اشتبك ناشطون وأهالي موقوفين متهمين بتحدي قانون التظاهر اليوم السبت بالقاهرة مع قوات الأمن المصرية، بينما خرجت مظاهرات طلابية في عدة محافظات تطالب بالإفراج عن معتقلات. وفي الوقت نفسه، قررت النيابة العامة حبس مؤسس حركة 6 أبريل أحمد ماهر أربعة أيام على ذمة التحقيق بتهمة التحريض على التظاهر. واندلعت الاشتباكات عندما حاولت الشرطة تفريق أهالي الموقوفين في مظاهرات القاهرة -التي تلت مباشرة قانون تنظيم التظاهر- وناشطين من حركات شبابية تجمعوا أمام محكمة عابدين بالقاهرة للتضامن مع الأهالي ومع مؤسس حركة 6 أبريل أحمد ماهر قبيل مثوله أمام النيابة العامة. واستخدم الأمن القنابل المسيلة للدموع وخراطيم المياه لتفريق المحتجين الذين رددوا هتافات مناهضة لقادة الجيش والأمن والحكومة، وبسبب المواجهات تعطلت حركة المرور في المنطقة المحيطة بالمحكمة وأغلقت المحال التجارية القريبة. ويأتي تجمع أهالي الموقوفين بعد المظاهرات الحاشدة التي خرجت أمس في جلّ المحافظات المصرية في جمعة "القصاص قادم"، بدعوة من التحالف الوطني لدعم الشرعية بمناسبة مرور مائة يوم على مجزرة قتل فيها أربعون معتقلا من مؤيدي الشرعية في سيارات الترحيل إلى سجن أبو زعبل. وفرقت قوات الأمن المصرية مدعومة بعناصر توصف بالبلطجية أمس عدة مظاهرات في القاهرةوالإسكندرية ومحافظات أخرى، باستخدام الخرطوش والقنابل المدمعة مما تسبب في إصابة واختناق العشرات، بينما اعتقل أكثر من 180 بتهمة خرق قانون التظاهر الذي أقرته الأحد الماضي حكومة الببلاوي. وقد خرجت اليوم مظاهرات طلابية في العديد من الجامعات المصرية ضمن ما سُمي بأسبوع "الحرائر روح الثورة" الذي دعا إليه تحالف دعم الشرعية للمطالبة بالإفراج عن فتيات صدرت ضدهن قبل أيام أحكام مشددة بالسجن لمشاركتهن في مظاهرات منددة بالانقلاب. ونظم مئات من طلاب الجامعات في القاهرةوالإسكندريةوأسيوط وبني سويف مظاهرات داخل جامعاتهم تنديدا باعتقال زملائهم بمن فيهم الفتيات المحكوم عليهنّ بالسجن، وكذلك بحملات القمع التي تشنها الأجهزة الأمنية. وردد الطلاب هتافات مناهضة للانقلاب، ونددوا بالممارسات الأمنية التي تستهدف الجامعات والتي تسببت في مقتل الطالب في كلية الهندسة بالقاهرة محمد رضا قبل أيام. وقرر طلاب الإعلام في جامعة القاهرة بدء إضراب عام غدا احتجاجا على قتل زميلهم. وفي أسيوط، فرقت قوات الأمن المصرية مظاهرة لطالبات جامعة الأزهر بخراطيم المياه. وكانت الطالبات يتظاهرن تنديدا بأحكام الحبس التي صدرت بحق فتيات من الإسكندرية. وفي سياق الاحتجاجات نفسها، تظاهر أعضاء ما يسمى "أولتراس نهضاوي" وشباب ضد الانقلاب في فاقوس بالشرقية منددين بحبس فتيات الإسكندرية وبالممارسات الأمنية التي تستهدف الحريات. وكانت مجموعة من المتظاهرات في مصر رفعنَّ لافتة كبيرة أمس الجمعة كتبوا عليها: "والله عيب يا مصر، الحرائر في السجون، والعاهرات يكتبن الدستور". وجاءت هذه التظاهرة تنديداً بالأحكام القضائية الصادرة بحث مجموعة من الفتيات في الاسكندرية بالحبس مدة 11 عاماً بسبب مشاركتهن في تظاهرة ضد الانقلاب العسكري كانت تطالب بعودة الرئيس المنتخب محمد مرسي. وتسببت هذه الأحكام بحالة من الغضب الواسع، حيث أن من بين الفتيات عدد من القاصرات تتراوح اعمارهن بين 15 و17 عاماً، وقد أمرت محكمة الجنح في الاسكندرية بايداعهن سجناً خاصاً بالفتيات القاصرات.