جددت اليمن نفيها القاطع قيام سلاح الجو الأمريكي بشن غارات جوية على مواقع للقاعدة في الأراضي اليمنية، وذلك بعد يوم من اعتراف قائد أركان قوات الأمن المركزي ووزير الخارجية بذلك في مقابلتين منفصلتين. وكان وزير الخارجية أبوبكر القربي أجاب على سوال "هل الغارات الأميركية التي تحدث ناجعة؟" في مقابلة مع صحيفة الحياة اللندنية بالقول "أولاً، الضربات الأميركية توقفت منذ كانون الأول (ديسمبر) الماضي، لأن الحكومة اليمنية أكدت أن هذه الضربات لم تأت بنتائج. ومكافحة «القاعدة» هي مسؤولية الأجهزة الأمنية وقوات مكافحة الإرهاب في اليمن، ومن يريدون أن يجعلوا معركتنا ناجعة، فعليهم أن يدعموا أجهزة الأمن اليمنية لوجستياً وتدريبياً... إلخ". حسبما جاء في عددها الصادر بتاريخ 30 سبتمبر الماضي.
لكن وكالت الإعلام الرسمية نسبت إلى مصدر مسؤول في الخارجية اليمنية قوله "إن ما أشار إليه وزير الخارجية هو أن الدعم الاستخباراتي المقدم إلى الحكومة اليمنية لتوجيه ضرباتها نحو القاعدة هو الذي توقف منذ ديسمبر الماضي حيث ثبت عدم دقة المعلومات المتوفرة عبر الطائرات الاستكشافية".
أما قائد أركان قوات الأمن المركزي يحيى محمد عبدالله صالح فجاء في خبر نشرته شبكة CNN الأمريكية "وقال صالح، في مقابلة مع CNN، إن القوات الأمريكية غير موجودة على الأراضي اليمنية، ولكنه رفض بالمقابل أن تشعر صنعاء ب"الخجل" حيال الغارات الأمريكية، معتبراً أن على بلاده أن تكون "أكثر انفتاحاً" لقبول كافة أنواع المساعدة اللازمة في الحرب التي تخوضها بمواجهة تنظيم القاعدة، محذراً من أن انهيار اليمن سيعني ضرب الأمن العالمي ككل". حسبما نشرت على موقع الشبكة على الإنترنت أمس الاثنين.
وتابع خبر الشبكة القول "وعن ما كشفه وزير الخارجية اليمني، أبوبكر القربي، مؤخراً (...) قال صالح: هناك أوقات نكون فيها بحاجة لدعمهم (الأمريكيين) في الميدان."
لكن وكالة سبأ الحكومية نسبت إلى العميد يحيى نفيه ما نسب إليه من "مزاعم" حول ان القوات الأمريكية قد قامت بتنفيذ ضربات جوية ضد أهداف للقاعدة في اليمن.
وقال في تصريح للوكالة ذاتها اليوم الثلاثاء "لقد جرى تحوير كبير لحديثي في قناة سي إن إن الأمريكية في بعض وسائل الإعلام وما قلته حرفياً هو "إننا في حرب دولية ضد الإرهاب وعلينا أن لا نخجل من المساعدة التي نتلقاها من الجانب الأمريكي, وأن لا نخجل من الإعلان بوجود تعاون وتبادل للمعلومات الاستخبارية في عمليات مطاردة عناصر القاعدة".
وأضاف أن التعاون اليمني الأمريكي في مكافحة الإرهاب لا يتعدى التعاون في المجال الاستخباري وتبادل المعلومات وتدريب قوات مكافحة الإرهاب باعتبار أن الإرهاب آفة دولية خطيرة تضر بأمن وسلامة الجميع.
وطالما نفت اليمن قيام الطيران الأمريكي بشن غارات لأهدف القاعدة على الأراضي اليمنية، لكن وسائل الإعلام الغربية تؤكد أن الطيران الأمريكي قام بها، بينما نشرت منظمة العفو الدولية صوراً لمخلفات الغارة التي استهدفت منطقة المعجلة بمحافظة أبين، والصور للصواريخ التي قُصفت بها المنطقة وتبين أنها أمريكية ومن نوع كروز. وقتل في الغارة 41 من الأهالي المحليين، بمن فيهم 14 امرأة و21 طفلاً.
وفي 3 نوفمبر 2002 شنت طائرة مجهولة غارة على سيارة في مأرب كانت تقل أبو علي الحارثي القائد السابق لتنظيم القاعدة في اليمن، ونفت اليمن حينها أن تكون الغارة أمريكية، لكن بعد نحو 8 أشهر اعترف رئيس الوزراء حينها عبدالقادر باجمال بأن الغارة تمت بطائرة أمريكية، لكنه أكد أنها (الغارة) تمت بتنسيق يمني - أمريكي مشترك.
الصورة لصاروخ BLU 97 من مخلفات مجزرة المعجلة، لم ينفجر بعد، ويحتوي على قنيبلات عنقودية (العفو الدولية).