قالت طيران اليمنية إن طائرتين أمريكيتين وسفينتين فرنسيتين إحداهما فرقاطة والأخرى بارجة تشارك جميعها في عمليات البحث عن المفقودين لانتشال ضحايا الطائرة اليمنية المنكوبة. في الوقت الذي أعلن عبد الخالق القاضي رئيس مجلس إدارة شركة الخطوط الجوية اليمنية العثور على الصندوق الأسود . ووفقاً لبيان صادر عن الشركة، فإن هناك تواجد كثيف لقوات أمريكية وفرنسية مشتركة وفرق طبية في موقع سقوط الطائرة من أجل البحث عن الضحايا . وعن جنسيات الضحايا قال الكابتن عبد الخالق القاضي أن المعلومات الأولية تقول بأن 75 من جزر القمر و65 فرنسياً و6 يمنيين ومغربيتين وفلبينية وأندنوسية وأثيوبية وفلسطيني وكندي. وجدد محمد عبد القادر المتحدث الرسمي باسم طيران اليمنية، في مؤتمر صحفي صباح اليوم الأربعاء نفيه لما أعلنه سكرتير الدولة الفرنسي لشئون النقل بأن الطائرة المنكوبة كان عليها ملاحظات فنية ومحظورة من دخول الأجواء الفرنسية. وقال " إن هذه معلومات كاذبة وليس على الطائرة ليس عليها أي ملاحظات". وكان وزير النقل الفرنسي دومونيك بوسيرو قال إن الطائرة اليمنية التي سقطت في المحيط الهندي كانت منعت من الطيران في فرنسا لمخالفتها القواعد، وعبر بوسيرو عن قلقه من تحويل الركاب من طائرة صنفت على انها آمنة إلى الطائرة الاخرى. واضاف المسؤول الفرنسي في تصريح لوكالة الانباء الفرنسية بأن الجهود بدأت لانتشال الصندوق الاسود الذي تم العثور عليه والذي يتضمن المعلومات والتسجيلات اللازمة لاستكمال التحقيق.
وكانت فرق الاغاثة انقذت فتاة تبلغ 14 عاماً، وهي الناجية الوحيدة حتى الآن من بين 150 من ركاب الطائرة اليمنية التي تحطمت في المحيط الهندي قرب جزر القمر، كما عثرت على ثلاثة جثث لقتلى الحادث. وقال بيان شركة الطيران اليمنية إن الفتاة فرنسية الجنسية من أصل قمري. ونقلت وكالة الاسوشيتد برس عن والد الفتاة الناجية واسمها بايا بكاري قوله ان ابنته كانت مسافرة مع أمها من باريس الى جزر القمر لتزور أقاربها.
وأضاف الوالد ان "ابنته خجولة جدا ولم يعتقد انها ستتمكن من النجاة فهي بالكاد تجيد السباحة".
وقال الجراح بن امامي الذي يعالج الفتاة في المستشفي ان "بايا هادئة جدا نظرا لما تمر فيه من مصاعب"، كما قال الدكتور سيد مؤمن وهو طبيب في المستشفى الذي تعالج فيه الفتاة في وقت سابق لبي بي سي العربية ان "حالة الفتاة ليست حرجة، ولكنها تعاني من ورم وجراح بعضها ناتج عن اثر الحروق التي تعرضت لها لدى تحطم الطائرة".
واضاف الطبيب لبي بي سي ان الفتاة كانت واعية وتمكنت من الكلام واعطت مكان سكنها في باريس للاطباء. وقالت رامولاتي بن علي المتحدثة باسم الهلال الأحمر في جزر القمر أن الفتاة الناجية تتلقى العلاج في مستشفى في العاصمة موروني، مضيفة أن حالتها لا تدعو للقلق.
في هذه الاثناء أكدت الهيئة العامة للطيران المدني في اليمن أنه تم رصد بعض الجثث التي تعود لركاب الطائرة تطفو على سطح الماء. وقال امين اللجنة محمد عبد القادر أن "الاحوال الجوية كانت سيئة وسرعة الرياح 61 عقدة والبحر هائج".
وأضاف عبد القادر أن الاتصال فقد مع الطائرة الساعة 22:51 ليل الاثنين بتوقيت جرينيتش.
وقالت مسؤولة الطيران المدني في جزر القمر رشيدة عبد الله انه لم يعرف بعد سبب الحادث، وانه لم يعثر بعد على جهازي تسجيل بيانات الرحلة.
وكانت الطائرة التابعة للخطوط الجوية اليمنية، وهي من طراز ايرباص 310، قد اقلعت من العاصمة اليمنية صنعاء، لكن معظم ركابها كانوا قد بدأوا الرحلة من باريس أو مارسيليا. كما يعتقد ان الطائرة توقفت في جيبوتي.
وقال شهود عيان إن الطائرة حاولت الهبوط لدى اقترابها من مطار مورني لكنها لم تنجح ومن ثم اختفت. ولم يتضح بعد سبب الحادث، لكن وزير النقل الفرنسي دومينيك بيسرو قال ان اعطالا اكتشفت فيها خلال عملية فحص تقني في فرنسا عام 2007.
وقال الوزير لقناة فرنسية ان الطائرة المذكورة "فحصتها سلطات النقل الفرنسية واكتشفت فيها عددا من الاعطال، ومنذ ذلك الحين لم تعد الطائرة الى فرنسا."
واضاف بيسرو: "لم تكن الشركة على لائحتنا السوداء، لكننا أخضعنا طائراتها لفحوصات أكثر دقة". لكن وزير النقل اليمني خالد الوزير قال إن الطائرة المنكوبة لم تكن تعاني من مشكلات تقنية، مضيفا أنها خضعت لمراجعة شاملة في مايو الماضي بإشراف ايرباص. يذكر ان هذا ثاني حادث جوي هذا الشهر يتعرض له عدد كبير من الفرنسيين؛ ففي الأول من هذا الشهر، تحطمت طائرة تابعة لشركة اير فرانس قادمة من ريو دي جانيرو الى باريس ما ادى الى مقتل ركابها ال228.