بالأمس كانت باحثة أمريكية عملت مختصة في جنوب السودان تنتقد( السياسة الأمريكية العاطفية التي دفعتها لتشجيع الجنوب المسيحي للانفصال من الشمال العربي المسلم)، ما بين الأقواس هو وصف لها على الهواء مباشرة مع قناة الجزيرة. تحدثت كثيرا هذه الباحثة عن سياسة المصالح الآنية وغباء مندوبة واشنطن في مجلس الأمن آنذاك سوزان رايس ، التي حركت المجتمع الدولي لدعم انفصال جنوب السودان رغم تحذيرات كثيرة لاحتمالية فشل هذه الدولة، بسبب الصراع العرقي.. تقول" جنوب السودان الآن دولة فاشلة، مالذي تستطيع أن تعمله الولايات المتحدة؟". اليوم سوزان رايس ذاتها التي أصبحت مستشارة الأمن القومي الأميركي تحذر جنوب السودان من أن واشنطن مستعدة لإنهاء دعمها" التقليدي والمهم" في حال استمرت أعمال العنف هناك… ماذا بقي لامريكا من مصالح هناك؟ في آسيا لا زال فشل المجتمع الدولي في سوريا يؤدي إلى تداعيات على المنطقة، قبيل أشهر من الانتخابات شنت الأجهزة الأمنية التركية اعتقالات واسعة شملت مقربين من حكومة العدالة والتنمية وشخصيات تابعة لجماعة فتح الله كولن، بعدها أقالت الحكومة قيادات أمنية كبيرة، قالت أنها تنفذ اعتقالات دون العودة للقيادات الأمنية العليا، لكن وعقب تهديد أردوغان بطرد سفراء أجانب، قال أنهم يقومون بعمليات تحريض، خرج السفير الأميركي في أنقرة فرانسيس ريكاردوني ينفي تورط جهات أميركية في حملة" مكافحة الفساد والرشوة"، بعد أن سربت الصحافة معلومات حول اجتماعه مع سفراء الاتحاد الأوربي وحديثه عن وجود عمليات غسيل أموال في بنك خلق الأهلي يذهب لصالح إيران. واشنطن تريد ان تعقد الصفقات مع إيران، وتضحي بتركيا كما ضحت بمصر والسعودية، وإلا لماذا ذهبت لعقد اتفاقات مع إيران من الأساس. انه الغباء اللحظي الذي تنجر وراءه واشنطن من أجل مصالح آنية، هناك لوبي فيها يعمل على إضعاف الاستقرار في البلدان الديمقراطية، إنها تكرر فشل دعم الانقلابات في إيران عام53 ، وتشيلي في الثمانينات، ومصر في2013 م. ربما سوريا ستزيد من تداعى الفشل على امريكا ، ومحاولاتها لاسقاط الديمقراطية في تركيا ، سيكون وخيما على مصالحها في الشرق الأوسط. حان موعد قراءة كتاب الأمريكي مايكل أورين( القوة والايمان والخيال.. أمريكا في الشرق الأوسط).