اعلن مسؤول فرنسي العثور على صندوق أسود يعود للطائرة اليمنية المنكوبة، وأنه يجري البحث حالياً عن الصندوق الأسود الثاني، حيث تشترك طائرات أمريكية وسفن فرنسية في أعمال البحث. كما أكدت "رامولاتي بن علي"- المتحدثة باسم الهلال الأحمر في جزر القمر: أن الفتاة التي أنقذتها فرق الاغاثة هي "باكاري بايا"- فرنسية، وتبلغ 14 عاماً- وتتلقى العلاج حالياً في مستشفى في العاصمة موروني، مضيفة: أن حالتها لا تدعو للقلق، وقد أجرت اتصالاً مع والدها في فرنسا. ونقلت وسائل إعلامية فرنسية ان وزير النقل والمواصلات الفرنسي وصل الى جزر القمر، وهو الآن يزور الفتاة التي نجت، وإنه يود العودة بها الى فرنسا، الا ان خالاتها قمن باحتجاج في المستشفى ورفضن الخطوة. من جانب آخر، نجت مضيفة جزائرية "عيدة عمارجية" بأعجوبة من الموت في حادث الطائرة اليمنية، إثر تخلفها عن الرحلة التي كان من المفترض أن تكون على متنها ولكن القدر أنقذها بأعجوبة، طبقاً لما أوردته صحيفة "الشروق" الجزائرية، حيث أن المضيفة البالغة من العمر 27 سنة، من مدينة سطيف، وهي تعمل بالخطوط الجوية اليمنية، وكانت ضمن طاقم الطائرة المبرمج للإشراف على هذه الرحلة التي تحمل رقم 626، لكنها تراجعت عن المهمة في آخر لحظة. وقالت "عيدة" في اتصال هاتفي إنها هيأت نفسها للعمل في هذه الرحلة، لكن قبل حوالي نصف ساعة من موعد إقلاع الطائرة طلبت الإعفاء دون سابق إنذار، وقد لقيت في البداية اعتراضاً من مسؤول الرحلة الذي لم يتقبل عذرها، لأنه من المفترض أن يكون عادة يومين قبل موعد الرحلة، لكن مع إصرارها على طلب الإعفاء تم حذفها من قائمة المضيفات في آخر لحظة لتسمع بعدها بساعات عن سقوط الطائرة التي لم ينج أحد من طاقمها المكون من 11 عنصراً. ولم تكن "عيدة" الشخص الوحيد الذي سخر الله له القدر لينجو من الموت مع ركاب الطائرة، حيث أن ثلاثة فرنسيين كانوا على متن نفس الرحلة القادمة من فرنسا إلى صنعاء، كتب الله لهم الحياة بعد أن قامت السلطات اليمنية بمنعهم من مواصلة رحلتهم إلى جزر القمر على متن الطائرة "المنكوبة"، واحتجزتهم في مطار صنعاء "لوجود نقص بوثائق سفرهم"، ليفاجأوا بعد ساعات بنبأ سقوط الطائرة.. فسبحان الله القائل: "وعسى أن تكرهوا شيئاً وهو خير لكم".. وعلى الصعيد ذاته، أكد مدير مكتب الخطوط الجوية اليمنية في باريس فيصل عمران في تصريحات ل"العربية" أنه تم إجراء صيانة شاملة قبل أقل من شهرين للطائرة المنكوبة التي سقطت في البحر قبال جزر القمر، وذلك بإشراف شركة ايرباص الشركة المصنعة للطائرة. وأكد أن لجان التحقيق ستحسم الجدل الدائر حالياً حول اسباب الحادث. الأمر الذي يأتي رداً على تصريحات وزير النقل الفرنسي دومونيك بوسيرو بأن الطائرة اليمنية التي سقطت في المحيط الهندي كانت قد منعت من الطيران في فرنسا لمخالفتها القواعد.. معرباً عن قلقه من تحويل الركاب من طائرة صنفت على انها آمنة إلى الطائرة الاخرى. وفيما قال وكيل اللجنة محمد عبد القادر أن "الاحوال الجوية كانت سيئة وسرعة الرياح 61 عقدة والبحر هائج"، وأن الاتصال فقد مع الطائرة الساعة 22:51 ليل الاثنين بتوقيت جرينيتش، فإن مسؤولة الطيران المدني في جزر القمر رشيدة عبد الله قالت: انه لم يعرف بعد سبب الحادث، حتى يتم العثور على جهازي تسجيل بيانات الرحلة. وكانت الطائرة التابعة للخطوط الجوية اليمنية، وهي من طراز ايرباص 310، قد اقلعت من العاصمة اليمنية صنعاء، لكن معظم ركابها كانوا قد بدأوا الرحلة من باريس أو مارسيليا، كما يعتقد ان الطائرة توقفت في جيبوتي. وقال شهود عيان إن الطائرة حاولت الهبوط لدى اقترابها من مطار مورني لكنها لم تنجح ومن ثم اختفت. وفي نفس السياق، اعلن مفوض النقل في الاتحاد الاوروبي انتونيو تاجاني ان خبراء نقل اوروبيين سينظرون فيما اذا كان ينبغي اضافة "اليمنية" الى اللائحة السوداء. كما قال تاجاني ان الاتحاد سيقترح قريبا انشاء لائحة سوداء عالمية، تمنع طائرات الشركات التي لا تفي بمعايير السلامة من الطيران في اي مكان في العالم، وليس فقط في المجال الجوي الاوروبي. وكانت الطائرة متجهة الى موروني عاصمة جزر القمر على ان تحط فيها في الساعة الثانية والنصف بعد منتصف الليل بالتوقيت المحلي (العاشرة والنصف مساء بتوقيت جرينتش). وقالت وكالة الانباء الفرنسية ان من بين الركاب ثلاثة رضع و11 من افراد الطاقم، وان 66 منهم يحملون الجنسية الفرنسية و45 من جزر القمر. يذكر ان هذا ثاني حادث جوي هذا الشهر يتعرض له عدد كبير من الفرنسيين؛ ففي الاول من هذا الشهر، تحطمت طائرة تابعة لشركة اير فرانس قادمة من ريو دي جانيرو الى باريس ما ادى الى مقتل ركابها ال228.