وصف رئيس وزراء لبنان السابق سعد الحريري في لاهاي يوم الخميس بدء محاكمة المتهمين بالضلوع في قتل والده الزعيم السني رفيق الحريري قبل تسع سنوات بانه "يوم تاريخي" مؤكدا أنه يطلب العدالة لا الثأر. وقال الحريري في كلمة أمام مقر المحكمة في ضاحية لاهاي "وجودنا هنا اليوم هو بحد ذاته دليل على ان موقفنا منذ اللحظة الاولى وفي كل لحظة كان وسيبقى في كل لحظة طلب العدالة لا الثأر وطلب القصاص لا الانتقام. في قاموسنا الرد على العنف لا يمكن ان يكون بالعنف بل بمزيد من التمسك بانسانية الانسان بالقانون وبالعدالة." وبعد تسع سنوات على مقتل الحريري و21 شخصا آخرين في انفجار ضخم في بيروت بدأت المحاكمة يوم الخميس في ضاحية في لاهاي أمام المحكمة الدولية الخاصة بلبنان في ظل غياب المتهمين الاربعة المنتمين الى حزب الله. وقال الحريري الذي يشارك في حضور جلسات المحكمة مع مجموعة من اهالي الضحايا "اليوم هو يوم تاريخي بامتياز والرئيس رفيق الحريري كان حاضرا بقوة ومعه كل الشهداء الذين قضوا معه وكل الشهداء الذين سقطوا من بعده وصولا الى آخر الاحبة في قافلة الشهداء محمد شطح ومرافقه ومئات الضحايا الذي حصدتهم جرائم التفجير والاغتيال السياسي." وفي أواخر الشهر الماضي وقبل ثلاثة اسابيع فقط من بدء المحاكمة قتل الوزير السابق محمد شطح وهو مستشار مقرب من سعد الحريري في انفجار سيارة ملغومة على بعد بضع مئات من الامتار من موقع هجوم عام 2005. وقال الحريري "المحكمة الدولية لاجل لبنان انطلقت ومسار العدالة لن يتوقف ولا جدوى بعد اليوم من اي محاولة لتعطيل هذا المسار." واضاف "ان حماية المتهمين في جريمة اغتيال الرئيس رفيق الحريري والاصرار على عدم تسليمهم الى العدالة هو جريمة مضافة الى الجريمة الاساسية الكبرى." وتشمل لائحة الاتهام اربعة اشخاص من بينهم المسؤول البارز في حزب الله مصطفى أمين بدر الدين (52 عاما) وهو صهر القائد العسكري الذي اغتيل عماد مغنية. والآخرون هم سليم جميل عياش (50 عاما) وحسين حسن عنيسي (39 عاما) واسد حسن صبرا (37 عاما). وفشلت السلطات اللبنانية في تعقب اي منهم في السنوات الثلاث الماضية منذ اصدار لائحة الاتهام وهم يحاكمون غيابيا بعدما عينت المحكمة محامين للدفاع عنهم. وينفي حزب الله اي دور له في قتل الحريري ورفض التعاون مع المحكمة وهدد بالعنف ضد كل من يحاول اعتقال المشتبه بهم. وحذر الامين العام للحزب حسن نصر الله في 2010 حين كانت المحكمة تعد لتسمية المتهمين الاربعة قائلا "يخطيء من يتصور اننا سنسمح بتوقيف احد من مجاهدينا…ان اليد التي ستمتد الى اي واحد منهم ستقطع." وتقول جماعة حزب الله الشيعية ان المحكمة هي أداة بيد اسرائيل التي خاضت حربا مع الحزب لمدة 34 يوما في صيف 2006 وان اسرائيل اخترقت شبكة الاتصالات في لبنان لافتعال قضية ضد الجماعة. وشاب التحقيق ما بدا انه عثرات منها شهادة شهود انكروا لاحقا ما ورد في أقوالهم والاعتقال المطول بدون تهم لاربعة مسؤولين امنيين مؤيدين لسوريا والتسريبات الاعلامية مما قدم حججا لمنتقدي المحكمة وأكد انها ستبقى موضوعا مشحونا سياسيا.