أعلن في نيروبي عن ميلاد دولة هيران الصومالية وسط الصومال برئاسة الدكتور محمود عبده عبدولي، على غرار دولتي أرض الصومال وبونت لاند، وتتمتع الدولة الوليدة بعلاقات وصفت بالإستراتيجية مع إثيوبيا. وتم الاحتفال مساء الجمعة في العاصمة الكينية بحضور شخصيات صومالية بارزة يتقدمهم الرئيس الصومالي السابق علي مهدي ووزير خارجية الصومال السابق إسماعيل هوري بوبا إضافة إلى فارح معلم نائب رئيس البرلمان الكيني وعدد من الدبلوماسيين الأوروبيين.
وقد أدى الرئيس محمود عبده عبدولي ونائبه العقيد إسحاق علي عبدللي اليمين الدستورية في المناسبة برعاية الشيخ عبد القادر شيخ مؤمن.
وتم إعلان الدولة الجديدة من نيروبي في وقت تفرض فيه حركة الشباب المجاهدين سيطرتها الكاملة على مدينة بلدوين عاصمة محافظة هيران.
وقال رئيس الدولة الوليدة "إن إقليم هيران هو الذي تحتله الآن حركة الشباب المجاهدين والتي اعترفت بارتباطها مع تنظيم القاعدة الإرهابي".
وأضاف عبدولي "دولة هيران لن تكون مكتوفة الأيدي إزاء الاعتداءات المستمرة يوميا في الإقليم، ونحن مصممون على تحرير أراضينا من هؤلاء المجرمين الذين لا يرحمون أحدا".
وقال أيضا "عقدنا العزم على قتالهم، وسنهزمهم، ونحقق السلام والاستقرار لشعبنا" مؤكدا استعدادهم لاستخدام القوة العسكرية ضد حركة الشباب لتحرير الإقليم. دعم إثيوبي وكشف عضو بارز بالإدارة الجديدة للجزيرة نت، وجود مليشيات تابعة لهم تلقت تدريبات عسكرية علي أيدي ضباط إثيوبيين داخل الأراضي الإثيوبية، مؤكدا ارتباط دولة هيران مع أديس أبابا بعلاقات وصفها بالإستراتيجية.
وتحدث المسؤول -الذي فضل عدم ذكر اسمه- عن استعدادات عسكرية لهم لخوض معارك وصفها بالمصيرية مع حركة الشباب التي تسيطر على الإقليم.
وقال المسؤول "توجد مليشيات عسكرية متمركزة في إثيوبيا، وهي تابعة لدولة هيران الصومالية، ومستعدة للتحرك نحو الإقليم في الوقت المناسب".
وأشار إلى صعوبة فتح حوار مع حركة الشباب لأسباب جوهرية، أبرزها تباين المشاريع بين الجانبين، غير أنه أشار إلى أنهم يعولون أيضا على ثورة شعبية ضد الحركة وهو ما لا يمكن وقوعه بالوقت الراهن وفق مراقبين صوماليين.
خطوة وفي كلمة ألقاها نائب رئيس البرلمان الكيني في المناسبة، وصف إعلان دولة هيران الصومالية بأنه خطوة نحو حل المشكلة الصومالية شريطة مراعاة دستور الحكومة الانتقالية الحالي.
وأكد أن حل المشكلة الصومالية يأتي عن طريق بناء الإدارات في الأقاليم المكونة من جمهورية الصومال، وليس التركيز في العاصمة مقديشو.
وأضاف "أهم مشكلة تواجه الشعب الصومالي هي انعدام الثقة بين الشعب والمسؤولين، نتيجة اهتمام القيادة الصومالية بمصالحهم الخاصة والتلاعب بأموال المساعدات الدولية".
وحذر فارح معلم من الاعتماد على القوى الخارجية خاصة الدول الأوروبية، والولايات المتحدة وإثيوبيا، وذكر أن نجاح دولة هيران الصومالية مرتبط بتحقيق الاستقرار والسلام في البلد ككل.
ترحيب من جانبه رحب وزير خارجية الصومال السابق، في تصريحات للجزيرة نت، بإعلان دولة هيران الصومالية، مشيرا إلى أن الحكومات المحلية على غرار بونت لاند، قد تساعد على بناء الصومال، وتعزز دور الأقاليم في المشاركة في محاسبة قياداتها والتنمية والاستقرار.
كما اعتبر إسماعيل هوري بوبا أن هذه الحكومات مدخل أساسي لتحقيق مصالحة صومالية حقيقية شريطة مراعاة الوحدة الوطنية، وتعزيز الفدرالية في إطار دستور الحكومة الانتقالية الذي يسمح بإنشاء دويلات إقليمية.
أما عضو البرلمان الانتقالي الصومالي السيدة عائشة أحمد فقد رهنت نجاح دولة هيران بإعطائها المرأة نسبة 50% من مناصبها الحكومية، مشيرة إلى أن فشل الكيانات الصومالية يعود إلى إهمالها المرأة الصومالية.
أما الرئيس الصومالي السابق علي مهدي محمد، فقد أكد أن إنشاء كل إقليم إدارة خاصة به هو الحل للأزمة الصومالية، غير أنه عبر عن مخاوفه أن يؤدي ذلك إلى تمزيق جمهورية الصومال، ويعزز الصراعات بين العشائر الصومالية التي يصعب أن تتفق على شيء.
يُشار إلى أن 14 عشيرة صومالية تقطن بإقليم هيران، وينحدر أول رئيس صومالي وهو آدم عبد الله عثمان من الإقليم، وترفض عشيرة غالجعل التي تعد إحدى أهم تلك العشائر الانضمام إلى الدولة الجديدة في إقليم هيران.
يُذكر أن دولة هيران هي سادس حكومة تعلن عقب دول أرض الصومال وبونت لاند وغلمدغ وحبن حيب، ويتوقع إنشاء دول جوبا لاند وبنادر لاند في مقديشو ودولة جنوب غرب الصومال، وهو مؤشر خطير وفق مراقبين صوماليين نحو تفكيك الصومال إلى دويلات عشائرية تتحكم فيها دول الجوار وقوى دولية.