تحية طيبة و بعد ،، نعلم علم اليقين أنك الحاكم بأمره في "ذمار" ، و أنك السلطان غير المتوج .. فلا يسنح طموح إلا و أنت راعيه .. و لا يفلح انتخاب إلا و أنت ماضيه .. و لا مدير عام إلا و أنت زاكيه .. و لا يصعد محافظ و نائبه إلا و أنت راضيهما .. فبحلمك علينا نبلغ قمة الديمقراطية و نجسد الرأي و الرأي الآخر .. نلبس الجديد ، نكسو اليتيم ، و نرعى البائس الفقير .. !!
لو خلقك الله تعالى في زمن الفراعنة لكان لك أهراماً رابعاً يضارع هرم (خوفو) شموخاً و بقاءً و غرابة (!!) .. و أما لو جئت في صدر الإسلام لتسابق المنتجون على تجسيد أدوارك البطولية في فيلم تاريخي يحكي قصة "الراعي" الحكيم ، و لو كان لك خلقٌ في عصر النهضة الأوروبية لربما كنت مكتشف أبعاد الأرض و معادلات "جون ناش" الحائزة على "نوبل" ، و لعل مغامرات "الفتى النبيل" ستكون منك و إليك .. و ربما كنت راعي أحلام التحرر الإسكتلندي .. أو بطل ملحمة "بلاط الشهداء" مقتحماً الأربعة الأوائل لسلسة "عباقرة خالدون" !!
يُذكرني "الإسكندر المقدوني" الذي أستولى على أرض المعمورة بجانب مشرق من حياتك البطولية ، وولعك في سلطة الأرض .. و تأدية سبب الوجود الإنساني في كوكبنا المعتم بالعمران و الإنتشار ..!!
بارك الله لك فيما أنت فيه و ما أنت مُقدم عليه .. و ما تحت يدك و ما سيأتي من أراضٍ في الحديدة و ذمار و عدن و لحج و بقية أنحاء اليمن و عند أشقائنا العرب و الأجانب .. فكنت المُحقق الأول لوحدة الأرض و الإنسان اليمني قبل أن تفقه له عقول ساسة البلاد و رجالاتها ..!!
و أنصحك ألا تعير تقارير الوشاة الحاسدين معياراً لاهتمامك .. فما قيل عن استحواذك رُبع أراضي "الحديدة" محض حسد لا ينقص غزارة رزقك أو يقف حائلاً في مد يدك الخيّرة لبناء الأرض و عمرانها .. و لا تلتفت لدسائسهم فهم لا يعلمون (!!) و إن جاؤوك لطلب الغفران .. فلا تقل لهم (أفً و لا تنهرهم) إلا كما قال يوسف عليه السلام لأخوته : إذهبوا فأنتم الطلقاء (!!). أيها : الشيخ الرئيس :
أنت رب نعمتنا و (كلك على بعضك "حلو" )-كما يقول كاظم الساهر- .. فما نعيشه في "ذمار" من ولاة حذفتهم علينا .. لهو أفضل ما جُدّت به .. و لا نطلب منك إلا المزيد من هؤلاء التقاة الرعاة (!!) ، و مدداً لا ينتهي من رجال الزراعة و الفلاحة الذين أعادوا لذمار مكانتها الزراعية الآفلة .. فكيفينا فخراً و عزة و بهاءً أن تفضلت على محافظتنا الفقيرة بفلذة الكبد و مُهجة القلب سعادة البروفيسور : مجاهد شائف العنسي نائب محافظ ذمار الذي طار الحاقدون في تطيرهم بأنه الموظف المنقطع .. و مُلتهم الأسواق .. و ما يقولون إلا كذبا .. فحاشا أن يكون هذا اللطيف الوديع و الإداري المحنك رجلاً مستهتراً بالوظيفة العامة .. لسبب بسيط أن قفزته الشهيرة من إدارة أسواق البطاطا إلى أمانة المجلس المحلي بالمحافظة كانت مصدر إلهام الشباب .. و سبباً في ارتفاع نسبة العصامية بمعدل لافت (!!).
ليس هذا و حسب بل هناك الكثير و الكثير الذين حملتهم من كراسي "الحراثات" إلى ظهور المسؤولية و العمل الإداري و التنموي فأوسعوا المحافظة دهاءاً و رخاءاً .. و خدمات فضلى (!!) ، و هم إلى جانب ذلك مثالاً للشرف و الوطنية و النزاهة المستطيرة و ما يقال من أدعياء الفشل عن بعض الإتاوات التي تأتيك همساً لهو القُبح القبيح بعينه .. و يا ليت قومي يعلمون كم يحمل قلبك الواسع كحقول "جهران" الغنية بالخصوبة و الخير محبة للناس و لأهلك الأقربين .. !!.
اليوم نقول لك ما قاله جعفر بن أبي طالب رضي الله عنه للملك النجاشي : (جئناك لاجئين من هول ما عانيناه .. قال لنا رسول الله اذهبوا إلى الحبشة فإن فيها ملك لا يُظلم عنده أحد ) و أنت لعمري رجلٌ لا يَظلِم أو يُظلَم عنده أحد .. و هذا ما ينقصنا من عطفك و استحسانك و صدقتك على مرضانا البائسين .. و قد تناهى لمسمعنا وقوفك على أرض المؤسسة الخارجية للحبوب الواقعة قبالة مدرسة الثورة بمدينة ذمار بأمر من فخامة الرئيس الذي يعرف أننا أضعف ما في القلب و ألا أحداً سيملك جُرأة الصراخ معترضاً .. أو يبحث لاهثاً في أحقية ما حصلت عليه بجرة قلم ضاحكة من رئيس البلاد الذي لا يسمح لذماري الإقتراب من أعمدة كرسيه الراقص على رؤوس الثعابين مثلما يسمح لك .. و لا يهنئ ليمني بالتوسع و التمدد مثلما يهنئ لإبنه "أحمد" أولاً .. و لك ثانياً (!!).
أيها : الشيخ الرئيس :
أعتقد مراراً و تكراراً أنك في غنىً كبير عن هذه الأرض الجديد و عن خسائر التفاوض مع جيرانك الجُدد (آل المزيجي) .. فهي لن تكون أرضك الأوحد التي لا تجد دثاراً يُزمل راحتيك سواها .. فخير الله أسبل عليك إمبراطورية لا تغيب عنها الشمس (!!) ، و منها ما قيمته خمسة مليار ريال بأرض الله الواسعة في "الحديدة" المملوكة بِسُدسها لك .. و عليها (301) محال تجاري بعدد أعضاء البرلمان الحالي .. و هذا ما يجعلنا أكثر جرأة على مد يد الاسترحام لطلب الرأفة لأننا لا نثق في صرخة محافظ أو مجلسه الحائر في رفض ما حازته جهودك الوطنية القصوى بأرض لم تشهد لها "ذمار" من قبل .. في وقت يبرع فيه الاستيطان في كل مكان بالعالم .. فالأرض خُلقت للتوطين .. و أينما وطئت قدماك فهو وطنك ..!! ، و لكن هناك فرق (ساشع)- حد تعبيرك- بين أرض الدولة .. و أرض الناس .. و لأنك الرجل الثالث في وطن الغربة و الإغتراب فلا ضير من الحق العام إن وهبه من لا يملك لمن يستحق (!!).
لن نترك مكاناً في هذه الأرض إلا حملنا في صدورنا و على أذرعنا إسمك الذي منح الناس مكاناً لبناء مركز طبي لأبحاث و علاج مرضى الكلى بالمنطقة الوسطى يكون مركزه أرضك الجديد المقدرة بمائة لبنة ذمارية .. و هذا ما سيبقى لك كصدقة جارية .. و ما سيؤسس لفضائل التبرع و التضحية من أجل شفاء الناس من أمراضهم القاتلة .. فهذا هو (بيل جيتس) صاحب شركة Microsoft تبرع ب50 مليار دولار لأعمال الخير المنتشرة في العالم .. و عندما كتب : محمود ياسين: بأن لا أحد يشبه (بيل جيتس) فقد أخطأ .. فهو لا يرى ما فعله (راعي ذمار و شيخها الرئيس) حين طالبه نفر من أهلها الساذجين التبرع بأرض الله الممنوحة له هبة من خليفة الله تعالى .. فوصلنا ما يُثلج الصدر و يمنح الأمل لشفاء الألم .. بأننا ألزمناه الحُجة و لا مناص من الامتثال لآمالنا الراجمة في وجه الغيب ببشاشة السعيد في إسعاد الآخرين (!!)
أيها : الشيخ الرئيس : عندما توحدت اليمن في 90م كان لذمار مشفى واحد و معسكرين .. اليوم "ذمار" تتورم بتسعة معسكرات و ذينك المشفى الوحيد قد صار أتعس مما كان (!!) .. و هذا الذي يحملنا الآن إليك يدفعنا حسك الراعي لرعيتك من أهل "ذمار" الواجمين الراجفين بأن تقبل طلبنا و تحمل إلينا صك التنازل عبر رسولك الممتطي جواد السرعة الساعية لفعل الخير و الإقدام عليه و التعاون لأجله ..
يا يحيى : لا تأخذ الأرض بقوة (!!).. بل خُذ كتابي إليك بحكمة .. و أنظر في أمر من تأتي إليهم و تتزعم مفردات اللقاء معهم في موجبات الأداء الإنتخابي .. و تقود بقناعتهم رجالك إلى قبة البرلمان .. كيف أن عين السخط ستملئ قلوبهم .. و خلاياهم الحية و الميتة إن جئت بقصر منيف على هذه البقعة المباركة من أرض "ذمار" .. و كيف أنهم سيفقدون حُجتهم و حُجتك في القول الفصل و المؤثر حين تعتزم السلطة إرساء قواعد جديدة لديمقراطية ال27 من إبريل في العام المقبل .
أخيراً و ليس بآخر : إننا في "ذمار" نثق في بذلك للخير و مطمحك بالعطاء .. فلا تحرمنا هذا السبيل المُهتدى إليك .. و لك الإخلاص حتى ترضى .. و السلام ختام .