شدد وزير الخارجية الفرنسي برنار كوشنر -في تصريحات أدلى بها ببيروت- على أنه لا توجد طائفة مستهدفة بحد ذاتها في لبنان، على خلفية المحكمة الدولية الخاصة باغتيال رئيس الوزراء الراحل رفيق الحريري. وبعد تأكيد عدم رغبته في تناول التوازنات الداخلية اللبنانية قال كوشنر أمس "لا طائفة بعينها مستهدفة في لبنان, هذه مسألة أنا واثق منها تماما"، مضيفا أن التحقيق الدولي في اغتيال الحريري تلاه تصويت لمجلس الأمن قضى بإنشاء المحكمة الخاصة بلبنان، و"لا يملك أحد وسيلة للتأثير على قراراتها". يشار إلى أن كوشنر وصل الجمعة إلى بيروت في زيارة مدتها يومان لاحتواء التوترات الناجمة عن القرار الظني الذي يتوقع صدوره عن المحكمة، والذي يعتقد أنه سيتهم أفرادا من حزب الله -أبرز المجموعات الشيعية بلبنان- باغتيال الحريري. ومعلوم أن نائب الأمين العام للحزب الشيخ نعيم قاسم حذر قبل أيام من أن أي اتهام قد يوجه لأفراد من الحزب بارتكاب الجريمة "يوازي إشعال فتيل تفجير"، في تلميح إلى احتمال نشوب حرب أهلية. ويصر حزب الله وحلفاؤه على ضرورة أن تحسم الحكومة "ملف شهود الزور"، الذين يعتقد أن تيار المستقبل بزعامة رئيس الحكومة سعد الحريري رتب إدلاءهم بشهاداتهم خلال التحقيق لاتهام سوريا وحلفائها في لبنان بعملية الاغتيال. وكان كوشنر قد شدد -في مؤتمر صحفي عقده أمس- على أن فرنسا تدعم استقلال لبنان وحكومة الوحدة الوطنية برئاسة سعد الحريري، إلى جانب مساندتها للمحكمة. مقاطعة بري والتقى رأس الدبلوماسية الفرنسية خلال زيارته لبنان رئيس الجمهورية ميشال سليمان، ورئيس الحكومة سعد الحريري، وبطريرك الموارنة نصر الله صفير، ومسؤول العلاقات الخارجية في حزب الله عمار الموسوي، لكنه فشل في لقاء رئيس البرلمان نبيه بري الذي يتزعم حركة أمل ثاني أبرز التنظيمات الشيعية. وسرت في بيروت تكهنات بأن بري رفض مقابلة كوشنر بسبب تصاعد التوتر في لبنان، على خلفية تقرير المحكمة، فيما ذكرت تقارير إعلامية أن بري -الحليف المقرب من حزب الله- لم يعقد محادثات مع كوشنر بسبب خلاف حول المحكمة. وقال عمار الموسوي بعد لقائه كوشنر الذي غادر بيروت أمس إن "الولاياتالمتحدة الأميركية وحلفاءها يستخدمون المحكمة لمحاولة إضعاف المقاومة اللبنانية (حزب الله)". قهوجي قلق في غضون ذلك، أعرب قائد الجيش اللبناني العماد جان قهوجي عن قلقه جراء التوترات الداخلية السائدة في البلاد مع توقع صدور القرار الظني لمحكمة رفيق الحريري. وقال لصحيفة النهار -في تصريح نادر حول الوضع الداخلي- "أنا قلق لكنني لست خائفا"، مضيفا أنه أمر بنشر عدد كاف من القوات في بيروت ومناطق أخرى يرجح أن تشهد توترات. وشدد قائد الجيش على أن هذا الجهاز "سيكون حاسما في كافة المناطق وخصوصا المسيحية منها"، دون أن يضيف أي تفصيلات أخرى