لاقت مبادرة رئيس الوزراء الفلسطيني إسماعيل هنية، بأن يكون عام 2014 عام المصالحة الوطنية الفلسطينية وما تزامن معها من قرارات، ترحيباً منقطع النظير من كافة الفصائل الفلسطينية وأبناء الشعب الفلسطيني ، الأمر الذي عبر عن مدى جدية حركة "حماس" بالذهاب نحو مصالحة حقيقية تحفظ حقوق ومقدرات الشعب الفلسطيني. هذه المبادرة لاقت ابتهاجاً من حركة فتح الخصم السياسي في الضفة المحتلة، خاصة قرار السماح بعودة قيادات حركة فتح الذين خرجوا من قطاع غزة عقب أحداث عام 2007، مما حدا بعدد من قيادات فتح بالعودة إلى قطاع غزة كان أبرزهم القيادي النائب ماجد أبو شمالة، والنائب علاء ياغي، وعضو المجلس الثوري لفتح سفيان أبو زايدة. كسر الجليد المحلل السياسي إبراهيم المدهون، اعتبر عودة هذه القيادات الفتحاوية إلى غزة بمثابة خطوة حقيقية نحو تحقيق المصالحة، مبيناً أنها ستكسر الكثير من الجليد وتؤدي إلى تشابك العلاقات أكثر وتهيئة الأجواء لتقبل مبادرات وخطوات جديدة. وقال المدهون في تصريحٍ خاص ل"المركز الفلسطيني للإعلام" الأربعاء (22-1): "في الماضي كانت قيادات فتحاوية تأتي وترجع كشعث والرجوب وغيرهم، ولكن هذه المرة تحمل طابعا مختلفا حيث عادت قيادات بشكل رسمي وهي قيادات مقربة من تيار دحلان"، موضحاً أن هذا الأمر يهيئ الظروف بأن تكون هناك رؤية جديدة لآلية تعاطي المصالحة. وأكد المحلل السياسي؛ أن مبادرة رئيس الوزراء وقراراته حملت أفقا حقيقيا لإتمام المصالحة، وأضاف: "بمجرد استجابة وقدوم هذه الوفود الفتحاوية لقطاع غزة فهو مؤشر ايجابي وخطوة في الاتجاه الصحيح نحو إنهاء الانقسام". وحول مدى تأثير المبادرة على النسيج الاجتماعي؛ أكد المدهون، أن النسيج الاجتماعي في غزة متماسك، مبيناً أنه تعافى خلال الأعوام الماضية من الكثير من أمراض الانقسام، مُرجعاً ذلك لفضل تركيبته المتجانسة مذهبياً وعشائرياً وقيمياً ووطنياً، بالإضافة لسلوك الحكومة الفلسطينية الحكيم الذي لم ينتهك الحقوق وأعطت مساحة نسبية من الحرية. وعدّ المحلل السياسي، أن الخروج بحكومة واحدة وجهاز إداري، كفيل بأن يحل ما نسبته 90% من الانقسام المجتمعي. خطوة متقدمة من جهته؛ اعتبر المحلل السياسي حسن عبدو، أن خطوة عودة قيادة فتحاوية إلى غزة بناء على مبادرة رئيس الوزراء إسماعيل هنية، خطوة متقدمة تدفع باتجاه تعزيز الثقة بين حركتي فتح وحماس. وحذر عبدو في تصريحٍ خاص ل"المركز الفلسطيني للإعلام" حركة "حماس"، من ضرورة الانتباه من التقارب مع تيار في فتح دون تيار آخر، سيما أن القيادات الفتحاوية التي عادت مؤخراً إلى غزة تابعة لتيار دحلان الذي يعتبر تياراً مناهضاً لتيار رئيس السلطة محمود عباس. وأشاد المحلل السياسي، بدعوة رئيس الوزراء إسماعيل هنية، مؤكداً أنها كانت شاملة وجديرة بالاحترام، مؤكداً أن القرارات التي أعقبتها تعكس تطور مهما ولافتا في خطوة واسعة من حماس تجاه تحقيق المصالحة. وأشار عبدو، إلى أن الأمر مرهون الآن بسماع موقف رئيس السلطة محمود عباس تجاه هذه المصالحة، مؤكداً أنه جرى التوافق على جزء مهم وبانتظار تحقيق الجزء الأكبر وهو تحقيق المصالحة والتوافق الكامل.