شهدت محافظة الحديدة خلال العشرة الأيام الماضية سيولاً لم تشهدها المحافظة من قبل نتيجة الأمطار الغزيرة. جرفت السيول البشر والشجر والحجر، ودمرت مزارع بمساحات شاسعة، وقرى لم يبق لها أثر. وقد أدت تلك السيول إلى وفاة أكثر من 20 شخصاً وهدم أكثر من 300 منزل في عدد من مديريات المحافظة.
في مديرية الزهرة حصدت السيول القادمة من الجبال المحادية لتهامة عبر الأودية عشرة أشخاص في عزلة ربع الوسط وربع الشرق. من بين المتوفين 5 نساء تتراوح أعمارهن بين 23-38 عاماً, بالإضافة إلى طفلين أحدهما يبلغ من العمر 3 سنوات والآخر 4 سنوات. كما جرفت ما يقارب من 40 منزلاً مبنية من القش والصفيح.
وفي مديرية القناوص التي شهدت أمطاراً لم تشهدها منذ عشرات السنين توفي 9 أشخاص في قرى تابعة لفئة المهمشين شرق المديرية هم 6 أطفال ورجلين وامرأة.
وقالت مصادر محلية إن مدرساً يدعى أبو الغيث شرف علق بدراجته النارية في الطريق المؤدية إلى قريته فجرفته السيول إلى قرية تبعد عن الوادي 4 كيلوا مترات، وتم العثور على جتثه في اليوم التالي.
من جانبه وصف مصدر أمني بالمديرية ل "المصدر أونلاين" الأمطار والسيول ب"الكارثة"، حيث تسببت بأضرار كبيرة في المديرية، وهدمت عدداً كبيراً من المنازل المبنية من القش والحصير، وشردت المئات من المواطنين، وكذا سببت نفوق العشرات من المواشي وانجراف مزارع في عدد من قرى المديرية، وقد تم إجلاء العديد من الأسر إلى المدارس الحكومية هرباً من السيول.
وقد شكل السيل بالقناوص القادم من "جبال منابر وقرن وبني عويدان" بحيرة ضخمة شرقي القناوص ما بين قرية الحزر وقرية الجيلانية في مسافة عرضها حوالي 7 كيلو مترات تحجزه جسر الطريق الدولي. بلغ ارتفاع مياه السيل في مجرى الوادي حوالي أربعة أمتار فاجتاح الطريق من مثلث محطة خمجان إلى الجنوب الشرقي من المدينة وحتى محطة السقا هابطاً على مدينة القناوص التي تقع في منخفض غرب الطريق وأغلق الطريق الدولي (الحديدة – حرض). وفي طريقه جرف السيل عدداً من الشاحنات وسيارات النقل، وأحدث بالمدينة أضراراً كبيرة في الممتلكات إثر تدفق المياه إلى داخل المتاجر والمساجد وكثير من المباني.
وفي مديرية الدريهمي توفي شخصان في قرية الشجن أثناء هطول الأمطار الغزيرة على المديرية، حيث صعق أحدهم بصاعق رعدي والآخر جرفته السيول.
وقالت مصادر محلية بالمديرية أن السيول اجتاحت مناطق كبيرة من المديرية، معتبرة أن هذه السيول هي الأولى في المديرية منذ 30 عاماً، وقد تسببت بضرر كبير في الأراضي الزراعية وهدمت العشرات من المنازل المبنية من الطين والقش والصفيح. وكانت مصادر أمنية قالت ل"المصدر أونلاين" إن الخط البحري (الحديدة–عدن) المؤدي لمديرية الدريهمي أغلق لعدة ساعات بسبب السيول.
وفي مديرية جبل راس تعرض الطريق المؤدي إليها لأضرار كبيرة جراء الأمطار الغزيرة.
وتسببت الأمطار والسيول الناجمة عنها في عزل ومحاصرة المنازل الواقعة في الجهة الشمالية الغربية بمديرية الخوخة نتيجة وقوعها وسط الوادي الذي تدفقت عليه السيول بقوة.
وقالت مصادر أمنية في المديرية إن الأمطار المصحوبة بالرياح جرفت عددا من قوارب الصيد التي كانت راسية على الشاطئ، بالإضافة إلى جرف أنابيب الصرف الصحي وغمر محطة بترول بالمنطقة.
أما في مدينة الحديدة فقد ارتفعت المياه إلى رصيف المشاة وغمرت بعض المحال التجارية وأدت إلى توقف العديد من السيارات والعربات في الشوارع الرئيسية في المدينة بسبب كميات المياه الكبيرة. كما تسربت كميات كبيرة من المياه إلى العديد من المنازل في أحياء الدهمية والشحارية والحوك والزعفران والمطراق محدثة أضراراً مادية كبيرة.
وذكرت محطات الرصد الجوي التابعة للهيئة العامة لتطوير تهامة في تقرير لها أن إجمالي كمية مياه الأمطار والفيضانات التي هطلت على أودية سهل تهامة خلال الأيام الماضية بلغت 25 مليون و911 متر مكعب.
كما بلغ أعلى معدل للأمطار 65 مليمترا في منطقة الحسينية بمديرية بيت الفقيه و42 ملليمترا بمدينة الحديدة و20 ملليمترا في الجروبة زبيد، وأدنى معدل هطول 18 ملليمترا بمديرية الزهرة، وأن مياه بعض الأودية والسيول لا تزال تعيق تحركات السكان في هذه المديريات.
من جانبه وجّه محافظ الحديدة أحمد الجبلي بتشكيل لجنة للنزول الميداني لتقييم الأضرار الناتجة عن الأمطار التي كانت قد شهدتها المحافظة خلال الأيام الماضية.