وجه الشيخ العلامة أحمد بن حسن المعلم نائب رئيس هيئة علماء اليمن رئيس اتحاد علماء ودعاة المحافظات الجنوبية- في خطبة الجمعة اليوم وجه رسالة عاجلة ومناشدة شديدة للدولة ورئيس الجمهورية عبدربه منصور هادي يخاطبهم فيها ويذكرهم بأنه إنما يُنّصب الولاة والحكام لأهداف واضحة ومعروفة وتعد جميعها لحراسة الدين وسياسة الدنيا به، وحماية الأخلاق والقيم ومقومات الأمة، والحفاظ على أمن الدولة وسكينتها واستقرارها وسيادتها أرضا وإنسانا والذب والدفاع عنها وصد كل عدوان يوجه إليها حسب ماقررته النصوص الشرعية وما رسمه أئمة السياسة الشرعية وأصول الحكم . وتطرق فضيلته للحالة المزرية التي وصل إليها الأمن الداخلي من تدهور مريع وكثرة الاغتيالات والاقتتال وقطع الطرق والنهب والسرقة. وقال الشيخ المعلم إن محافظة حضرموت كانت غائبة – بحمد الله – عن هذه الأوضاع المزرية والاقتتال إلا أنها أضحت حاليا مشمولة بذلك ومكانا للضربات الجوية الأمريكية بحُجة تواجد القاعدة وأنصار الشريعة. وقد كان آخر تلك الضربات ما حصل ليلة الخميس الماضي من غارة جوية على منطقة خشامر خلفت خمسة قتلى اثنين منهم لا علاقة لهم بالقاعدة ، بل إن أحدهم خطيب مسجد بفوةوهوالأستاذ سالم بن علي جابر وأحد المشهود لهم باعتدال طرحهم ومحاربتهم للفكر المنحرف ،وقد كانت خطبته الأسبوع الماضي في منطقة خشامر ومنتقدة لهذا الفكر وهو ما حدا ببعض الشباب طلبه إلى نقاش على خلفية الخطبة وتحرك معهم وما أن وصلوا لمسيال المنطقة إلا وتم قصفهم بأربعة صواريخ قتلتهم جميعا وأضرت بالبيوت المجاورة ولحقت تلك الأضرارابالمسجد. أما القتيل الثاني فقد كان رجل مرور لا علاقة له أيضا بهذا الفكر وأما الثلاثة الآخرون فلا نعرف عنهم شيء. وتساءل الشيخ المعلم هل الدم الحضرمي أرخص من غيره؟. داعيا القبائل جميعها وقبائل يافع – التي ينتمي إليها الشهيدين – للوقوف صفا واحد إزاء هذه الأعمال. مذكرا إياهم بموقف قبيلة آل شبوان عند مقتل جابر الشبواني في إحدى الغارات في مأرب وكيف وقفت قبيلته وأجبرت الدولة على الاعتذار وتحقيق مطالبهم، وشدد على ألا يخرج التصعيد في المطالب عن الحكمة والضوابط الشرعية. كما دعا الشيخ المعلم الشباب الذين وقعوا ضحية لأفكار القاعدة وأنصار الشريعة دعاهم لمراجعة أنفسهم والعودة إلى جادة الصواب والمنهج الصحيح وترك الفكر المنحرف، ما لم فليبتعدوا عن الناس حتى لا يصاب الأبرياء بسببهم وبسبب أعمالهم . وعبر الشيخ المعلم عن إستغرابه إزاء المعايير المزدوجة التي تتعامل بها الدولة مع منتهجي العنف والخارجين عن القانون، مشيرا إلى أن الحوثيين رغم جرائمهم البشعة والمتكررة والمستمرة إلى اليوم ، فإن الدولة تصر على ضمهم إلى الحوار ، بل وتعطيهم نصيب الأسد من مقاعد اللجنة الفنية، وتطلب تلك اللجنة من الدولة الاعتذار منهم رغم كل جرائمهم وعنفهم وإصرارهم على الاستمرار في العنف، وغيرهم لا تلتفت إليهم بل لا ترى لهم حلاً غير التصفية. إن طلب الاعتذار من الحوثي وصمة عار على جبين اللجنة الفنية ومن شكلها وقبل بقراراتها، ثم لِم لا تتكثف الضربات هذه الأيام إلا في حضرموت؟.