خرج حي سيف الدولة في حلب عن روتين الاشتباكات اليومية بين القوات النظامية السورية والمقاتلين المناهضين للنظام ليحتفل بزفاف "ثوري" بين أبو خالد، القناص الذي يقاتل إلى جانب المعارضة، وحنان، الممرضة التي عالجته. ويقول أبو خالد إنه وقع في حب حنان "من النظرة الاولى" بعدما أصيب في ساقه. ويوضح المقاتل: "رايتها في المركز الطبي في مدرسة القنيطرة. عندما أصبت قامت بتنظيف جروحي يوما بعد يوم". وتحظى حنان (23 عاما) التي اختارت لحفل زفافها ان تضع حجابا ابيض على راسها يعلو قميص الممرضة الابيض بدعم ابو خالد منذ أن قتل شقيقها في الثورة المستمر في سورية منذ منتصف آذار 2011. وتوضح وهي تجلس بقرب أبو خالد الذي اختار أن يرتدي سترة عسكرية تملأها الجيوب: "عندما توفي شقيقي اصبح حبنا أقوى، إضافة إلى ذلك، أنه (أبو خالد) ثائر". وجلس العريسان، كما تنص التقاليد، على كنبة كبيرة، وعلق خلفهما علم كبير للمعارضة. وفيما كان مقاتلون يعلقون لافتات كتب عليها "نحن نحب الحياة"، قام ابو خالد وحنان بقطع قالب حلوى من الشوكولا. ثم ألقى قائد في الجيش السوري الحر وقد التفت حوله مجموعة من العسكريين المنشقين والمدنيين الذين حملوا السلاح لمقاتلة نظام الرئيس بشار الأسد، خطابا تبعه تبادل الخاتمين بين العروسين. وأقيم حفل الزفاف بعد ذلك في الخارج، حيث افترشت الفواكه مجموعة من الطاولات. وقام الحضور بتهنئة أبو خالد وحنان وسط اناشيد ثورية ظل يرددها المقاتلون الذين تحلقوا حول العروسين قبل أن يشكلوا دائرة ويهتفوا "حرية! حرية!". وأهالي حلب الذين لم يفروا من المدينة وغالبيتهم من الرجال الذين بقوا لحراسة أملاكهم أو عائلات ليس لديها أي مكان آخر تلجأ اليه، يتهمون الرئيس السوري بشار الأسد بالسعي إلى تجويعهم. ويقول أحد المشاركين في حفل الزفاف وهو يلوح برشاش كلاشنيكوف: "لا أحد يستطيع إيقاف الحياة. لا أحد يستطيع إيقاف الشعب". وعلى بعد شوارع معدودة من موقع الزفاف، بين أعمدة الدخان المتصاعدة من بين ركام الأبنية المهدمة، كان القتال لا يزال دائرا بين مقاتلين مناهضين للنظام مدججين بالرشاشات والقذائف الصاروخية، والقوات النظامية، في الحرب المفتوحة في حلب.