قبل أيام رفض رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون استئجار طائرة خاصة لنقله إلى الولاياتالمتحدة، في أول زيارة رسمية يقوم بها إلى هناك منذ تسلمه منصب رئيس الوزراء في مايو الماضي.. بل ورفض السفر في الدرجة الأولى، واختار درجة رجال الأعمال على متن رحلة نظامية للخطوط الجوية البريطانية كونها أرخص بكثير، ليوفر مائتي ألف جنيه إسترليني من تكاليف الزيارة التي استمرت لمدة يومين بحسب صحيفة "صن" التي أوردت الخبر وفقاً لمسئولي مكتب رئاسة الحكومة البريطانية. وفي بريطانيا أيضا قالت صحيفة "الاندبندنت" أن الأزمة المالية التي تمر بها بريطانيا أجبرت الملكة إليزابيث الثانية على بيع بعض عقاراتها في الريف للحصول على مبالغ نقدية وجني مليون جنيه إسترليني (ما يقرب من مليون ونصف المليون دولار) لسداد بعض ديونها العامة وتغطية التكاليف المتزايدة لموظفيها، مما يشير إلى أن الأزمة المالية طالت الجميع في البلاد..
وبحسب ناقدين فإنها المرة الأولى التي تضطر فيها الملكة إلى استخدام ثروتها الخاصة الهائلة لسداد ديونها العامة بما فيه دفعها أربعين مليون جنيه إسترليني (ما يقرب من 61 مليون دولار) من أجل صيانة قصر باكينجهام والقصور الملكية الأخرى.
وفي إيطاليا أقرت الحكومة الأيام الماضية خطة لخفض الإنفاق بهدف تقليص العجز في موازنة الحكومة بمقدار 24 مليار يورو (29.8 مليار دولار) خلال عامي 2011 و2012م.. وتتضمن الخطة تخفيض رواتب الوزراء والمسئولين الكبار وأعضاء البرلمان.
هذه نماذج بسيطة من بلدان متقدمة وغنية تظهر معنى المسؤولية والمصلحة العامة في الدول الغربية، وفي المقابل تكشف حجم الفساد ومدى السفه الذي يتحلى به كثير من مسئولي الدول الفقيرة والمتخلفة ومنها بلادنا ولا فخر.. فكثيرا ما تتحدث الحكومة اليمنية في وسائل الإعلام الرسمية عن إجراءات تقشفية وتقليص السفريات الخارجية بناء على توجيهات الفخامة لكن في الواقع نرى عكس ذلك تماما رغم الظروف الاقتصادية الصعبة التي تعيشها البلاد.
في الواقع وجدنا تزايد عدد السفريات للمشاركة في الفعاليات الخارجية ولحضور مؤتمرات وندوات لا تغني ولا تسمن من جوع، وجدنا تزايد عدد المرافقين بعضهم من خارج الوزارة، يحصلون على تذاكر درجة أولى ويحجزون بفنادق خمسة نجوم ويستلمون بدل سفر بالدولار، ولو أنهم سيسافرون على نفقتهم الخاصة لمشوا بأقدامهم لكن لأنها من المال العام مش مشكلة، وجدنا وزيرا يصطحب ابنه في مهمة خارجية وهو غير موظف بوزارته، ومديرا عاما في وزارة، وجودها وعدمها سواء، يرفض السفر لأنهم لم يحجزوا له درجة أولى أسوة بزميله في وزارة أخرى مشارك في نفس الوفد بينما رئيس وزراء بريطانيا العظمى يسافر برحلة عادية..
ملكة بريطانيا تبيع بعض عقاراتها لسداد بعض ديونها وتغطية تكاليف موظفيها، في الوقت الذي يبيع مسئولون يمنيون الغاز المسال بأبخس الأثمان من أجل العمولات، باعوا قطاعات نفطية، وشركات الدولة باسم الخصخصة ليبنوا لهم عقارات في الخارج..
خطة ايطالية لخفض الإنفاق تتضمن خفض رواتب الوزراء والمسئولين الكبار وأعضاء البرلمان، بينما حكومة التكنوقراط تعتزم رفع الدعم عن المشتقات النفطية لطحن ما تبقى من الطبقة الوسطى.. ففي كل دول العالم تأتي الإجراءات التقشفية على حساب علية القوم إلا في اليمن فإنها تأتي على حساب الضعفاء والمساكين بينما علية القوم يستولون على المناقصات ومعفيون من الضرائب والجمارك ويحظون بكل الامتيازات..
في هذا البلد فقط عامل النظافة يدفع ضريبة دخل وعضو مجلس النواب معفي منها، هل تصدقون أن مدير عام إحدى الهيئات العامة مستأجر على حساب الهيئة بيت بمليون ريال شهريا؟!
* من يمثلون؟ أقل من خمسين نائبا هم من تبقوا في جلسة برلمانية الأسبوع الماضي لمناقشة مشروع قانون الاستثمار.. قانون كهذا مهم يفترض بالنواب أن يجلسوا لمناقشته ولو استدعى الأمر عقد جلسة استثنائية في المساء لإثرائه بالنقاش بحيث يخرج قانون يليق بهذا الوطن.. غبني على الثمانية مليون ريال التي يتقاضاها كل عضو مجلس نواب سنويا باعتباره يمثل الشعب.
* طرد العطار طرد مدير عام الهيئة العامة للاستثمار صلاح العطار الأسبوع الماضي من مجلس النواب بسبب ما قيل انه إساءة للأخير بقوله "طز في المجلس".. لا اعتقد أن الأستاذ صلاح كان يريد الإساءة لممثلي الأمة خصوصا وانه من مهندسي الأولويات العشر فقط خانه التعبير وكما تعرفون فلغته العربية ضعيفة.. وبالمناسبة كاد أن يطرد من مجلس الوزراء في 2006م لذات السبب.
* أسواقنا.. احد الزملاء قال لي بأنه وأثناء عودته من العمل سأل صاحب دكان في الحارة عن سعر كيس القمح وقال سيروح البيت ويخزن وبعد المغرب سيخرج لشرائه وهو ما حدث بالفعل حيث خرج بعد المغرب وقد زاد سعره مائتي ريال.. هذا هو باختصار وضع السوق اليمني.
* بدون تعليق اختيرت اليمن رئيسا للشبكة العربية لتعزيز النزاهة ومكافحة الفساد..
* إلى مجور رفع الدعم عن المشتقات النفطية سيلحقه قرار جمهوري بتشكيل حكومة جديدة لامتصاص ردة الفعل الشعبي..
* يحدث في اليمن - تشتري علاج من الصيدلية وبدون روشته طبعا، وتتفاجأ بأن صاحب الصيدلية قد خدش على السعر المحدد للجمهور المدون على الغلاف.
- تنتظر ساعة في قاعة الامتحان بجامعة صنعاء بسبب تأخر أستاذ المادة والأسئلة بحوزته.
- بعد الانتهاء من إجراءات التسجيل ودفع الرسوم، تصرف لك الكلية التي قد انتسبت إليها دليل القبول بالجامعات والمفاجأة أنه محسوب عليك بألف ريال وقيمته الحقيقية لا تتجاوز المائتين.
- تصل المطار للسفر في رحلة داخلية من صنعاء إلى تعز فيرد عليك مكتب اليمنية بأن الرحلة تأخرت ليوم آخر بسبب عدم اكتمال الركاب، ويتم تخييرك بالانتظار أو الحضور غدا للحجز إلى عدن ومنها سيتم نقل الركاب إلى تعز عبر باص كما حدث لبعض الركاب الأسبوع الماضي.