دعا نائب الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم الخميس 30-9-2010 رئيس الحكومة اللبنانية سعد الحريري إلى الاستفادة من علاقاته الإقليمية والدولية لمنع صدور قرار اتهام ضد حزب الله عن المحكمة الخاصة بلبنان المكلفة النظر في اغتيال رئيس الوزراء الأسبق رفيق الحريري. وقال قاسم في حديث الى قناة "ال بي سي": "نحن لا نصدق أن القرار الذي يتهم حزب الله قدر لابد منه لأنه يمكن لبعض الجهات ومنها لبنانية وعلى رأسها سعد الحريري القيام بإجراءات واتصالات تؤدي لعدم توجيه الاتهام لحزب الله بهذه الطريقة الجائرة". وأضاف ان "الحريري يعرف ولديه قدرة نفوذ وعلاقات إقليمية ودولية ويعرف المفاتيح الموجودة داخل المحكمة، هو يعرف قدرته ويعرف إمكاناته". وقال الرجل الثاني في حزب الله "نحن لا ثقة لدينا بالمجتمع الدولي لأن هذه المحكمة فيها مشكلة، والتسريبات وغيرها باتت واضحة وهذا الاتجاه خاطئ". ورأى قاسم أن "الحل الطبيعي هو أن نبدأ بشهود الزور لأن كل المعطيات الحسية والمادية تمَّت صياغتها من قبل الغرفة السوداء التي صنَّعت شهود الزور". واتهم الرجل الثاني في حزب الله فرع المعلومات التابع لقوى الأمن الداخلي بتسريب معلومات عن قضية اغتيال الحريري أسهمت في توجيه الاتهام الى الحزب. وكان الحريري قد أكد رفضه "أي تسوية او تراجع" في شأن المحكمة. كما أكدت كتلته النيابية أمس الأول الأربعاء أنه "من غير الوارد البتة التخلي عن دماء الرئيس الشهيد رفيق الحريري، وأن ذلك يكون بالصبر والصمود والثبات من دون الانجرار إلى اي منزلق يودي بلبنان الى دوامة الاضطراب".
وكان حزب الله قد أعلن في يوليو (تموز) أنه يتوقع صدور قرار ظني عن المحكمة الخاصة بلبنان يتهم "عناصر غير منضبطة" من حزب الله بالوقوف وراء اغتيال رفيق الحريري، وهو ما ترفض المحكمة التعليق عليه.
ويشهد لبنان منذ أسابيع جدلاً سياسياً حاداً يتمحور حول هذه المحكمة التي أنشأتها الأممالمتحدة عام 2007 لمحاكمة قتلة الحريري الذي اغتيل مع 22 شخصاً آخرين في بيروت في 14 فبراير (شباط) 2005.
وحذر سياسيون لبنانيون خلال الأسابيع الأخيرة من إمكان حدوث "فتنة سنية شيعية" في حال صدور قرار ظني عن المحكمة الخاصة بلبنان يوجه الاتهام إلى الحزب الشيعي.
ويتهم حزب الله المحكمة الخاصة بلبنان بالعمل لصالح اسرائيل، كما يتهم مقربين من رئيس الحكومة سعد الحريري نجل رفيق الحريري ب"بفبركة شهود زور" لتوجيه الاتهام الى دمشق في اغتيال الحريري.
وأعلن قاسم أن حزب الله سيكون في حال الدفاع إذا اتهمه القرار الظني وذلك عبر السياسة والإعلام، إلا انه أشار إلى أن الحزب لن يفتعل إشكالات أمنية.
ويخشى المراقبون من أن يؤدي أي اتهام لحزب الله باغتيال الحريري لأعمال عنف في لبنان كما حصل في 2008 بين أنصار الحريري وأنصار حزب الله.