خرج الاثنين الفائت النائب محمد علي الشدادي عن صمته. ويبدو أن نائب رئيس مجلس النواب نفد صبره وسئم الجلوس على شرفة الرئاسة. وقد ظهر يوم الاثنين في البرلمان قابعاً على كرسيه الذي لازمه لدورتين في طرف القاعة بجوار "حارة الحضارم". الشدادي الذي بدا غاضباً ممَّا حصل لنزلاء سجن زنجبار، وصف ما حدث بأنه "جريمة إنسانية"، وطالب بتشكيل لجنة عاجلة للتحقيق في القضية. وكان نائب رئيس مجلس النواب قرر أن يبقى في كرسيه هذا شأنه شأن زملائه، إلاَّ أن زميله في هيئة الرئاسة أكرم عطية أقنعه بالصعود إلى الشرفة ونجحت محاولاته. لكن الرجل، الذي استجاب لعطية مكث بجوار الراعي وحمير الأحمر قرابة ربع ساعة وبدا وكأنه جالس على نار. وقد انتظر وعد رئيس المجلس تشكيل لجنة من أسماء الحاضرين ولم تتم فلملّم أوراقه وغادر القاعة إلى مكتبه. وما هي إلا لحظات على انسحابه هذا، وكذا انسحاب المعارضة من قبله، حتى شكلت لجنة من أسماء انتقاها الراعي بنفسه للنزول، ليس إلى زنجبار وحدها ولكن أيضاً "لبحث الوضع الأمني في كافة المحافظات الجنوبية". هذه اللجنة تتشكل من 8 نواب هم: علي العمراني، علي المخلافي، ناصر باجيل، عبدالوهاب معوضة، محمد الماوري، صادق البعداني، خالد الردفاني، صالح البرهمي. ومهمة هذه اللجنة، كما جاء في التكليف الشفهي، النزول إلى كل المحافظات الجنوبية لتقصي الحقائق حول المشاكل الأمنية هناك، وكأن لا أحد يعرف ما الذي يحصل هناك وما الأسباب! وإذ بعث المجلس لجنة إلى الجنوب، أرسل أخرى إلى الشمال ولكن ليس إلى صعدة، بل إلى "حرض" للتحقيق والتأكد من صحة وفاة سجناء داخل سجن بصعق كهربائي. هذه اللجنة مشكلة من 3 هم: سنان العجي، سالم حيدرة، عبدالمعز دبوان.