قال الكاتب مصطفى بكري في مقال له بصحيفة «الوطن» المصرية إن بعض المصادر العليمة ذكرت أن السعودية هددت بمقاطعة اجتماعات مجلس التعاون الخليجي والقمة العربية الافريقية التي انعقدت في الكويت يومي 19 و20 نوفمبر، وهددت كذلك بإخراج قطر من مجلس التعاون نهائيا ما لم تراجع قطر مواقفها. وأضاف بكري إن الشيخ محمد بن زايد نائب القائد العام للقوات المسلحة ولي عهد أبو ظبي فاجأ أعضاء الوفد الشعبي المصري بقوله لهم إن لديه معلومات تؤكد أن قطر ستغير سياستها تجاه مصر خلال 6 أشهر بما يحقق المصالحة الشاملة بين البلدين. وأكد أنه في قمة الكويت المنعقدة في 19، 20 نوفمبر الماضي كانت الجهود قد بلغت ذروتها، وترددت معلومات عن مبادرة إماراتية للمصالحة كان يقودها الشيخ محمد بن زايد، إلا أن قمة الكويت شهدت تجسيداً لهذه المبادرة، فجرى الترتيب لقمة سعودية – كويتية – قطرية، وكانت الإمارات على الخط. وقال بكري في المقال الذي عنونه ب «أخطر تفاصيل ملف المصالحة المصرية – القطرية» : «كان الأمير تميم قد طلب من الشيخ محمد بن زايد ومن أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد السعي إلى تهدئة الأجواء مع السعودية ودول الخليج الأخرى على خلفية ملف الخلاف المصري – القطري، وتم التوصل في هذا الوقت إلى عقد قمة ثلاثية تسبق قمة مجلس التعاون الخليجي في الكويت». واستطرد : «وبالفعل جاء أمير الكويت مصطحباً معه أمير قطر في زيارة مفاجئة إلى السعودية في 23 نوفمبر الماضي، وتم عقد القمة الثلاثية بحضور قادة الدول الثلاث». وتابع : «في هذه القمة كان الملك عبدالله بن عبدالعزيز غاضباً، ووجه اللوم الشديد إلى أمير قطر وعاتبه على دعمه للإخوان وعدائه لمصر، وتساءل عن أسباب شروده بعيداً عن الموقف الخليجي الموحّد المساند لمصر، وحمّله مسئولية أي تداعيات قد تحدث من دول مجلس التعاون ضد قطر». وزاد : «حاول أمير قطر في هذا الاجتماع أن يقدم بعض التبريرات لأسباب موقف بلاده، إلا أن خادم الحرمين الشريفين قال بصراحة ووضوح: «لقد استمعنا منكم إلى وعود عديدة وتبريرات غير منطقية وأنا هنا أضعك أمام مسئوليتك الخليجية والعروبية». وأشار إلى أن الملك عبدالله تحدث مطولاً عن مخطط الإخوان في المنطقة وسعيهم لتنفيذ المخططات التي تستهدف أمن الأمة واستقرارها. وأوضح أن أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد اقترح في هذا الاجتماع ضرورة التوصل إلى حل سريع قُبيل عقد القمة الخليجية في ديسمبر. ولفت إلى أن أمير قطر وقع على وثيقة مع خادم الحرمين وبشهادة أمير الكويت من 5 بنود، وتسلك كل طرف نسخة من الوثيقة. وعن بنود الوثيقة السرية، قال بكري إن بنود الوثيقة هي : «وقف الدعم عن الاخوان، والتوقف عن التحريض ضد مصر، ومراجعة سياسة قناة الجزيرة، وتوقيع المصالحة خلال 6 أشهر». وقال بكري إن الأسابيع القادمة قد تشهد تطورات ايجابية في هذا الملف إذا ما التزمت حكومة قطر بما تعهد به أميرها ووقع عليه في الوثيقة. وأنهى مقاله قائلا: «أمير قطر يعي بالتأكيد الكلمات التي أسمعه إياها الملك عبد الله في أعقاب التوقيع على الوثيقة، عندما قال له : أنت ملزم أمام الله وأمام الشيخ صباح بتنفيذ كل حرف وقّعت عليه، وإلاّ فالقطيعة الكاملة وبلا رجعة».