قالت عائلات مخفيين قسرياً في العاصمة المؤقتة عدن (جنوب البلاد) إنهم تلقوا اتصالات من جهات أمنية تخبرهم أن ذويهم موجودون في سجن بئر أحمد ويمكنهم زيارتهم. وقالت مصادر مقربة من عائلة المخفي قسرياً نضال باحويرث (قيادي في حزب الإصلاح في عدن) إن العائلة تلقت صباح الثلاثاء اتصالاً يخبرهم أن قريبهم في سجن بئر أحمد التابع لشرطة عدن ويمكنهم زيارته وأكدت المصادر أنهم تمكنوا فعلاً من زيارته بعد مرور عدة أشهر على اعتقاله وإخفائه قسرياً.
وأكدت المصادر أنه تم نقل عشرات المعتقلين إلى السجن ذاته الذي زارته قيادات في وزارة الداخلية ومسؤولون في السلطة القضائية أمس الأول وأطلق نائب وزير الداخلية اللواء علي ناصر لخشع تصريحه المثير للجدل الذي نفى فيه وجود سجون سرية في عدن وتراجع عن هذا التصريح في وقت لاحق.
وكان المصدر أونلاين نشر عدة تقارير صحفية خلال الفترة الماضية نقلت شهادات لمعتقلين عن انتهاكات وعملية تعذيب ممنهجة تعرضوا لها في سجون تديرها تشكيلات مسلحة مدعومة من دولة الإمارات ولا تخضع لإشراف الحكومة الشرعية. إلا أن تحقيقاً صحفياً نشرته وكالة الأسوشيتد برس حرك هذا الملف ونقل قضية السجون السرية التابعة لتشكيلات مسلحة تتبع قيادة القوات الإماراتية في عدن ما شكل إحراجاً لدولة الإمارات واستنفر عدداً من مسؤوليها لإطلاق تصريحات تنفي علاقتها بالسجون السرية في عدد من محافظاتجنوباليمن، وألقوا بالمسؤولية على الحكومة اليمنية التي نفى وزير داخليتها أكثر من مرة علاقتهم بالسجون السرية في جنوب البلاد.
وكان وزير الداخلية أحمد الميسري أكد في لقاء جمعه بوزيرة إماراتية زارت عدن أمس الأول على ضرورة أن تخضع كل السجون في جنوباليمن لإشراف الحكومة الشرعية.
وفي نفس السياق أفرجت السلطات المحلية في محافظة حضرموت (جنوب شرق اليمن) عن 15 معتقلاً قضوا فترات متفاوتة في السجون دون أن توجه لهم تهماً محددة أو يخضعوا لإجراءات قضائية.
وشكل ملف السجون السرية والإخفاء القسري وعمليات التعذيب التي تعرض لها معتقلون إحراجاً كبيراً لدولة الإمارات التي تتحكم فعلياً في العاصمة المؤقتة (عدن) وعدد من المحافظاتجنوب وجنوب شرق البلاد، خاصة بعد أن خرجت للإعلام ورفعت حالة الغضب الشعبي تجاه القوات الإماراتية التي تشارك ضمن التحالف العربي في العمليات العسكرية في اليمن ضد مليشيات الحوثيين.
إلا أن نقل المخفيين قسرياً والتي تتم بشكل سري تثير مزيد من الشكوك حول تعامل التشكيلات المسلحة المدعومة إماراتياً تجاه هذا الملف، وبعثت القلق لدى أهالي المعتقلين خوفاً من تصفية بعض المعتقلين الذين لا ترغب الإمارات في الإفراج عنهم.