شمس والمرج و المهندسين وشبرا والزيتون في أعداد ضخمة متجهة إلى محيط قصر الإتحادية ووفقا لرصد ,فقد تجمعت مسيرة عين شمس أمام مسجد القدسي ووصلت المسيرة إلى ميدان حلمية الزيتون ملتحمة مع مسيرة الزيتون في أعداد حاشدة، لتنضم لها مسيرة المهندسين وشبرا في طريقها لمحيط قصر الاتحادية. وتحولت شوارع وميادين محافظة بني سويف إلى ملتقيات ثورية، وزينت اللافتات وصور الشهداء الشوارع الرئيسية بالمدن الكبري. وانطلق مئات الآلاف من أمام مسجد علي بن أبي طالب بوسط مدينة بني سويف، في مسيرة حاشدة للمطالبة بضرورة تطهير القضاء من الفاسدين. كما نظم أهالي مدينة الواسطي بأقصى شمال المحافظة مسيرة ضخمة، رافعين شارات رابعة، وسط مشاركة شبابية حاشدة. وعلى بعد عدة كيلومترات.. نظم أهالي مركز ناصر مسيرتين حاشدتين، إحداهما بمدينة ناصر، والأخرى بقرية بهبشين التابعة للمركز. كما نظم أهالي المراكز الجنوبية مسيرتين حاشدتين ضمتا عشرات الآلاف، انطلقت الأولى من المسجد الكبير بمدينة ببا، والثانية من أمام مسجد الشيخ غنيم بمركز الفشن، مرددين هتافات منددة بما أسموه "قضاء عواطف" و"جيش نوال"، مطالبين بوقف الممارسات القمعية ضد السلميين وعودة الشرعية والرئيس المنتخب, وفقا لبوابة الحرية العدالة. وفي الفيوم خرجت مسيرة حاشدة من أمام مسجد الشبان المسلمين في الفيوم، منددة بالمحاكمات الانتقامية والاعتقالات التعسفية بحق مؤيدي الشرعية. وبحسب شبكة رصد , فقد انطلقت المسيرة لتجوب الشوراع تنديدًا بمحاكمة الرئيس السابق محمد مرسي واعتقالات الفتيات والطلاب لتعبيرهم عن رفض الانقلاب على الشرعية وفي سوهاج نظم شباب ضد الانقلاب مسيرة احتجاجية جابت أنحاء المدينة عبروا خلالها عن رفضهم للانقلاب العسكري، كما رفعوا صورا لشهداء المحافظة الذين سقطوا في المجازر المختلفة التي وقعت عقب انقلاب 3 يوليو/تموز الماضي. وبحسب شبكة رصد الإخبارية، شهدت محافظات القليوبية والإسماعيلية ودمياط والدقهلية والمنيا مسيرات كبيرة طالبت بعودة الشرعية والإفراج عن المعتقلين، ونددت بما وصفتها "أحكاما قاسية" على طلاب جامعة الأزهر الذين عوقبوا بالسجن لمدة 17 عاما وبغرامة مالية قدرها 65 ألف جنيه (الدولار يساوي 7 جنيهات تقريبا). يأتي هذا فيما أغلقت قوات الجيش والشرطة عدة ميادين رئيسية بالقاهرة والجيزة لمنع وصول المتظاهرين إليها، حيث شوهدت عدد من الآليات العسكرية في ميادين التحرير ورابعة العدوية والنهضة، وذلك رغم إلغاء حظر التجوال الذي استمر مفروضا لنحو ثلاثة أشهر بدأت في 14 أغسطس/آب الماضي. وأطلقت قوات الداخلية بمعاونة من البلطجية، الرصاص الحى والخرطوش وقنابل الغاز المسيل للدموع على مسيرة السيوف، والتى انطلقت عقب صلاة الجمعة من مسجد عصفور، وذلك بمنطقة شارع 16 القريب من القريب من السيوف. وقال شهود عيان من المتظاهرين "للحرية والعدالة": "إنه سقط عدد منهم مدرجين بالدماء على الأرض، بخلاف حوالي 15 مصابا". وكان التحالف الوطني لدعم الشرعية ورفض الانقلاب قد دعا لمظاهرات اليوم في بيان قال فيه "إن العين لم تعد تخطئ انجراف عناصر قضائية في تيار الانقلاب وسيرها في ركابه، والأمثلة كثيرة لا يمكن حصرها". ودعا القضاءَ "إلى الكف عن تمزيق ثوب العدالة النقي، والتوقف عن حط مقامها الرفيع". واستشهد التحالف بقضية أحداث قصر الاتحادية التي يحاكم فيها الرئيس المعزول محمد مرسي والتي وصفها بأنها مهزلة قضائية وباطلة لمخالفتها الدستور، وهي تدور حول قتيلين من الأحداث وتغفل الآخرين لأنهم منتمون إلى جماعة الإخوان المسلمين.