منذ الصباح الباكر، توافد قرابة 700 طالب وطالبة من خريجي جامعة العلوم والتكنولوجيا، ومعهم أفراد من أحبائهم وذويهم إلى الصالة المغلقة بالعاصمة صنعاء، لحضور الاحتفال الذي أعدته الجامعة بمناسبة التخرج. الجامعة التي أشاد بدورها وزير التعليم العالي والبحث العلمي الدكتور صالح باصرة، والتي قال إنها تمكنت كأول جامعة أهلية من إيجاد بنية تحتية جيدة تؤهلها للاستمرار في إرفاد سوق العمل المحلي والعربي بكوادر مؤهلة في مختلف المجالات العلمية.
وأكد بأن الجامعة باتت نموذجاً ينبغي على الجامعات الأهلية الاقتداء بها، خاصة بتوجه جامعة العلوم في تقديم الجامعة منحاً دراسية للطلاب المتفوقين في الشهادة الثانوية.
ووعد الوزير بمنح جامعة العلوم الترخيص في برنامج التعليم المفتوح والتعليم عن بعد الذي تستعد الجامعة لإطلاقه، مشيراً إلى أنه برنامج جيد يتفق مع لائحة التعليم عن بعد، الصادرة عن وزارته.
ودعا باصرة الخريجين للتفاؤل، خاصة بعد ما شهدته الساحة السياسية من انفراج للأزمة بين الحاكم والمعارضة خلال الفترة الماضية. وقال إن الحوار الوطني بين المؤتمر والمشترك سيكون مبعثا لطمأنة بلدان الجوار وجيل المستقبل، داعياً الأطراف المتحاورة إلى استغلال رمضان المبارك في تقارب وجهات النظر.
من جانبه، أعلن رئيس جامعة العلوم والتكنولوجيا الدكتور حميد عقلان عن قرار الجامعة تقديم أكثر من 150 منحة دراسية سنويا للأوائل والمتفوقين من خريجي الثانوية العامة وحفاظ كتاب الله سنوياً، واصفاً إياه ب"القرار الشجاع".
وقال إن هذه المنح تهدف إلى تشجيع المتميزين والأوائل من خريجي الثانوية العامة على مواصلة التعليم العالي ببرامج تعليمية جامعية متميزة، إضافة إلى مساعدة المحتاجين من الطلبة المتميزين وتعزيزا للمسئولية المجتمعية للجامعة.
وأضاف الدكتور عقلان: "إن الجامعة وهي تحتفي اليوم بتخرج دفعة جديدة من أبنائنا وبناتنا من مختلف التخصصات العلمية متسلحة بمنظومة متكاملة من المعارف والقدرات والمهارات اكتسبتها طيلة فترة الدراسة، ومفعمة بتعليم نوعي وتحصيل متميز، لتؤكد قيامها على أسس أكاديمية حديثة جمعت بين الجانب العلمي والتأصيل النظري وبين التدريب العملي والمهاراتي، كما زاوجت بين الجودة في الأداء والثراء في المعرفة والخبرة في وسائل التلقي ومصادر التعلم جنبا إلى جنب مع بيئة علمية تحث على الإبداع والتميز".
وتحدث في كلمته عن اتفاقيات التعاون العلمي والثقافي التي وقعتها الجامعة مع كثير من الجامعات العالمية والمنظمة الدولية، مؤكداً سعي الجامعة لتطوير هذه العلاقات والاستفادة منها، لافتاً إلى أن الجامعة ستفتتح خلال العام الدراسي المقبل برامج جديدة تهدف إلى تلبية احتياجات سوق العمل، ومن هذه التخصصات "الهندسة الإنشائية، والمصارف الإسلامية، والمحاسبة باللغة الانجليزية".
وأشار عقلان إلى أن الجامعة انتهت من إعداد إستراتيجيتها العامة التي شملت العديد من المشاريع الهادفة إلى تحقيق رؤية الجامعة ورسالتها وأهدافها، "وما يميز هذه الإستراتيجية أنه تم إعدادها من قبل منتسبي الجامعة وبالتالي فإن الجميع سيسعى لتنفيذها بروح الفريق الواحد".
وبيّن أن هذه الإستراتيجية عنيت بجوانب علمية تعليمية كاملة "تدريس بحث علمي خدمة مجتمع"، إضافة إلى الاهتمام بالطالب والمدرس والإداري، وكذا البنية التحتية للجامعة ومرافقها وقد عرضت هذه الإستراتيجية على مهتمين يمنيين ودوليين وبهذا تكون الجامعة هي أول جامعة خاصة وربما حكومية تمتلك إستراتيجية شاملة للتطوير والولوج إلى المستقبل وإلى أفاقه الإقليمية والعالمية.
وقال الدكتور حميد عقلان حميد عقلان "إن الجامعة انفتحت مبكرا على العالم الخارجي لمواكبة ثورة المعلومات وتكنولوجيا التعليم والوقوف على أحدث ما توصل إليه العلم الحديث وتوظيفه في تقديم أفضل الخدمات للطلاب وهيئة التدريس والموظفين والمجتمع".
كما عبرت كلمة الطلاب الخريجين التي ألقاها الطالب محمد علي ضبيب عن شكرها للجهود التي بذلتها الجامعة لطلابها.
وفي اختتام الحفل الذي حضره عدد من أهالي الطلاب الخريجين، وكذا كافة أعضاء هيئة التدريس بالجامعة وطاقمها الإداري، قام وزير التعليم والعالي ورئيس مجلس أمناء الجامعة ورئيس الجامعة بتكريم أوائل الخريجين من مختلف التخصصات، حيث كان نصيب الأسد في الحصول على المراكز الأولى للطالبات، وتم منح الأوائل شهائد تقدير ودروع تكريمية.
وتعد جامعة العلوم والتكنولوجيا من أفضل الجامعات اليمنية، بل وتنافس نظيراتها في الدول العربية والشرق الأوسط، حيث حصلت على الترتيب ال44 في أفضل 100 جامعة عربية العام الماضي، وهي الوحيدة من اليمن التي دخلت هذه القائمة.
ويفد العديد من الطلاب الأجانب من خارج اليمن للدراسة في الجامعة، كما تقدم خدمات مجتمعية متمثلة في مستشفى الجامعة، ومستوصف ابن الهيثم والعيادات الداخلية الجامعية، وركن المعرفة.