مدرب بايرن ميونيخ: جاهزون لبيلينغهام ليلة الثلاثاء    لأول مرة.. مصر تتخذ قرارا غير مسبوق اقتصاديا    رسالة سعودية قوية للحوثيين ومليشيات إيران في المنطقة    كأن الحرب في يومها الأول.. مليشيات الحوثي تهاجم السعودية بعد قمة الرياض    ماذا تعني زيارة الرئيس العليمي محافظة مارب ؟    الكشف عن الفئة الأكثر سخطًا وغضبًا وشوقًا للخروج على جماعة الحوثي    طفلة تزهق روحها بوحشية الحوثي: الموت على بوابة النجاة!    ليفاندوفسكي يقود برشلونة للفوز برباعية امام فالنسيا    وزارة الأوقاف بالعاصمة عدن تُحذر من تفويج حجاج بدون تأشيرة رسمية وتُؤكّد على أهمية التصاريح(وثيقة)    ثلاثة صواريخ هاجمتها.. الكشف عن تفاصيل هجوم حوثي على سفينة كانت في طريقها إلى السعودية    عودة تفشي وباء الكوليرا في إب    رئيس مجلس القيادة: مأرب صمام أمان الجمهورية وبوابة النصر    الجرادي: التكتل الوطني الواسع سيعمل على مساندة الحكومة لاستعادة مؤسسات الدولة    حاصل على شريعة وقانون .. شاهد .. لحظة ضبط شاب متلبسا أثناء قيامه بهذا الأمر الصادم    القرءان املاء رباني لا عثماني... الفرق بين امرأة وامرأت    رئيس كاك بنك يشارك في اجتماعات الحكومة والبنك المركزي والبنوك اليمنية بصندوق النقد والبنك الدوليين    أصول القطاع المصرفي الاماراتي تتجاوز 4.2 تريليون درهم للمرة الأولى في تاريخها    فيتنام تدخل قائمة اكبر ثلاثة مصدرين للبن في العالم    استشهاد 6 من جنود قواتنا المسلحة في عمل غادر بأبين    استشهاد 23 فلسطينياً جراء قصف إسرائيلي على جنوب قطاع غزة    ليفربول يوقع عقود مدربه الجديد    رباعي بايرن ميونخ جاهز لمواجهة ريال مدريد    عاجل محامون القاضية سوسن الحوثي اشجع قاضي    لأول مرة في تاريخ مصر.. قرار غير مسبوق بسبب الديون المصرية    قائمة برشلونة لمواجهة فالنسيا    المواصفات والمقاييس ترفض مستلزمات ووسائل تعليمية مخصصة للاطفال تروج للمثلية ومنتجات والعاب آخرى    مدير شركة برودجي: أقبع خلف القضبان بسبب ملفات فساد نافذين يخشون كشفها    يونيسيف: وفاة طفل يمني كل 13 دقيقة بأمراض يمكن الوقاية منها باللقاحات    وفاة امرأة وإنقاذ أخرى بعد أن جرفتهن سيول الأمطار في إب    اليمن تحقق لقب بطل العرب وتحصد 11 جائزة في البطولة العربية 15 للروبوت في الأردن    ''خيوط'' قصة النجاح المغدورة    استهداف سفينة حاويات في البحر الأحمر ترفع علم مالطا بثلاث صواريخ    واشنطن والسعودية قامتا بعمل مكثف بشأن التطبيع بين إسرائيل والمملكة    رغم القمع والاعتقالات.. تواصل الاحتجاجات الطلابية المناصرة لفلسطين في الولايات المتحدة    افتتاح قاعة الشيخ محمد بن زايد.. الامارات تطور قطاع التعليم الأكاديمي بحضرموت    الذهب يستقر مع تضاؤل توقعات خفض الفائدة الأميركية    الريال اليمني ينهار مجددًا ويقترب من أدنى مستوى    للمرة 12.. باريس بطلا للدوري الفرنسي    كانوا في طريقهم إلى عدن.. وفاة وإصابة ثلاثة مواطنين إثر انقلاب ''باص'' من منحدر بمحافظة لحج (الأسماء والصور)    ريمة سَّكاب اليمن !    نداء إلى محافظ شبوة.. وثقوا الأرضية المتنازع عليها لمستشفى عتق    في ذكرى رحيل الاسطورة نبراس الصحافة والقلم "عادل الأعسم"    الأحلاف القبلية في محافظة شبوة    السعودية تعيد مراجعة مشاريعها الاقتصادية "بعيدا عن الغرور"    كيف يزيد رزقك ويطول عمرك وتختفي كل مشاكلك؟.. ب8 أعمال وآية قرآنية    طلاب جامعة حضرموت يرفعون الرايات الحمراء: ثورة على الظلم أم مجرد صرخة احتجاج؟    أسئلة مثيرة في اختبارات جامعة صنعاء.. والطلاب يغادرون قاعات الامتحان    الدوري الانكليزي الممتاز: مانشستر سيتي يواصل ثباته نحو اللقب    من هنا تبدأ الحكاية: البحث عن الخلافة تحت عباءة الدين    - نورا الفرح مذيعة قناة اليمن اليوم بصنعاء التي ابكت ضيوفها    قضية اليمن واحدة والوجع في الرأس    ضبط شحنة أدوية ممنوعة شرقي اليمن وإنقاذ البلاد من كارثة    دعاء يغفر الذنوب لو كانت كالجبال.. ردده الآن وافتح صفحة جديدة مع الله    القات: عدو صامت يُحصد أرواح اليمنيين!    من كتب يلُبج.. قاعدة تعامل حكام صنعاء مع قادة الفكر الجنوبي ومثقفيه    الشاعر باحارثة يشارك في مهرجان الوطن العربي للإبداع الثقافي الدولي بسلطنة عمان    - أقرأ كيف يقارع حسين العماد بشعره الظلم والفساد ويحوله لوقود من الجمر والدموع،فاق العشرات من التقارير والتحقيقات الصحفية في كشفها    لحظة يازمن    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



عن النكبة الأولى للخطوط الجوية ذائعة الصيت
نشر في رأي يوم 07 - 07 - 2009

قبل حوالي يوم واحد من حادثة تحطم الطائرة اليمنية قبالة شواطئ جزر القمر، كنت أتجاذب أطراف الحديث مع أحد طاقم طائرة تابعة لشركة الخطوط الجوية اليمنية في رحلتها رقم 643 كانت متجهة من العاصمة الأردنية عمان إلى صنعاء.
الحديث المقتضب الذي دار بيننا في زاوية ما من مؤخرة الطائرة التي كنت على متنها، كان في البداية أشبه باستفسار حول الشعور الذي يعتري ذلك الرجل بعد ما سمعت منه أن عمره في الجو يقترب من خمسة وعشرين سنة.
بادر بالحديث عن القضاء والقدر وأتبع بالآية القرآنية الكريمة «أينما تكونوا يدرككم الموت» حتى قبل أن يتأكد من أنني رغبت في الاستفهام عن ذلك الأمر، أو عن خشيته من أي حوادث أو نكبات.
كان الحديث يسير في اتجاه متواز، إذ تحول إلى تأكيدات من جانبي ومن جانبه أيضاً إلى السمعة الطيبة التي يتمتع بها الطيران اليمني، فضلاً عن الكفاءة المشهودة للكادر المحلي الخاص بقيادة الطائرات.
وفجأة، ودون أن أدرك الوقع المفترض لحديثي الأخير على الرجل، وجدتني أقول له «حتى أننا لم نسمع قط أن طائرة يمنية تحطمت أو سقطت أو انفجرت». لم يرد بأي شيء سوى أنه كان يهز رأسه وتناهى إلى سمعي وأنا أغادره كأنه يقول «الحمدلله على كل خير».
ذلك التوقف الاضطراري للحديث عند «عدم سماع أي حادثة لطيران اليمنية» أشعرني أن الرجل كان مغتاظا للغاية من شيء لا يتمنى أحد حدوثه، ولم يرق له هو أيضاً «التعجب» أو «التباهي» بعدم حدوثه.
في اليوم التالي من زمن ذلك الحديث، وفي وقت متأخر من مساء بدا كئيباً على الكثير، تحطمت الطائرة اليمنية إيرباص 310 قبل هبوطها في مطار عاصمة جزر القمر بحوالي خمسة عشر دقيقة. وبالنسبة لي كان الخبر أكثر من مجرد مؤلم، ربما لأسباب تتعلق بالقصة التي سردت في الأعلى.
تفاصيل النكبة
تحطمت طائرة تابعة للخطوط الجوية اليمنية ليل الاثنين قبل الفائت، في البحر قبالة شواطئ جزر القمر وعلى متنها 153 شخصا، وقد أكدت مصادر مطلعة العثور على ناجيين اثنين أحدهما طفلة عمرها خمس سنوات والأخرى أربعة عشر عاماً حتى الآن، فضلا عن انتشال عدد من الجثث.
وفي بيان للهيئة العامة للطيران المدني والإرصاد، كشفت عن جنسيات 93 من ركاب الطائرة المنكوبة وأوضحت أن بينهم «26 فرنسيا و54 قمريا وفلسطينيا وكنديا بالإضافة إلى طاقم الطائرة المكون من 11 شخصا بينهم ستة يمنيين ومغربيتان واندونيسية وأثيوبية وفيلبينية».
وذكرت سلطات جزر القمر أنها تمكنت من رصد هيكل الطائرة، وهي من طراز «إيرباص ايه-310» التي يبلغ عدد أفراد طاقمها 11 شخصاً، على بعد عدة كيلومترات من الشاطئ. وكان مسؤول في الخطوط الجوية اليمنية أعلن في وقت سابق، أن «غالبية الركاب من رعايا فرنسا وجزر القمر»، مشيراً إلى أن سفناً أرسلت فوراً إلى المكان بحثاً عن ناجين محتملين.
وأفادت الهيئة العامة للطيران المدني في اليمن بأنه تم رصد جثث تعود إلى بعض ركاب الطائرة المنكوبة.
وقال وكيل اللجنة محمد عبد القادر: «شوهدت جثث تطفو فوق سطح الماء، وتم تحديد بقعة زيت تبعد عن مطار موروني (عاصمة جزر القمر) ما بين 16 و17 ميلاً».
وتأتي الحادثة بعد أقل من شهر على تحطم طائرة «إيرباص إيه 330» التابعة للخطوط الفرنسية «إير فرانس» خلال رحلة بين البرازيل وفرنسا.
وذكر المسؤول اليمني أن «الأحوال الجوية كانت سيئة وسرعة الرياح 61 عقدة والبحر هائج». وأشار إلى أن بين الركاب ثلاثة رُضّع وأن 52 من الركاب وصلوا من باريس إلى صنعاء ليستقلوا الرحلة إلى جزر القمر، و59 من مرسيليا و11 من القاهرة و12 من دبي وثلاثة من جدة وراكب واحد من عمان وآخر من دمشق، مؤكداً أن «فريقاً فنياً يمنياً تحرك إلى موروني، والحكومة شكلت لجنة لمتابعة الوضع برئاسة وزير النقل خالد الوزير».
نقاط خلل في الطائرة المنكوبة
وأعلن سكرتير الدولة الفرنسي للنقل دومينيك بوسرو أنه «تم رصد نقاط خلل كثيرة جداً» في الطائرة اليمنية التي تحطمت وأن السلطات الفرنسية كانت تمارس «مراقبة شديدة» على شركة الخطوط الجوية اليمنية، وفق ما نقلت شبكة «اي-تيلي» الفرنسية.
وقال بوسرو عارضاً المعلومات التي في حوزته، إن الخطوط الجوية اليمنية «كانت تخضع لمراقبة شديدة» وإن الطائرة التي تحطمت كانت محظورة في المجال الجوي الفرنسي بسبب «نقاط خلل كثيرة رصدت عليها».
ورد وزير النقل اليمني خالد الوزير على هذه التصريحات قائلاً إن الطائرة المنكوبة لم تكن تعاني مشاكلَ تقنية وخضعت لمراجعة شاملة في مايو بإشراف «إيرباص». وذكر الوزير أن الطائرة «كانت تؤمن رحلات دورية إلى أوروبا. وقبل أسبوع، قامت برحلة إلى لندن».
إلى ذلك، أعلنت هيئة أركان الجيوش في باريس أن فرنسا أرسلت سفينتين وطائرة «ترانسال» بعد تحطم الطائرة. وقال الكابتن كريستوف برازوك من هيئة الأركان الفرنسية، أنه «يتم تجميع إمكانات مدنية وعسكرية في لارينيون (الجزيرة الفرنسية في المحيط الهندي)»، مشيراً إلى أن «سفينة تتولى الدوريات وفرقاطة مراقبة، تلقتا أمر التوجه نحو جزيرة القمر الكبرى، أكبر جزيرة في أرخبيل جزر القمر»، وبدأتا بالتعاون مع قوات يمنية ومن جزر القمر للبحث في ملابسات الحادثة والبحث عن الجثث.
قائمة سوداء
وأعلن مفوض النقل في الاتحاد الأوروبي أنطونيو تاجاني أن الاتحاد سيقترح وضع «قائمة سوداء» عالمية لشركات الطيران التي لا تفي بأدنى معايير السلامة. وقال: «إذا أردنا زيادة السلامة للنقل الجوي عالمياً فإننا بحاجة إلى قائمة سوداء على مستوى العالم». وأشار المفوض إلى أنه سيطرح اقتراحه خلال اجتماع وشيك مع رئيس المنظمة الدولية للطيران المدني «إيكاو». وقال: «سأقترح قائمة سوداء عالمية تشبه المستخدمة في أوروبا».
يذكر أن «إيكاو» التي تضم 190 دولة من ضمنها اليمن، هي منظمة تابعة للأمم المتحدة مقرها كندا، ومسؤولة عن سلامة الطيران. وتحدد المنظمة قواعد التحقيقات التي تجريها السلطات الوطنية بشأن أسباب وقوع حوادث الطيران. ويضع الاتحاد الأوروبي «قائمة سوداء» خاصة به تشمل أكثر من 160 شركة طيران تُصَنَّف على أنها غير مؤهلة للعمل في أوروبا.
وعلى الرغم من أن هذه القائمة لا تشمل حالياً شركة الخطوط الجوية اليمنية، فإن تاجاني كشف أن المسؤولين الأوروبيين في بروكسل سيوجهون استفسارات وأسئلة إلى هذه الشركة بهدف احتمال إدراجها في النسخة المقبلة ل»القائمة السوداء» التي سيصدرها الاتحاد الأوروبي خلال الأسابيع المقبلة.
تباين الأنباء عن نجاة قائد الطائرة
وذكرت مصادر في الخطوط الجوية اليمنية أنه تم العثور على قائد الطائرة اليمنية المنكوبة خالد حاجب حياً. وكانت قد فقدت ليل الاثنين - الثلاثاء أثناء رحلة من باريس إلى جزر القمر مروراً باليمن. ونقل موقع «العربية نت» عن مصادر في الخطوط اليمنية، كابتن الطائرة من مواليد عام 1964 في عدن، وهو أب لثلاثة أطفال ويسكن في العاصمة صنعاء، وهو من أفضل طياري الخطوط اليمنية. وكان قد احتجز ضمن رهائن فندق تاج في مدينة مومباي الهندية في نوفمبر الماضي. وأوضحت انه تم انتشال 93 جثة ل 26 فرنسياً، و54 من جزر القمر، و6 يمنيين، وكندي، وفلبينيين، واندونيسي، ومغربيتين، وأثيوبي. يأتي هذا فيما بدأت وحدات بحث فرنسية ويمنية ومن جزر القمر عمليات بحث عن حطام الطائرة التي تحطمت قبالة سواحل جزر القمر قبل هبوطها في مطار موروني المحطة الأخيرة لها في رحلة بدأت من مطار رواسي في العاصمة الفرنسية باريس مروراً بمطار مرسيليا الفرنسي، ومنه إلى صنعاء.
وكان مسؤولون في إدارة الخطوط الجوية اليمنية أعلنوا أن طائرة يمنية تقل فرق إنقاذ توجهت لجزر القمر، منوهين أن اجتماعاً عقد الثلاثاء الفائت، في إدارة السلامة بالخطوط الجوية اليمنية لتدارس الأمر، كما أرسلت باريس سفينتين وطائرة إلى موقع تحطم الطائرة.
وكان الصحافي احمد عبدو من جزر القمر، ناشد المسؤولين في فرنسا عقب الحادثة، إرسال قوة للإغاثة والإنقاذ، خاصة أن الحالة الجوية سيئة جداً. وأوضح أن مكان سقوط الطائرة يبعد 25 كيلومتراً عن المطار فقط، وأنها سقطت بكاملها في البحر، مما يصعب العثور على ناجين.
ألسنة لهب قبل تحطمها
ونقلت وكالة الأنباء الألمانية (د ب أ) عن متحدث باسم حكومة جزر القمر القول «أن ألسنة اللهب شوهدت تتصاعد من الطائرة التابعة للخطوط الجوية اليمنية، وذلك قبل تحطمها قبالة سواحل جزر القمر في الساعات الأولى من صباح الثلاثاء الماضي.
وذكر عبد الرحيم سعيد بكر للوكالة «قالت شاهدة عيان انها رأت ألسنة لهب تتصاعد من الطائرة قبل تحطمها (في البحر)». والشاهدة هي من سكان إحدى القرى الساحلية التي مرت فوقها الطائرة.
وثائق سفر مزورة أنقذت حياة 3 فرنسيين
تدخل القدر في إنقاذ ثلاثة أشخاص من بينهم امرأة، من اللحاق بالطائرة المنكوبة بعد أن أوقفتهم السلطات اليمنية بتهمة حيازة وثائق سفر فرنسية مزورة.
وأوضح مصدر امني «أن إيقاف الفرنسيين الثلاثة جاء أثناء قيام سلطات الجوازات في المطار بعمليات تدقيق وفحص وثائق المسافرين عبر طائرة «اليمنية» التي هبطت في مطار صنعاء «ترانزيت» قبل أن تواصل رحلتها لجزر القمر.
وبحسب المصدر فإن الفرنسيين الثلاثة منعوا من مواصلة رحلتهم، مشيرا إلى أن سلطات امن المطار قررت إعادة ترحيلهم الى مكان قدومهم خلال اليومين التاليين من احتجازهم.
الناجية الوحيدة هي فتاة ال14
مسؤولون في الصليب الأحمر المحلي في جزر القمر، أكدوا نهاية الأسبوع الفائت، أنه تم العثور حتى الآن على ناجية وحيدة هي فتاة في الرابعة عشرة من عمرها، بينما نفى وزير الاتصالات في جزر القمر عبد الرحيم سعيد بكر تقارير سابقة أشارت إلى إنقاذ طفل في الخامسة من عمره. وتم كذلك انتشال ثلاث جثث وأجزاء من حطام الطائرة وبعض حقائب المسافرين، وذلك مع استمرار عمليات البحث عن مزيد من الناجين.
الأصداء الرسمية للنكبة
الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي أعرب عن صدمته إزاء حادث تحطم طائرة يمنية في جزر القمر. وأفادت مصادر قصر الاليزيه عقب الحادثة، ان ساركوزي طلب من الجيش بذل جميع الجهود الممكنة من اجل المساعدة في عمليات البحث عن ناجين سواء من ركاب الطائرة أو أفراد طاقمها. وسيتابع وزير الدولة للنقل والمواصلات دومنيك بوسيرو آخر التطورات من خلال غرفة الأزمات التي تم تشكيلها في مطار شارل ديغول وسيطلع الرئيس عليها. وكانت طائرة عسكرية فرنسية من طراز ترانسال وصلت إلى عاصمة جزر القمر موروني وعلى متنها 12 غطاسا وثلاثة أطباء بالإضافة إلى إثنين من متخصصي الطب النفسي. وأرسلت فرنسا أيضا سفينتين عسكريتين الى مكان الحادث.
الرئيس اليمني على عبدالله صالح، بادر هو الآخر بإرسال تعازيه الحارة لنظيره رئيس جمهورية جزر القمر، ثم أتبعها برسالة أخرى لنظيره الفرنسي ساركوزي ولأسر الضحايا من مختلف البلدان.
وكان رئيس مجلس إدارة الخطوط اليمنية الكابتن عبد الخالق القاضي أعلن عن استعداد شركته دفع تعويض يقدر بعشرين ألف يورو عن كل ضحية من الضحايا لأسرهم.
تجدر الإشارة إلى أن شركة الخطوط الجوية اليمنية تتمتع بسمعة طيبة بين قريناتها من الشركات، وأن هذه الحادثة تعد هي الأولى من نوعها بالنسبة لشركة النقل الجوية اليمنية التي باتت المخاوف تزداد من تأثير هذه الحادثة على سمعتها خصوصاً مع ما يدار أوروبياً من إدخالها قائمة الشركات الغير آمنة.
العثور على صندوق أسود للطائرة اليمنية
أعلن مسؤول فرنسي بأنه تم العثور على صندوق اسود يعود للطائرة اليمنية المنكوبة بعدما قال وزير النقل الفرنسي دومونيك بوسيرو إن الطائرة اليمنية التي سقطت في المحيط الهندي كانت منعت من الطيران في فرنسا لمخالفتها القواعد. وعبر بوسيرو عن قلقه من تحويل الركاب من طائرة صنفت على أنها آمنة إلى الطائرة الأخرى.
وأضاف المسؤول الفرنسي في تصريح لوكالة الأنباء الفرنسية بأن الجهود بدأت لانتشال الصندوق الأسود الذي تم العثور عليه والذي يتضمن المعلومات والتسجيلات اللازمة لاستكمال التحقيق.
وكانت فرق الإغاثة أنقذت فتاة تبلغ 14 عاماً، وهي الناجية الوحيدة حتى الآن من بين 150 من ركاب الطائرة اليمنية التي تحطمت في المحيط الهندي قرب جزر القمر، كما عثرت على ثلاثة جثث لقتلى الحادث.
ونقلت وكالة «الأسوشيتد برس» عن والد الفتاة الناجية واسمها بايا بكاري قوله أن ابنته كانت مسافرة مع أمها من باريس إلى جزر القمر لتزور أقاربها. وأضاف الوالد أن «ابنته خجولة جدا ولم يعتقد أنها ستتمكن من النجاة فهي بالكاد تجيد السباحة».
وقال الجراح بن أمامي الذي يعالج الفتاة في المستشفي ان «بايا هادئة جدا نظرا لما تمر فيه من مصاعب»، كما قال الدكتور سيد مؤمن وهو طبيب في المستشفى الذي تعالج فيه الفتاة في وقت سابق لبي بي سي العربية ان «حالة الفتاة ليست حرجة، ولكنها تعاني من ورم وجراح بعضها ناتج عن اثر الحروق التي تعرضت لها لدى تحطم الطائرة».
وأضاف الطبيب «ان الفتاة كانت واعية وتمكنت من الكلام وأعطت مكان سكنها في باريس للأطباء». وقالت رامولاتي بن علي المتحدثة باسم الهلال الأحمر في جزر القمر أن الفتاة الناجية تتلقى العلاج في مستشفى في العاصمة موروني، مضيفة أن حالتها لا تدعو للقلق. لكن الطفلة بايا غادرت صباح الخميس مع وزير التعاون الدولي الفرنسي إلى فرنسا لتلقي بقية العلاج.
وكان مسؤول قمري طلب عدم ذكر اسمه، كشف مطلع الأسبوع الجاري لصحيفة «الشرق الأوسط» عن أن بلاده لا تستبعد أن تكون الطائرة اليمنية التي تحطمت قرب مطار العاصمة القمرية موروني قد تعرضت لصاروخ من إحدى القطع البحرية الفرنسية مما أدى إلى إسقاطها فورا. وتلك القراءة أيدها البعض من المتابعين.
واستغرب مهتمون في اليمن مسألة ردود المسئولين الفرنسيين المجحف بحق الطيران اليمني الذي ألقى اللوم على الطيران اليمني منذ الساعات الأولى للحادث قبل البدء في عملية الإنقاذ والبحث. وأكد ذلك الموقف مدى الارتباك الشديد لدى الفرنسيين عند العثور على الناجية الوحيدة والتى تعد الشاهدة الوحيدة على الحادث حيث سارع الفرنسيون سرعة نقلها إلى فرنسا مخافة الحديث عن أشياء حدثت في البحر لا يريد الفرنسيون إن يعلمها العالم. فعندما تحدثت الفتاة الناجية قالت بأنها بعد وقوع حادث السقوط سمعت أصواتا لناس يتكلون في البحر. وهو ما تساءل فيه المهتمون عن ما إذا كان معقولاً أن يكون ضحايا الطائرة يتحدثون هناك أم كان هناك آخرون.
الصندوقان الأسودان سيكشفان الحقيقة
ِإلى ذلك، أعلنت مصادر رسمية فرنسية وقمرية أمس الأول، أنه تم رصد إشارة الصندوقين الأسودين للطائرة اليمنية التي تحطمت ليلة الاثنين - الثلاثاء قبالة سواحل جزر القمر .
وقال كبير المحققين القمريين علي عبده محمد - في بيان للوكالة الوطنية للطيران المدني في جزر القمر-: إن «محققي مكتب التحقيقات والتحاليل رصدوا إشارة الصندوقين الأسودين للطائرة المنكوبة « .
وقال محمد في بيانه : إن « عمليات البحث لتحديد موقع الصندوقين الأسودين للطائرة المنكوبة مستمرة، وتشارك فيها القوات المسلحة الفرنسية واليمنية في إطار التحقيق التقني الذي تجريه سلطات جزر القمر«.
وتبعث قطعة صغيرة في الصندوقين الأسودين لأي طائرة بإشارات من تحت الماء لمدة 30 يوما على الأقل لتسهيل عملية تحديد موقعهما.والهدف من العثور على الصندوقين الأسودين كشف ظروف حادث تحطم الطائرة وأسبابه.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.