تعيش عزلة "شعبان" التابعة لمديرية رازح بمحافظة صعدة توتراً بين الأهالي وأتباع الحوثي على خلفية أموال الزكاة. وقالت مصادر محلية ل"المصدر أونلاين" إن أتباع الحوثي نزلوا أكثر من مرة إلى تلك المنطقة طالبين من أهالي وأمين المنطقة جمع الزكاة وتسليمها لهم، غير أنهم رفضوا.
وأوضحت المصادر ان الحوثيين نزلوا الليلة للمرة الثالثة إلى نفس العزلة في محاولة لإجبار الأمين والأهالي على دفع الزكاة، مضيفة ان "العزلة" تعيش وضعاً متوتراً ينذر بالانفجار.
وطبقاً لذات المصادر فإن الأهالي قرروا أن تدفع الزكاة لفقراء المنطقة، فيما يصر الحوثيون على أن تسلم لهم كي يقوموا بتوريدها لما أسموه "صندوق سبيل الله".
وتتكون عزلة "شعبان" من عدة قرى، وظلت المنطقة بعيدة عن الحروب التي اندلعت في صعدة.
يذكر أن عناصر تابعة لجماعة الحوثي اعتدت الأسبوع الماضي بالضرب على مدرس وناشط إصلاحي في منطقة غربي الأزد في نفس المديرية (رازح)، كما قامت باعتداء آخر على أحد أعضاء الحزب، في حين اقتحمت عناصر أخرى أحد المساجد في المنطقة ومنعوا إمامه من ارتياده.
وطبقاً للمصادر المحلية فإن عناصر حوثية اعتدت على المدرس هادي علي هادي، وهو أحد مسئولي الإصلاح في "غرب الازد"، بالضرب بعد أن استدرجته إلى داخل أحد المساجد، وهددته بالتصفية الجسدية إذا تحدث عما حدث له.
وحاول "المصدر أونلاين" الحصول على تعليق من قبل المكتب الإعلامي لعبدالملك الحوثي على هذه الأنباء، غير أنه لم يرد على استفسارات الموقع التي بعثها قبل أيام على العنوان الإلكتروني للمكتب.
وحسب رواية هذه المصادر فإن المسلحين كانوا يسألون المدرس هادي ويضربونه دون إعطائه فرصة للإجابة. وحول أسباب قيام الحوثيين بهذا الاعتداء قالت المصادر ذاتها إنهم اتهموا هادي بالتحرك ضدهم، وسألوه حول نشاطه الحزبي وتحركاته. كما هددوه بالقتل إذا قام بإبلاغ المستشفى أو سرب خبر الاعتداء عليه.
وتقول المصادر إن منطقة غربي الازد التي تضم عدة قرى معروفة باتساع الخلاف المذهبي، ويتواجد فيها حزب الإصلاح بشكل خفيف مقابل غالبية حوثية.
وبحسب المصادر فإن عناصر أخرى تابعة للحوثي كانت قد اعتدت قبل ذلك على عضو إصلاحي آخر في نفس المنطقة. وقال أحد الأهالي إن مسلحين من أتباع الحوثي اعتدوا على "حسن محمد منصور" بالضرب، وهددوه في حال إفشاء ما حدث له.
وفي السياق اقتحمت عناصر حوثية أحد المساجد في نفس المنطقة وسيطرت عليه، وقبل ان يصادروا كل ما بداخل المسجد، رددوا من خلال الميكرفون شعارهم المعروف "الله أكبر .. الموت لأمريكا .. الموت لإسرائيل .. اللعنة على اليهود .. النصر للإسلام".
وبحسب أهالي من سكان المنطقة فإن الحوثيين اتجهوا بعد اقتحام المسجد إلى منزل الشخص الذي يؤمه، وذلك في محاولة لاستدراجه والاعتداء عليه، لكنه رفض الخروج معهم خاصة بعد أن أبلغه المعتدى عليه "هادي" بما حدث له وحذره من الخروج معهم.
وطبقاً لشهادة الأهالي فإنه وبعد مفاوضات مع والده اشترط الحوثيون مقابل كفهم عن الاعتداء على نجله عدم ارتياد الأخير للمسجد لإمامة المصلين وعدم توزيع المصاحف أو الكتب والأشرطة.
وطبقاً لمصادر محلية بمديرية رازح فقد زار قائد الحوثيين في المديرية المعتدى عليه "هادي علي هادي" إلى المستشفى، معبراً له عن رفضهم لهذا الاعتداء، وقال إن ما حدث "تصرف فردي" وبدون معرفة القيادة حسب قوله.
وأضافت أن القيادي الحوثي تبرأ مما حصل وقال إنه سينتقم ممن وصفها ب"العصابة" التي نفذت الاعتداء؛ غير أن مصدراً إصلاحياً في نفس المنطقة قال إن هذه التصرفات لم تعد فردية، بل سياسة ممنهجة باتت تعتمدها بعض العناصر الحوثية. وقال إن أي شخص لا يروق لهم أصبح مهدداً بالضرب أو بتفجير منزله أو بالتصفية الجسدية تحت أي ذريعة أو حجة واهية.