ما يجب أن نتكلم فيه الآن هو عن المنتخبات الوطنية، ولابد من ضرب الأمثلة التي تدل على فشل اللجنة المؤقتة لاتحاد كرة السلة؛ لابد أن نتذكر بطولة غرب أسيا التي مرت في صنعاء وكيف تم الإعداد لها وتكبيد البلاد مبالغ لاستضافتها، كل ذلك لأجل تحقيق هدف التأهل إلى النهائيات الذي لم يتحقق، فتحوّل الحلم إلى كابوس تنصلت اللجنة المؤقتة منه بمحاولة تحميل مدرب المنتخب مسئولية الفشل على الرغم من انه (أي المنتخب) قد لعب بأربعة لاعبين ليسوا من الدوري المحلي، يعني لم يصنعهم اتحاده، لكنه فشل في التأهل لأن هناك من أراد أن يكون أمام عدسة الأضواء رئيسا للاتحاد وخلفها فنياً ومدرباً يحدد التشكيلة ويضبط خطة اللعب، كخطوة كانت أحد أسباب هروب المدرب الصربي قبل بطولة العرب للناشئين في المغرب، وتعرقل عمل أي مدرب عمل أو سيعمل مع هذه اللجنة المؤقتة. عمال بالأجرة ثم بعد الحديث عن غرب أسيا 2008م التي أقيمت في صنعاء لابد من التذكير بأهم أسباب عدم المشاركة في بطولة العرب 2008م في تونس، ولابد من القول أن الاتحاد قد طلب من المدرب اليمني للمنتخب أن يوقع على تعهد بتحقيق نتائج جيدة في البطولة، لكنه رفض التوقيع إلاً بعد أن يتم تلبية بعض الشروط التي طرحها فرفض اتحاد العزاني تلبيتها، ليتم اللجوء إلى اللاعبين فضغط عليهم الاتحاد وأرغمهم على التوقيع تعهداً بتحقيق نتائج فوقّعوا تعهداً خطياً يلزمهم بتحقيق نتائج في البطولة قبل أن يتم الاعتذار عن المشاركة لأسباب غير معروفة بعد أن صرف على المعسكر مبلغ غير قليل ... تصوروا: لاعب يتعهد على تقديم نتائج جيدة وخطياً وكأنه عامل بالأجرة لا يمثل وطناً..!
والآن يأتي العزاني يتحدث عن المنتخبات، فعن أي منتخب تتحدث: هل منتخب الكبار؟! لم يعد لدينا منتخب يمني للكبار بعد أن أصبح منتخباً متعدد الجنسيات، ففيه السنغالي والأمريكي والكندي وربما الليبيري، وهذا يؤكد فشل اللجنة في رفع مستوى اللاعب المحلي بل يكشف دورها السلبي وعدم حرصها على رفع مستوى الدوري المحلي لأنها لا تبالي في ذلك، فعند الحاجة ستصرف بعض الملايين التي يتم توفيرها من مصروفات البطولات لأجل استقدام لاعب أجنبي يحسن الصورة المشوهة مؤقتاً على حساب اللعبة ومستقبلها.
أما الحديث عن المدرب الأمريكي الذي يستلم راتباً قدره "5000" دولار، وهو مرتب قليل مقارنة بدخل الفرد في بلاد العم سام، وربما أقل من الحد الأدنى لمرتب نادل في بوفيه في بلده، لكنه قياساً بظروف السلة اليمنية يُعتبر راتب شهري كبير جداً يصل في الشهر إلى ضعف مخصص اللعبة في أندية الدرجة الأولى خلال سنة كاملة، وهو على كل حال (أي المدرب) ومن وجهة نظري لن يستطيع تحقيق هدف رفع مستوى المنتخب لسببين: أولهما أن هناك من سيتدخل في عمله، والثاني انه لن يجد لاعباً يتقبل منه ما يمكن أن يقدمه إن افترضنا أن لديه ما يمكن تقديمه، لاسيما وأن اللاعب يعيش حالة نفسية صعبة ومادية أصعب في ظل لجنة لم تنجح في توفير مبلغ الرعاية الذي التزمت به للاعبين قبل سنوات وفي ظل الواقع الرياضي والمعيشي الصعب للاعب اليمني بصفة عامة.
عقوبة مزدوجة بخلاف تلك العقلية التي يتم التعامل بها مع لاعبي المنتخبات الوطنية، وهي التي لا تخلو أبداً من "الخيار والفقوس"، وأكبر دليل على ذلك ما حدث مؤخراً للاعب سمير الحديقي من نادي شمسان الذي خرج من معسكر المنتخب في إجازة ولم يعد في الوقت المحدد مثل عدد من زملائه، فشُطب من المنتخب وصدر بحقه قرار إيقاف من اللعب في ناديه لمدة موسم، عقوبة مزدوجة ومن غير رحمة مع أن هناك غيره من اللاعبين فعلوا ذلك بالتزامن مع فعلته وربما قبلها لكنهم لم ينالوا نفس الحظ من القسوة التي نالها سمير، مع أن سمير أفيد للعبة وأفضل للمنتخب وأرخص أيضا من الأجانب الذين يمنحهم الاتحاد صك المشاركة باسم الجذور اليمنية المزعومة على حساب الاهتمام باللاعب اليمني المحلي، ويتم صرف ملايين الريالات عليهم من غير فائدة للمنتخب ومن غير قدرة على تحقيق نتائج إيجابية أو السيطرة عليهم وفرض مشاركتهم في المنتخب كما حدث مع طه العصري الذي غادر اليمن من غير رغبة في العودة إلى المنتخب لأسباب تتعلق بعلاقته مع الاتحاد على الرغم من المبلغ الخيالي الذي كان يستلمه مقابل لعبه للمنتخب.
على لسان العزاني في المصدر السالف ذكره المتصل بالسلة والانتخابات الرياضية ورد التالي: "أكد رئيس الاتحاد العام للسلة البرلماني الخضر محمد العزاني أنهم في اتحاد السلة وغيره من الاتحادات يريدون الانتخابات الرياضية المقبلة وفقاً للوائح والتنظيمات الدولية أو القارية، وأنه يفترض أن تجري الانتخابات وفقاً لذلك كون الرياضة محبة وسلام وفي ذات الوقت هي أيضاً عمل تطوعي ليس فيها مكاسب أو أي شيء آخر خاصة في الوطن العربي ومنه بلادنا".
العزاني بدأ بالحديث عن لوائح الاتحاد الدولي أو القاري مطالباً اعتماد أحدهما للانتخابات، ولذلك فإننا من باب أولى نرى أنه من اللازم أن نطالبه بالالتزام للوائح المحلية المنظمة لمسابقاته، قبل أن يصل بنا الحال إلى المطالبة بقانون اللعبة وبأنظمة الاتحادين الدولي والأسيوي لكرة السلة، لأن ما يتم الآن في مسابقات كرة السلة اليمنية بكل مسمياتها فيه خرق واضح للوائح المحلية وحتى القارية والدولية، وهي التي يجب أن تكون الحكم بين اللجنة "المنتهية الصلاحية" والأندية، لأن في ذلك فائدة للعبة وتطبيقها بالنص والروح سيعمل على تقوية أساس السلة اليمنية بعد أن أصبح هشاً في عهد العزاني ولجنته التي فقدت شرعيتها بقرار تشكيلها.
شخطة قلم لن أعود إلى ما حدث في الموسم الماضي من خرق واضح لقانون اللعبة ولوائح المسابقات التي جردت التلال من بطولة الدوري، أو إلى أيام تجميع النقاط البدعة التي أحرمت الميناء من كأس الجمهورية، أو حتى إلى بدعة لعب الكبار في صفوف الناشئين التي ابتكرتها لجنة العزاني هذا الموسم لخدمة أندية معينة، كما إني لن أقف عند قرار هبوط ثلاث فرق من الأولى إلى الثانية، باعتباره مخالفة صريحة لكل النظم كقرار سيادي يجب أن توافق عليه الوزارة والجمعية العمومية للاتحاد، ولا تتخذ قرارات مهمة مثل تلك بمجرد "شخطة قلم" وشماعة صامتة، لأن عدد الفرق في الدوري يتم تحديده لاعتبارات وطنية أولاً ومالية ثانياً وفنية ثالثاً، وقرار الخفض لن يفيد إلا اللجنة التي ستوفر مخصص 18 مباراة ربما يتم دفعها للاعب أجنبي أو مدرب مغمور لتحسين صورة الاتحاد..! بل سأقف عند قضية تهبيط الميناء، الفريق العريق الذي قال عنه فقيد الإعلام الرياضي الأستاذ أحمد راجح سعيد ذات مرة: "الميناء البطل المطلق لكرة السلة اليمنية"، وهي وجهة نظر تمثل رأي صاحبها، لا أحبذ مثلها في الرياضة، لكنها تعيد إلى الأذهان الدور الريادي الكبير لكرة السلة الميناوية في رسم خارطة السلة اليمنية في عهد الوحدة اليمنية المباركة كنوع من التواصل لما كان قبلها، ذلك الدور الذي أرادت أن تطمسه اللجنة المؤقتة للسلة فقط لأن نادي الميناء يقف لها مثل الشوكة بالحلق بكوادره ولاعبيه وفريقه، الذين يرفضون القبول بالقفز على اللوائح خرقاً وتمزيقاً على الفاضي والمليان.
فكيف هُبط الميناء؟! قبل نهاية الدوري بأسابيع قليلة حدثت مشكلة في مباراة شعب حضرموت ووحدة عدن، بعده لم يتم استكمال المباراة، ثم فشلت اللجنة في إعادتها في اليوم التالي كما تنص اللوائح بسبب رفض أحد أطرافها اللعب على الرغم من إشعاره أن المباراة ستعاد اليوم التالي كقرار ملزم وعدم تنفيذه يعتبر انسحاباً. وبعد فشل اللجنة في إعادة المباراة كان المنتظر أن تتم الإعادة للمباراة قبل استكمال مباريات الدوري لأن المباريات مترابطة مع بعضها ونتائجها ستحدد من سيهبط ومن سيبقى، إلا أن اللجنة فضلت تأجيل مصير المباراة إلى ما بعد مباراة الميناء مع شعب حضرموت والوحدة مع سيئون على أمل أن يفوز الشعب وينتصر الوحدة ويهبط الميناء من غير حاجة إلى نتيجة تلك المباراة لضبط الأمور لصالح تهبيط الميناء. لكن حدث العكس وفاز الميناء وسيئون لتصبح نتيجة المباراة المعلقة بين الوحدة وشعب حضرموت هي التي ستحدد مصير الهابط الثالث من بين الميناء والوحدة والشعب.!!
عدالة مفقودة من الواجب توجيه أصابع الاتهام للجنة المؤقتة لكرة السلة لأنها ظهرت بصورة اللجنة التي لا تفهم شيئاً في اللوائح مع أنها من أبناء اللعبة، فقد أظهرت جهلاً واضحاً وفاضحاً في الحفاظ على خلق فرص متكافئة وعادلة في المنافسة فتسبب ذلك في هبوط الميناء من غير قصد إن افترضنا حسن النية.. أو أنها تعمدت تهبيط الميناء من خلال تأخير موعد المباراة إلى وقت أصبح من الممكن فيه التحكم بمصير الفرق من خلال الاتفاق على نص معين لسيرها وهو الذي حدث! فبعد أن أكمل الميناء مبارياته أعيدت المباراة في صنعاء و فاز فيها الوحدة بفارق أهداف ضمن له البقاء الهدف الذي تحقق للخاسر شعب حضرموت بفضل فارق الأهداف عن الميناء، في مباراة كتب لها سيناريو مخز ومحزن في نفس الوقت ليس لأن الميناء هبط، ففي ظروف أخرى كنت سأقول الميناء يستحق الهبوط كثمرة لفشل إدارته و ترهل لاعبيه وعدم إحساسهم بالمسئولية كثمرة لما حدث طوال الموسم، ولكن لأن الميناء وفق ذلك الفشل ومع ذلك الترهل كان يمكن أن يصنع انجاز البقاء لو أن هناك عدالة في المنافسة وتكافؤاً في الفرص وهو أمر أحرمته منه اللجنة المؤقتة فاقدة الشرعية.
هذه مجرد قطرة في بحر خروقات اللجنة المؤقتة، فعن أي لوائح يتكلم الأستاذ البرلماني الخضر العزاني وهو من يجب أن يدافع عن اللوائح باعتباره مشرع في مجلس النواب أولاً وحامي حما الرياضة كمقرر للجنة الشباب والرياضة في المجلس ثانياً.. هل تشتكي كرة السلة منه إليه! وهل يمكن أن تكون وزارة الشباب والرياضة حتى شاهد صدق منصف! أم أنها ستظل مجرد شيطان أخرس أمام ما يدور في لجنة كرة السلة وتترك الأمر برمته للقضاء حتى يعيد للميناء حقه المسلوب.
أكتب هذا ليس تضامنا مع الميناء، فالميناء ناد عريق في اللعبة ورقم صعب فيها وله أهله وأدواته التي تضمن له حقه، ولكني أذكر الأندية في عدن وخارجها أن الميناء ليس إلاً ثوراً في حظيرة السلة اليمنية التي تذبحها اللجنة المؤقتة واحداً بعد الآخر، ومن لم يهبط بالملعب هبط بألاعيب اللجنة المؤقتة.. ولن نقول كفى بل إلى اللقاء مع وقفة سلوية أخرى.