♦قال الرئيس عبده ربه منصور هادي إن المرحلة القادمة ستكون هامة في مسار عملية التحول في اليمن والتي يتطلب معها دعم ومساندة المجتمع الدولي لتحقيق التطلعات التي يتوق لها أبناء اليمن من خلال التنفيذ الخلاق لمخرجات مؤتمر الحوار الوطني. جاء ذلك ،خلال استقباله اليوم سفراء الدول الدائمة العضوية بمجلس الأمن الدولي، وذلك للوقوف على المستجدات والنجاحات والتطورات التي تشهدها اليمن ومنها الاختتام الناجح لأعمال مؤتمر الحوار الوطني الشامل. وفي اللقاء عبر الرئيس عن تقديره للجهود المبذولة من قبل سفراء الدول الخمس الراعية لعملية التسوية السياسية في اليمن والمرتكزة على المبادرة الخليجية واليتها التنفيذية المزمنة وقراري مجلس الأمن الدولي 2014 و2051 . وأشاد هادي بجهود المجتمع الدولي الداعمة والمساندة لأمن واستقرار ووحدة اليمن للخروج من ازمته ومواجهة تحدياته ، مشيدا بما تم قطعه في هذا الإطار خلال الفترة الماضية وما ساده من توافق ووفاق بين مختلف التكوينات وقوى المجتمع اليمني وما تجسد في مخرجات مؤتمر الحوار الوطني التي سترسى معها ملامح مستقبل اليمن الجديد المبني على العدالة والمساواة والحكم الرشيد. من جانبهم عبر سفراء الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن الدولي عن تقديرهم للجهود التي بذلها الرئيس عبد ربه منصور هادي في قيادة التحول الذي شهدته وتشهده اليمن في ظل تحديات وظروف غاية في التعقيد إلا انه استطاع وبتعاون الجميع تجاوز مجمل تلك الصعوبات وبحكمة وحنكة توجت في استكمال أعمال مؤتمر الحوار الوطني بمخرجات تلبي تطلعات وطموحات أبناء اليمن. وأكدوا دعم المجتمع الدولي لليمن وقيادة الرئيس في هذه المرحلة والمراحل القادمة لإنجاح الاستحقاقات الوطنية التي يتوق ويتطلع إليها كافة أبناء اليمن. وفي سياق أخر استقبل الرئيس عبد ربه منصور هادي اليوم محافظي محافظات الحديدة ريمة المحويتحجة ومعهم عدد من المشايخ والاعيان وعدد من أعضاء مجلس النواب والشخصيات الاجتماعية في المحافظات الأربع. وفي اللقاء أشار الرئيس الى طبيعة التجانس والانسجام المجتمعي في هذه المحافظات الأربع. وتناول النجاحات المحققة على صعيد ترجمة المبادرة الخليجية واليتها التنفيذية المزمنة وقراري مجلس الامن 2014 و2051 والذي توج بالانتصار الحاسم يوم امس بالنجاح الباهر وبما يحقق التطلعات والآمال التي يصبوا اليها أبناء شعبنا خلال الجلسة الختامية الأخيرة بعد حوارات ونقاشات اثمرت النجاح الكامل. ولفت هادي إلى ما كانت عليه الأوضاع عند مطلع الازمة عام 2011 وما ساد الأوضاع من انقسامات عسكرية وامنيه ومجتمعية والمخاضات العسيرة التي أدت الى انبثاق المبادرة الخليجية واليتها التنفيذية المزمنة والتوقيع عليها وتبني مجلس الامن الدولي والمجتمع الدولي كله للمبادرة الخليجية كمخرج للازمة في اليمن ، منوها بأن المبادرة قد ارتكزت أساسا على الحفاظ على أمن واستقرار ووحدة اليمن. وشدد على أن الوحدة في ظل النظام الاتحادي أكثر ضمانا وأمانا واستقرارا من حيث توسيع المسئولية والسلطة والثروة وإرساء العدالة الاجتماعية والحكم الرشيد ، مشيرا إلى المخاطر التي كانت محدقة خلال الازمة. وقال : «كانت هناك خطط للاخلاء الى جيبوتي لكننا اصرينا ان ذلك سيؤثر على سير تنفيذ المبادرة وسيترك اثرا سلبيا على استتباب الامن» ، بحسب وكالة الأنباء اليمنية الرسمية. واستعرض هادي الخطوات والإجراءات التي تمت وفقا لمقتضيات المبادرة وصولا الى النجاحات الباهرة التي تحققت وانبثقت عن المؤتمر الوطني الشامل. ونوه بأن العديد من القضايا والموضوعات التي كانت تطرح كمقترحات وتصورات من هنا وهناك الا ان المبادرة الخليجية قد حسمت الموضوع بصورة افضل وبما لا يكون هناك غالب او مغلوب. وأضاف هادي إن «مخرجات المؤتمر الوطني الشامل ستشكل محطة استراتيجية نحو المستقبل الامن وعلى أساس النظام الاتحادي المرتكز على الأقاليم». وأشار إلى أن المحافظة أو الإقليم سيتمتع بصلاحية كاملة واستقلالية مالية وإدارية وبما يوفر الخدمات الأساسية المتمثلة بالكهرباء والمياه والطرقات والتربية والتعليم والتي ما تزال قاصرة على الأداء الطبيعي ولم نستطع توفيرها منذ نصف قرن. وأكد أن ذلك سيخلق انسجاما إداريا وتنمويا واقتصاديا وقبل ذلك امنيا وبهذه المصفوفة يمكن ان يتم تحقيق التطور والنهوض بأسرع وقت ممكن وتحقيق كافة الغايات المرجوة . ونبه الى أن المركزية دائما هي سبب المشاكل الإدارية والانتقاص من حقوق الناس والإهمال في الأداء واليوم يمكن للإقليم الذي سيتشكل من اربع محافظات بانسجام كامل ان يحقق التنمية والنهوض نحو المستقبل الأفضل. وتابع : «من الممكن أن يكون هناك مجلس نواب مصغر من 30 شخص ومجلس وزراء من الوزارات الخدمية التي تراقب الوضع عن كثب وتنفذ برنامج تنمويا واضحا وسيكون من الممكن ان تعرف كل عاصمة محافظة او مدينة موازنتها السنوية ومستحقاتها التنموية بصورة شفافه وواضحة لا لبس فيها او شبهات».