كرة السلة اليمنية ماتت: أهم مصائب الموسم هي البدعة الجديدة في إقرار تهبيط ثلاث فرق بدلاً من فريقين، وهي بدعة لم تقر لا في لائحة المسابقات ولا في الاجتماع المزعوم الذي خصص لإقرار لائحة الموسم يعتقد الخضر العزاني رئيس اللجنة المؤقتة أن كرة السلة اليمنية - من خلال حديثه للملحق الرياضي الصادر عن صحيفة الثورة يوم الأربعاء 17يونيو2009م- تعيش حاضراً مزدهراً وستعيش مستقبلاً مشرقاً. إنه يقول: "أقمنا النشاط لمختلف الفئات الدرجات، ومنها الدرجات الأولى والثانية، وأنشأنا درجة ثالثة، وأقمنا بطولات للكبار والناشئين والفئات العمرية المختلفة. ونحن في الاتحاد نسعى الآن لتقييم أنشطتنا، سواء على مستوى الدوري والبطولات الملحية أم على مستوى المنتخبات الوطنية أم على صعيد الفئات العمرية الصغيرة ومشاركاتها داخلياً وخارجياً، ولم نتوقف عند هذا الحد بل نسعى إلى إيجاد منتخب قوي ويقدم نتائج طيبة وبما يمكن المنتخب من الظهور بمستوى جيد، حيث استقدمنا مدرباً أمريكياً، وأيضاً سيتم استقدام لاعب من كندا أصوله يمنية ولاعب آخر من أمريكا وتطعيم صفوف المنتخب بهما بما يحقق له نوعاً من القوة والإضافة ليقدم المستوى الذي نأمله في أول مشاركاته المقبلة والمتمثلة بالبطولة العربية في المغرب"، لكن العارف بأحوال وأمور اللعبة سيعرف بأن ذلك لم يكن إلا مجرد كلام في ظاهره الرحمة للسلة، ويظهر من باطنه العذاب كل العذاب للعبة وأنديتها ولاعبيها ومنتخباتها، خصوصاً في ظل الأطروحات المتناقضة الواردة فيه، التي حملت الكثير من المغالطات، وكشفت بوضوح الطريقة التي تحاول اللجنة المؤقتة "الفاقدة للشرعية" من خلالها تجميل الحالة البائسة التي وصلت إليها كرة السلة في عهد هذه اللجنة المؤقتة المديد بصمت الوزارة وسكوت الجمعية العمومية للعبة التي باتت تحتضر فنياً وتنظيمياً.
التراجع مستمر اللعبة في تراجع مستمر منذ دورة الانتخابات الماضية التي أتت بالاتحاد السابق برئاسة الآنسي، ذلك الاتحاد الشرعي الذي تمت إقالته بطريقة غير شرعية من قبل الوزارة الساكتة عن كل ما يحصل للسلة اليوم بطريقة غير شرعية. وبعد إقالة اتحاد الآنسي أُعيد العزاني مُخالفاً للوائح رئيساً للاتحاد، وعمل على تسريع هذا التراجع المخيف حتى باتت اللعبة اليوم في وضع يمكن تشبيهه بالموت السريري على كل المستويات. وإذا أقررنا بذلك (احتضار للسلة) وهو أمر واضح ميدانياً، فإننا –لاشك- سنستغرب من كل ما جاء في حديث البرلماني الخضر العزاني، لاسيما وأنه احتوى على الكثير من التناقض مع واقع اللعبة خصوصاً عندما يتحدث عن المسابقات متعمداً إغفال قوتها ومستواها، وحتى نوعها وشكلها وفائدتها في تطوير اللعبة والمنتخبات الوطنية، وحتى الانضباط في إقامتها في موعدها وفي شكله أو تسمياتها. فعند الحديث عن الدوري العام للكبار، الذي استعاد شكله هذا الموسم وأقيم على طريقة الذهاب والإياب بعد أن كان العزاني ولجنته سلباه الموسم الماضي 2007/2008م تلك الصفة وسلقاه من دور، يمكن الجزم بأنه قد خرج أسوأ من سابقه لأسباب كثيرة بل و حوّله إلى مجرد مسخ مشوه لشيء اسمه الدوري، خصوصاً بعد أن أقيم على شكل تجمعات. كما إن الدوري للكبار قد تعرض لعديد تأجيلات بعضها لأسباب بدت مقنعة وأخرى مخالفة للائحة المسابقات لكنها تمت بتربيط مسبق بحثاً عن ترضية لأحد الأندية التي باتت قوية بنفوذها مؤخراً. وأكثر الأسباب التي أدت إلى هذا التراجع هو التركيز على مسألتين هامتين، الأولى أن تذهب البطولة إلى جهة ما، والثانية أن يكون الهبوط من نصيب أندية محددة. وأهم مصائب الموسم هي البدعة الجديدة في إقرار تهبيط ثلاث فرق بدلاً من فريقين، وهي بدعة لم تقر لا في لائحة المسابقات ولا في الاجتماع المزعوم الذي خصص لإقرار لائحة الموسم ولم تنل حتى موافقة وزارة الشباب والرياضة لأنها الجهة التي تصرف ولأنها تصرف على البطولات لأسباب وطنية ورياضية معاً. الدوري العام حُصر قبل انطلاقه بفريقين وحُسم من بدايته بأجنبي، وكل الفرق التي تبوأت مراكز متقدمة لم تنل ذلك إلا بفعل العنصر الأجنبي، ليس لأنه مميز ورفيع المستوى ولكن لأن اللاعب اليمني يعيش حالة من الإحباط والتراجع، والسبب في ذلك يعود إلى الاتحاد اليمني لكرة السلة الذي "عشم اللاعب الحلق فخرق أذونه" لكن الحلق لم يأت، خصوصاً وقد تحدث العزاني واتحاده عن استراتيجيات لتطوير اللعبة، لكنها فشلت في التطوير ونجحت في العمل على تراجع اللعبة.
الهدف مفقود دوري الناشئين يُقام على طريقة تجمعات فاقدة للهدف الرياضي المتمثل برفع المستوى العام، لأن الفريق يلعب أسبوعاً واحداً أو أسبوعين هي كل موسمه بعد أن كان يلعب 18 مباراة في الدوري، والفريق الآن يستعد للبطولة ربما في شهر وينام بعدها طول العام بعد أن كان يستعد طوال موسم يمتد لخمسة أشهر ويستعد للبطولة "الدوري" ويشارك في الكأس، ومع ذلك هناك من يتحدث عن بناء منتخب للناشئين لا ندري من أين سيأتي به هل من أمريكا أم من كندا أيضا؟! أما بخصوص بطولات الفئات العمرية، فلست أدري عن أي بطولات يتحدث العزاني، من غير البطولة اليتيمة للناشئين –المزعومة- التي سلقت بعد أن سلبت حقها في أن تكتسب الشكل الطبيعي للذهاب والإياب. هذا في الدوري العام أما عن الكأس فحدث ولا حرج، وهنا لا ندري إلى من نوجه الخطاب ومن من ننتظر الجواب؟! فبطولة الكأس لم تقم للموسم الماضي 2007/2008م، بعد أن تم الاكتفاء ببطولة موسم 2006/2007م التي أحرزها التلال، وكُرّم على أساسها مرتين! هو ووصيفه أهلي صنعاء على أساس أن التلال بطل لموسمين متتاليين والأهلي وصيفاً، والمصيبة سيتم التعرف عليها عند البحث عن مخصص تلك البطولة خصوصاً إذا كانت قد صرفته وزارة الشباب والرياضة كما هو واضح من غير أن تكون هناك بطولة..! والمصيبة الأعظم أن هناك نية لأن تكون البطولة المنتظرة من نوع" 2×1" أيضاً، فهي ستقام للموسم 2008/2009م، وتحسب مستقبلا للموسم القادم 2009/2010م، وهذا ما يوجب أن تتنبه إليه الوزارة إن كان يهمها حماية حقوق الشباب والرياضة وحماية المال العام من ممارسات كهذه.
هذه مجرد قطرة في بحر خروقات اللجنة المؤقتة التي سوف نسلط المزيد من الضوء عليها في العدد القادم. فعن أي لوائح يتكلم الأستاذ البرلماني الخضر العزاني وهو من يجب أن يدافع عن اللوائح باعتباره مشرعاً في مجلس النواب أولاً، وحامي حما الرياضة كمقرر للجنة الشباب والرياضة في المجلس ثانياً.. هل تشتكي كرة السلة منه إليه! وهل يمكن أن تكون وزارة الشباب والرياضة حتى شاهد صدق منصف؟! أم أنها ستظل مجرد شيطان أخرس أمام ما يدور في لجنة كرة السلة...؟!