تنشر صحيفة "السياسية" الصادرة عن وكالة الأنباء اليمنية "سبأ" حوارات أسبوعية تتناول جوانب مخفية عن شخصيات سياسية واجتماعية عرفنا نصف حياتها لكننا لا نعرف شيئاً عن نصفها الآخر. المصدر أونلاين وبالاتفاق مع الصحيفة ومع الزميل صادق ناشر الذي قام بإجراء هذه الحوارات يعيد نشرها، وكان قد تم نشر الحلقة الأولى من الحوار الذي أجري مع الشيخ عبدالله صعتر الداعية والخطيب والمعروف والقيادي في حزب الإصلاح، فيما يستكمل الحوار في هذه الحلقة ال(3).
*متى بدأ الشيخ عبدالله صعتر يشعر أنه لم يعد ذلك الفتى الذي لا يفهم ما يقرأ وأنه بدأ فعلا يفهم ما يدور حوله؟ -منذ أول ما وصلت مصر، هنا حاول معنا الإخوة، لكن ما فيش فائدة، كنا نعتبرهم وهابيين، وطبعا الآن هي نفس الأفكار التي عند الحوثيين، وإن لم يكن هناك شيء إسمه الوهابية، لكن الإثنا عشرية موجودة عندنا، نحن من وادي ظهر ومن همدان، الذين يقولون لهم إن أمير المؤمنين علي (رضي الله عنه) قال: "لو كنت بواباً على باب الجنة لقلت لهمدان ادخلوا بسلام".
فتجد التشيّع في همدان موجوداً، وكان للباطنية الذين يقولون لهم "المكارمة" وجود، وتجد اسم "علي" مكرراً ثلاث مرات، والدي (الله يرحمه) علي ابن علي ابن علي، وهذا موجود في أغلب الأسر، فلا تقدر تميّز أي " علي"، ولا تعرفه إلا إذا جئت له بثلاثة أو أربعة أسماء علي، وللتمييز يقول لك البعض علي الصغير وعلي الكبير.
وعلى كل حال، نفس الطبائع انتقلت من الوادي إلى صنعاء القديمة، وبالتالي كان هذا انغلاقاًً بالمرة، ولا يقبل رأي أحد أبداً، لكن حدث في ذلك الحين نوعاً من التغيّر بسبب كتاب الوالد (رحمه الله)، ذهب إلى الجامع الكبير يشتري لي كتاب "متن الإزهار"، وهو يعتبر مرجعاً للهادوية، فوجده أحد الفقهاء، تاجر في سوق الملح، قال: يا حاج علي، تريد كتاباً من حق الزيود. قال: نعم. فأعطاه كتاب "فتح الغفّار". وهذا الكتاب مؤلفه الحسن بن أحمد الرباعي (رحمه الله)، وأشرف على طبعه القاضي عبدالله بن عبد الكريم الجرافي (رحمه الله)، وأمر بطبعه الإمام أحمد حميد الدِّين (غفر الله له)؛ فالوالد رأى أن سلسلة من الزيود، وأمر بطبعه إمام من الزيود، إذاً هو كتاب زيدي، فعلى طول يبدأ يدور أين "آمين"، وأين الضم، وبدأ يتساءل كيف أمر الإمام بطبع هذا الكتاب. وبدأ قليلاً يكون فيه متسعاً، ولكن أيضا محدوداً لمعرفة الآخر. فلا يوجد اندماج مع الآخرين في أفكارهم، وخاصة أفكار الإخوان، ولو خرج الواحد من الجو الذي هو فيه إلى جو آخر يستطيع يفكر بطريقة سليمة، الإنسان إذا خرج من الجو الذي هو فيه إلى جو آخر لا شك أنه يؤثر فيه.
رابطة الطلاب في مصر *كنتم في القاهرة في الفترة من 78 إلى 83، وكانت هناك خصومة واضحة بين الشمال والجنوب كدولتين، فكيف كان تعامل اليمنيين في مصر؟ -الرابطة كانت واحدة. لا تشعر في الخارج بمثل ما تشعر به في الداخل. في اليمن تشعر أن الخلافات خلافات قادة كبار. كان كل واحد يفكِّر كيف يقضي على الآخر، وكيف يضيع الواحد الثاني، هذا هو الهاجس الذي كان موجوداً في القيادات. الهاجس الذي عند القيادات يعني من الذي سوف يطيح بالآخر، حكومة الجنوب أم حكومة الشمال. لكننا كُنا في القاهرة في علاقة ممتازة، ولا توجد أية خلافات بيننا كطلاب.
*بعد عودتكم من القاهرة حصلت نقلة نوعية في حياة الشيخ عبدالله صعتر، كيف بدأت هذه النقلة؟ -بعد عودتي من القاهرة بدأت في تقديم دروس في الجامع الكبير في صنعاء، ب"القَبْيَلَة"، يعني الدروس لم تكن متقنة. بعد ذلك، قال البعض إن هذا جاء يعمل فوضى بالجامع الكبير، وبلّغوا الأمن السياسي، واستدعاني الأمن السياسي، وقالوا لي: لماذا تعمل فوضى في الجامع الكبير؟ قلت لهم أيش من فوضى؟ وجاء القاضي علي السمّان، وزير الأوقاف (رحمه الله)، والذي حضر الدرس ورأى أن الدرس ممتاز، وقال لي: هذا الدرس ممتاز. ثم أضاف قائلاً: "قُل الذي تريده وأنا معك". المؤذن محمد بن علي الأكوع (رحمه الله) أيضا كان يقول لي: قل الذي تريده، هذا درس ممتاز. وبعد ذلك بدأنا نصلي التراويح؛ لأن التراويح يعتبرها البعض في الجامع الكبير بدعة.
في أحد الأيام، جاء رجل يصرخ والميكرفون مفتوح، ويقول: هذا يعمل لنا بدعة. دخل الناس من كل مكان من سوق الملح ومن سوق العنب، وكانت هناك مجموعة تريد تتعارك مع الذين يصلون معنا التراويح، فقلت لهم: نحن نريد نصلي، تعالوا لا تصلوا ركعتين بعد العشاء على طول تراويح، الناس دخلوا، وقالوا له: ماذا هناك. قال: انظروا هؤلاء الناس يعملون بدعة. قالوا له: "هم يصلوا وإلاّ يسكروا؟!! يا الله، صلِ معهم. وكانت هذه خطوة ممتازة، فقد كان هذا الشخص يريد أن يعمل شيئاً وحصل شيء آخر.
بعد ذلك، ذهبت إلى الشخص الذي عمل الفوضى حتى لا يبقى في نفسه شيء. وقلت له: سامحك الله؛ لماذا هذه المشاكل؟ أنت تتقرّب إلى الله بقراءة القرآن، وأنا أتقرّب إلى الله بصلاة التراويح.
بعد ذلك، بدأت أخطب في جامع التوحيد في نقم. جاء أصحاب جامع "الريان"، وقالوا لي إنه ليس معهم خطيب. فانتقلت إلى عندهم. وبعد ذلك بفترة، انتقلت إلى جامع في باب اليمن.
حينها، كُنت مديراً للتخطيط في العاصمة، ثم بعد ذلك مديراً عاماً للتخطيط والبحوث في عام 87، ثم جاء دخولي إلى مجلس الشورى؛ فتركت العمل وتفرّغت للمجلس، مع أنه كان بإمكاني الجمع بين العملين. ثم بعد ذلك، بدأت أتنقل بين المحافظات. فعندما جاءت الوحدة نزلت على طول إلى جزيرة سقطرى، المهرة، شبوة وحضرموت وغيرها. بالنسبة للمحافظات الجنوبية فإنه لا يوجد مديرية لم أزرْها، بعضها زرتها أكثر من 20 مرّة بعد الوحدة، أما قبل الوحدة فلم أزر أيا من هذه المناطق.
صعتر الخطيب - المشاغب *في هذه الفترة، بدأ الشيخ عبدالله صعتر يأخذ سمعته في المجتمع باعتباره أحد الناشطين والدّعاة، برأيك ما الذي كوّن الشيخ عبدالله، هل الخُطب التي كان يلقيها أم أن فكره بدأ يتبلور أكثر؟ -المواقف التي كانت لي في مجلس النواب قبل الوحدة وبعد الوحدة، إضافة إلى الخُطب والدروس والمحاضرات كانت هي الأساس في ذلك. ولكن الفضل بعد الله يعود لمن يستقبلني ويجمع الناس لي -حفظهم الله.
*عرف الناس عضو مجلس النواب الشيخ عبدالله صعتر بعد الوحدة أكثر مشاغبة، لماذا؟ -هي تسمى "مشاغبة"، لكنها بالنسبة لي غير ذلك، كنت في مجلس النواب أقرأ التقارير المقدّمة من اللجان بعناية وأدقق في عيوب الموازنات العامة مثلا وأشياء أخرى، وعندما كنت أتحدّث في قضية ما كنت أرفع الدستور للتأكيد على ضرورة التزامنا به، كما كنت أجلب الوثائق الخاصة بكل موضوع.
المشكلة في أن الكثير من الأخوة عندما يحضرون جلسات مجلس النواب لا يقرؤون ما يقدّم إليهم من تقارير. فالبعض لا يقرأ موازنة الدولة التي تقدِّمها الحكومة، ولا يرى الثغرات فيها، صحيح أنه لا يوجد شخص متكامل، لكن لا بُد أن يكون مطلعاً على كثير من التفاصيل. من المواقف الطريفة التي حصلت معي أنه كان هناك قانون صغير يقول بضرورة إضافة اليود إلى ملح الطعام، فكثير من الناس أُميين لا يعرفون ما معنى اليود، ويقولون ما دخلنا باليود، وهم يحسبون أن القانون عدّة أوراق، وهذا قانون في ورقة أيش من قانون هذا، طبعا كُنا نحن نحاول أن نفهّم الناس أن اليود ضروري لعلاج الغدة الدرقية، وهي واحدة من الغدد الصماء، وتدخل في متاهات، وفي تعريف الغدة الصماء، وما هو اليود، وما ضرورة اليود وما فائدته؛ فكان في ذلك اليوم وزير الصحة يقول: أنا كيف أعمل؟ أريد أن أقدم هذا القانون لمصلحة الناس، لكن النواب لا يريدون أن يفهموا.
*معروف أنك صاحب فكرة المجسّمات الموجودة في بعض الأماكن كجامعة صنعاء وجولة الساعة وغيرها، ما قصتها؟ -كانت هناك فكرة للسلطة المحلية أن تعمل تماثيل لشخصيات، وإذا كانت عملت ذلك، فإن البعثيين يريدون تمثالاً لرموزهم والناصريون والاشتراكيون وغيرهم يريدون تماثيل لرموزهم، فقلنا لهم: طيِّب، نعمل هذه المجسّمات، مثل: الميزان الموجود في ميدان السبعين، والكف الموجود في المطار، وفي جامعة صنعاء، حيث نُصب "الإيمان يمان والحكمة يمانية"، والساعة في جولة الحصبة، كان هدفنا أن نعمل نُصبا فيها جوانب فنية لا علاقة لها برموز سياسية أو فكرية أو ثقافية؛ لأنك لو عملت هذه الرموز فستدخل في متاهة لا نهاية لها.
صحيح أن المؤتمر الشعبي العام كان مظلة لكافة الأحزاب، لكن هذه المظلة فيها المؤتمريون والماركسيون والبعثيون والناصريون وفيها الإخوان المسلمون، ويعرفون بعضهم البعض بكل وضوح، لكن الشعب هو الذي لا يعرف.
وبدأنا في مشروع آخر متمثل في أسماء الشوارع، فبدأنا بالأرقام، مثل: شارع 16، شارع 13، شارع 45، شارع الستين، بعدها جاءت فكرة أسماء المُدن العربية، مثل: شارع عمّان، شارع تونس. فقسمت العاصمة إلى أحياء وحارات وعاقل حارة وشيخ حي؛ وكانت هناك إدارة لعُقال الحارات، وكان هناك نوع من التنسيق والتعاون، وإن كان هناك صراع مع البلدية التي لم تكن تريد أن تُعطي صلاحية تحت حجة أنك تريد أن تحل محلي، لأن أمين العاصمة ليس مرتبطاً بوزير الإدارة المحلية، وإنما مرتبط برئيس الوزراء، لهذا له خصوصية، وهم لا يريدون أن يعطوا صلاحية؛ باختصار في هذه القضية هناك مشاكل كثيرة.
*كيف تقارن صنعاء بين ما كانت عليه وبين ما هي عليه اليوم؟ -لا تستطيع أن تعمل مقارنة، صنعاء كانت مغلقة بسبعة أبواب، ولا تحصًل فيها أي حمام إفرنجي والكهرباء كانت عبارة عن "تريك"، لا شرطة الليل، ولا أحد يقول من أنت، لا مجاري ولا شوارع مرتبة، وكنت قد عملت بحثاً عن هذا في وقت سابق. صنعاء القديمة تجدها واحداً من عشرين من مساحة صنعاء الموجودة اليوم، كانت دائرة واحدة، والآن دخلت حزيز ودخل جزء من سنحان وجزء من همدان في دوائر أخرى، قد تصل إلى عشرين دائرة، فأين هي صنعاء القديمة؟! لكن –للأسف- التغيّر الذي حدث في صنعاء كان عشوائياً، إذ لا يوجد تخطيط، العالم كله في تحسن ما عدا اليمن. فقد تجد شارعاً وتصل إلى نهايته فتراه مسدوداً، لا يوجد شارع في العالم غير نافذ، الشوارع في العالم لازم تنفذ إلا عندنا.
كما أنك لا تجد مقاسات موحّدة للشارع، فهذا عريض وذلك ضيّق، حتى المساجد عندما تراها فإنها ليست كلها مضبوطة على القبلة، فتجد مسجداً قبلته على اليمين، وآخر على الشمال، عندما يُبنى المسجد كل واحد يبنيه على اجتهاد عامل البناء، لهذا هناك تفاوت كبير، عندما تُشاهد المساجد من الجو فإنك ترى القبلة في اتجاهات مختلفة.
وزاد البناء العشوائي الطين بلة، إذ لا يوجد أي مجال لا لحديقة ولا لمدرسة، فتضطر بعد ذلك الدولة إلى مضاعفة طوابق المدارس، ويبدأ الطلاب يتزاحمون عند الخروج وقت الظهر كأنهم قوم "يأجوج ومأجوج".
*كيف كانت علاقتك بالنواب، كانت هناك علاقة مشدودة مع رئيس مجلس النواب حينها الدكتور ياسين سعيد نعمان، خاصة مع وجود الأزمة السياسية قبل الحرب؟ -كان ذلك أمراً طبيعياً في تلك الفترة. لا تنسى أن خلفية كل منا كانت مختلفة. فأنا في حزب التجمع اليمني للإصلاح وهو في الحزب الاشتراكي اليمني. وكان الصراع بين الطرفين لا يزال قائماً وطرياً، بالإضافة إلى أن العلاقات المتوترة بين الرئيس ونائبه انعكست أيضا على البرلمان. وللأسف؛ الدولة عندما تحتاج المسلمين والإصلاحيين تقول عنهم إنهم مناضلون وطنيون، هذا وقت الحاجة، وعندما تنتهي الحاجة إليهم تقول عنهم إرهابيون، متطرِّفون وأصوليون، يعني توظيف سياسي لا أقل ولا أكثر.
كان في بعض الأوقات هناك نوع من التعنّت من الإخوة في الحزب الإشتراكي، وأيضا من الإخوة في المؤتمر، لم يكونوا يصلوا إلى نقاط تهدِّئ الأجواء المتوترة، كل يوم كان هناك تسخين للأزمات.
مع ذلك، فإنه على مستوى العلاقات بيننا كأعضاء مجلس كانت بيننا علاقات ممتازة، أكثر المشاكل كانت خارج المجلس، كان ما يؤثر في مواقفنا داخل مجلس النواب هو الذي يأتينا من خارج المجلس. لو كانت الخلافات تنحصر بين أعضاء المجلس بدون أية مؤثرات خارجية، أي توجيهات الأحزاب، فلم نكن لنصل إلى ما وصلنا إليه.
كانت –للأسف- تأتي توجيهات من الحزب الاشتراكي إلى أعضائه في المجلس فيتشددوا، وكانت تأتي توجيهات من المؤتمر الشعبي لأعضائه فيتشددوا أكثر، ويأتي الإصلاح والبعث والناصري فيوجهون أعضاءهم فيتشددوا كذلك، وهكذا، لهذا كنت تجد تصادماً غريباً في المواقف داخل مجلس النواب لم يحتمله.
*تبدو اليوم علاقتك بالدكتور ياسين متميزة، ما الذي تغيّر؟ -في الحقيقية، كان التباعد بين الناس يعود إلى الانطباعات التي كانت موجودة عند كل طرف ضد الطرف الآخر، كان الذي في الشمال يتصور أن الناس الذين في الجنوب كلهم شيوعيون وملاحدة وكُفّار، ولا يوجد واحد فيهم يصلي. يعني الواحد الذي يريد أن يتقرّب إلى الله إذا لاقى جنوبيا يقتله؛ لأنه يريد أن يتقرّب به إلى الله، وكان الذي في الجنوب يتصوّر أن الناس الذين في الشمال همج، ويذكروهم بالعصر الحجري، فهم لا يعرفون نظاماً ولا يعرفون شيئا اسمه ثقافة. للأسف كانت هذه التعبئة موجودة قبل الوحدة.
بعد ذلك، عندما جاءت الوحدة كشفت أشياء كثيرة للناس، فلم يكن موجوداً في الجنوب ما كان يُعرف عنه في الشمال، ولا حصل في الشمال ما كان يسمع عنه في الجنوب، فالتواصل والحوار واللقاء هو الذي يقارب الناس، أما التباعد هو الذي يسبب سوء الفهم، فالتقارب هو الذي أدى إلى نشوء اللقاء المشترك بعد هذا التنافر الكبير جدا بين الإصلاح والاشتراكي. ومعنى ذلك؛ أن الإنسان مهما كان يتصوّر عنه أنه شيطان ستجد أنه إنسان فيه من الخير وفيه من الشر، لا يوجد واحد من بني آدم نقول إنه شيطان 100 بالمائة وآخر 100 بالمائة من الخير، ستجد في كل واحد منا نسباً من الخير ومن الشر.
بالنسبة للدكتور ياسين، عندما عاد إلى البلاد من الخارج قابلته لأول مرة في فندق سبأ، والذي يعجبني فيه أنه ليس صاحب مواقف متشنّجة في مقابلاته، لا في إذاعة ولا في صحيفة ولا في قناة فضائية، دائما ما يدعو إلى الحوار حتى بعد الحرب وهو في الخارج، يعني لا يوجد ردّة الفعل لديه من أنه كان رئيس مجلس الوزراء في الجنوب قبل الوحدة أو أنه أول رئيس مجلس النواب في عهد دولة الوحدة، لهذا حافظ على اتزانه وعلى هيبته، وهذا شيء ممتاز، وبعد عودته كان له دور كبير في تهدئة الكثير داخل المشترك، تهدئة بمعنى أنه عندما تظهر آراء متباينة يعمل على جمعها والتوفيق بينها، فاللقاء المشترك -كما تعرف- ليس على رأي واحد، فالدكتور ياسين يكون عامل تقريب.
وفي بعض الأحيان، عندما أأتي إلى مسجد مكة القريب من منزله أجده فيه باستمرار ونلتقي ونتحدّث في كثير من الأمور، والعلاقة بيننا أكثر من ممتازة، طبعا كل الفرص التي أتيحت للتقارب عرفّتني أكثر على شخصية الدكتور ياسين.
لمتابعة الحلقات السابقة الحلقة الأولى الحلقة الثانية