كشف مصدر فلسطيني امس الجمعة إن الوفد الأمني المصري الذي أجرى مشاورات مع الفصائل الفلسطينية في رام الله ودمشق طرح إمكانية عقد انتخابات تشريعية ورئاسية قبل التوصل إلى اتفاق مصالحة. ونقلت مواقع إلكترونية فلسطينية عن المصدر الفلسطيني قوله إن الطرح المصري يقوم على أساس أن يتم اجراء الانتخابات بشكل متزامن في الضفة الغربية وقطاع غزة وبإشراف عربي. وأوضح المصدر أن الاقتراح الجديد يأتي في ظل اليأس من إمكانية التوصل لاتفاق وطني في ظل تمسك حركتي فتح وحماس بمواقفهماالمعلنة من قضايا الخلاف. وأشار المصدر إلى أن حركة حماس سارعت إلى رفض الاقتراح في حين أبدت غالبية فصائل منظمة التحرير الفلسطينية خاصة حركة فتح موافقتها على اقتراح عقد الانتخابات. وكان وفد أمني مصري أجرى خلال الأيام الثلاثة الماضية مشاورات مع وفدين من فتح وحماس وفصائل فلسطينية أخرى لبحث مصير الحوار الوطني ومن المقرر استئناف جولاته في الخامس والعشرين من هذا الشهر. وأعلن الرئيس الفلسطيني محمود عباس مؤخرا تمسكه بالحوار الفلسطيني واستعداد السلطة الفلسطينية له في أي موعد تحدده مصر على أن يقوم على أساس الذهاب لانتخابات رئاسية وتشريعية عامة في الخامس والعشرين من كانون الثاني المقبل. في المقابل أكد فوزي برهوم المتحدث باسم حماس ان حركته لن توافق على إجراء انتخابات عامة دون التوصل إلى اتفاق مصالحة ، مؤكدا ضرورة الإفراج عن جميع "المعتقلين السياسيين" في سجون السلطة الفلسطينية. وقال برهوم إن جولة الوفد الأمني المصري لم تفض إلى جديد وهي جولة استكشافية لاستطلاع مواقف الأطراف. وأضاف أن الوفد المصري لا زال في الجولة الاستشكافية يجري لقاءات مع حركة حماس وفتح وباقي الفصائل حول القضايا العالقة "اللجنة الفصائلية والأمن والانتخابات وملف المعتقلين السياسيين في الضفة الغربية". من جهته قال طلعت الصفدي عضو المكتب السياسي لحزب الشعب إن الوفد المصري وصل إلى استنتاج بفشل الحوارات الثنائية في التوصل إلى حل للانقسام الفلسطيني. وأضاف الصفدي في تصريح صحفي مكتوب ان الوفد الأمني المصري أكد خلال محادثاته مع الفصائل أهميةإجراء حوار وطني شامل قادر على إنهاء حالة الانقسام. بدوره ، جدد اسماعيل هنية رئيس الحكومة الفلسطينية المقالة امس تأكيد حماس على ان ملف المعتقلين السياسيين ما زال يقف "عقبة اساسية" امام انجاح الحوار الفلسطيني. وقال هنية في تصريح صحافي ادلى به عقب ادائه صلاة الجمعة "يجب ازالة كل العقبات التي تحول دون التوصل الى استئناف جلسات الحوار الفلسطيني" ، مشيرا الى ان "ملف الاعتقال السياسي يشكل عقبة اساسية امام المصالحة الفلسطينية". واضاف هنية "ندعم كل جهد مصري يهدف الى تحقيق المصالحة الوطنية الفلسطينية". من جانبه ، ذكر عضو اللجنة المركزية لحركة فتح محمد دحلان أن حماس حاولت اغتياله مرات ، لكنه أضاف أن لا مفر من الاتفاق معها. واضاف في مقابلة أجرتها معه صحيفة "الحياة" اللندنية إنه على القيادة الجديدة لحركة فتح الذهاب إلى قطاع غزة لمساندة أبناء الحركة هناك. و قال دحلان" أنا مؤمن منذ ما قبل الانقلاب بأن النظام السياسي الفلسطيني قائم على تيارين سياسيين كبيرين فتح وحماس... حماس ارتكبت جرائم كبيرة". واتهم الحركة بقتل 700 من حركة فتح ومئة غيرهم".. آخرهم 30 شخصا في احداث رفح". ورغم ذلك أبدى دحلان تأييده للحوار مع حماس ، معتبرا أن ما ارتكبته من جرائم على حد قوله "نوعا من الجرائم التي يمكن معالجتها سياسيا وعائليا". وأشار المستشار الأمني السابق للرئيس الفلسطيني إلى ان المؤتمر أدرك أن حماس لا تريد شريكا فلسطينيا وإنما تبحث عن شريك إسرائيلي". وعلى صعيد عملية السلام ، قال دحلان أن "رسالة المؤتمر (السادس لفتح) هي التغيير ، ولدى الرئيس الفلسطيني أفكاره في تعزيز الوفد المفاوض.. سيتم تعزيز الوفد المفاوض بأعضاء من فتح ومن الفصائل.. ستكون شراكة للجميع في المفاوضات لمواجهة المماطلة الاسرائيلية.. المفاوضات استنفدت أغراضها ، والكرة الآن في ملعب الإدارة الاميركية.. لكن لا يمكن أن تكون هناك مفاوضات في ظل الاستيطان".