نشرت صحيفة صنداي تليغراف البريطانية افتتاحية بعنوان «ارييل شارون والطريق المحفوف بالصعاب للسلام». وقالت الصحيفة في افتتاحيتها إن «حياة ارييل شارون تخبرنا الكثير عن السياسات المتغيرة في اسرائيل» ، مشيرة إلى أن «شارون بزغ نجمه كعسكري مستعد لاستخدام اساليب مثيرة للجدل لتأمين مستقبل بلاده، ولكنه انهى عمله السياسي بصورة اكثر تعقيدا كرجل دولة قوي يبحث عن السلام» ، مؤكدة أن نموذج شارون يبعث على الأمل. وأكدت الصحيفة أن شارون كان وزير الدفاع في حكومة حزب الليكود من عام 1981 لعام 1983 وكان مسؤولا عن الاجتياح الاسرائيلي للبنان عام 1982، وكان هدفه تدمير منظمة التحرير الفلسطينية وإبعاد القوات السورية من بيروت. وأضافت الصحيفة إن «شارون اقنع الحكومة آنذاك بانها ستكون عملية محدودة الخسائر، ولكنها سريعا ما تحولت الى حرب، ودفع شارون القوات الاسرائيلية الى عمق لبنان، ونتيجة لذلك قتل مئات الجنود الاسرائيلين، وتوصلت لجنة تحقيق عام 1983 الى ان شارون مسؤول بصورة غير مباشرة عن مذبحة الفلسطينيين في مخيمي صبرا وشاتيلا، مما اضطره للاستقالة». وتابعت الصحيفة بالقول إن «صورة شارون كان بلا شك تتسم بالشراسة ومثيرة للجدل، ولكنه تمكن في مرحلة لاحقة لتحويل هذه الصورة لمصلحته ، فان صورته المتشددة ادت الى ثقة المحافظين به للتفاوض بقوة مع الفلسطينيين عندما اصبح رئيسا للوزراء عام 2001». وأردفت : «كما أن صورته التي اتسمت بالصرامة والشدة كانت تعني انه كان اقدر من غيره على تقديم تنازلات». وتنقل الصحيفة عن شارون قوله : «يمكنني ان اتحدث وانظر في اعين مواطني اسرائيل واقنعهم بالقيام بتنازلات مؤلمة». واختتمت الصحيفة بالقول إن «شارون ادهش العالم عام 2005 عندما انسحب من غزة ومن اربع مستوطنات شمال الضفة الغربية».