بحث نواب تيار المستقبل في العاصمة اللبنانية بيروت، الجمعة 23-7-2010، ردود الفعل وأصداء خطاب السيد حسن نصرالله، الذي قال فيه إن الخيارات مفتوحة، وإن رئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري يتحمل مسؤوليتها. ونفى النائب أحمد فتفت أن يكون رئيس الوزراء الحريري جزم أن المحكمة الدولية ستوجه اتهامها لعناصر من الحزب، أو أن القرار سيصدر في سبتمبر.
وفي سياق متصل، حذر محللون من تصاعد التوتر في لبنان في المرحلة المقبلة على خلفية تأكيد الأمين العام لحزب الله أن القرار الظني المتوقع صدوره عن المحكمة التي تنظر في جريمة اغتيال رفيق الحريري سيتهم عناصر "غير منضبطة" في الحزب.
وقال مدير مركز كارنيغي للشرق الأوسط في بيروت بول سالم إن "الوضع الجديد مثير جداً للقلق". وأضاف أن "حزب الله في موقف حرج.. فإذا تحركت الأمور في اتجاه السلام في المنطقة سيواجه مشكلة، وإذا سارت في اتجاه الحرب فإنه سيواجه مشكلة أيضاً. والأمر كذلك كلما اقتربت المحكمة" من إصدار القرار الظني.
واغتيل رئيس الوزراء الأسبق رفيق الحريري في فبراير (شباط) 2005. وتناقلت أوساط إعلامية عربية وأجنبية وسياسية لبنانية خلال العام الفائت معلومات توقعت توجيه الاتهام في الجريمة إلى عناصر في التنظيم الشيعي.
وأكد نصرالله في مؤتمر صحافي الخميس أن رئيس الحكومة اللبنانية سعد الحريري أبلغه قبيل توجهه إلى واشنطن في مايو (أيار) أن القرار الظني المتوقع صدوره عن المحكمة سيتهم عناصر في حزب الله.
وقال إن الحريري وعده أنه "إذا حصل أي شيء فسأظهر في الإعلام وأقول إن الحزب لا علاقة له، وإن أناساً غير منضبطين عملوا على ذلك".
ورأى رئيس المركز اللبناني للدراسات السياسية أسامة صفا أن إعلان نصرالله المفاجئ يضع لبنان أمام احتمالين، إما الانزلاق في دوامة عنف جديدة وإما تفاديها. وقال صفا إن "البلاد قد تسير نحو المواجهة، وقد تتجه أيضاً نحو احتواء هذه المسألة لأن ذلك من مصلحة كل الأطراف".
وتوقع رئيس المحكمة الخاصة بلبنان أنطونيو كاسيزي صدور القرار الاتهامي بحلول نهاية العام، ما جدد المخاوف من احتمال حدوث موجة جديدة من أعمال العنف مثل التي وضعت البلاد على حافة حرب أهلية في السابع من مايو (أيار) 2008. وقتل في هذه الأحداث أكثر من مئة شخص في مواجهات دارت في الشوارع بين أنصار الأكثرية النيابية بزعامة الحريري، وأنصار الأقلية النيابية بقيادة حزب الله.
وأكد نصرالله في مؤتمره الصحافي أن "حزب الله ليس خائفاً.. في موضوع القرار الظني نحن معتدى علينا، وعندما يعتدى علينا نعرف جيداً كيف ندافع عن أنفسنا". وحذر من أنه "تم إدخال لبنان في مرحلة حساسة جداً"، معتبراً أن "البلد لا يحمل اللعب".
وشهدت العلاقة بين الحريري ودمشق خصومة طويلة إثر اتهامه مع حلفائه سوريا بالوقوف وراء عملية اغتيال والده، والتي انسحب على إثرها الجيش السوري من لبنان بضغط من المجتمع الدولي والشارع اللبناني بعد نحو ثلاثة عقود من الانتشار فيه.
لكن علاقات رئيس الوزراء اللبناني مع دمشق، التي نفت ضلوعها في عملية الاغتيال، اتخذت منحى مغايراً بعد ترؤسه رئاسة الحكومة. فقد زار الحريري سوريا أربع مرات في الأشهر الثمانية الأخيرة.
وقال بول سالم: "في وقت يشعر حزب الله بأنه يتعرض للهجوم، يجري الحريري في سوريا لقاءات ويوقع اتفاقات. أعتقد أن حزب الله بات يطرح أسئلة حول توجهات سوريا". ورأى أسامة صفا أن التقارب المتجدد بين الحريري ودمشق يعزز الاستقرار في لبنان. وقال "أعتقد أنه كلما تحسنت علاقة الحريري مع سوريا، شهدنا انفراجاً أكبر واكتسبنا قدرة أكبر على مواجهة أي رد فعل سلبي".
واعتبر إلياس مهنا، وهو صاحب مدونة إلكترونية سياسية، أن السجال الحالي حول المحكمة الدولية سيؤدي إلى احتواء التوتر في المستقبل. وكتب في مدونته "قفا نبك" أنه "عندما يحين موعد إصدار القرار الظني في حق عناصر في حزب الله بعد أشهر من الآن.. فإن هذا الحدث سيصبح بمثابة حكاية قديمة". وأضاف "حتى سعد الحريري يريد وضع السجال حول المحكمة وراءه".