أقيمت بصنعاء اليوم الثلاثاء الندوة العالمية الثالثة لتأهيل اليتيم في إطار فعاليات المنتدى العالمي الثالث الذي تنظمه مؤسسة اليتيم التنموية. وقال رئيس مجلس الشورى عبدالعزيز عبدالغني إنه يفتخر بالمستوى الذي وصل إليه اليتيم في اليمن من حيث الرعاية والتأهيل والتدريب، مشيراً إلى مركز رئيس الجمهورية لتأهيل اليتيم في صنعاء الذي تديره مؤسسة اليتيم التنموية، ومخرجات هذا المركز من الكوادر المؤهلة.
وأضاف أن التوجه نحو تدريب اليتيم يشكل إحدى المعالم البارزة في توجه القيادة السياسية لإدماج الأيتام في المجتمع بشكل إيجابي.
وتحدث عبدالغني، وهو رئيس المجلس الصناعي الخيري، عن الصناعات التحويلية وأثرها في تنمية اقتصاد اليمن، وحاجة البلد إلى ورش ومشروعات صناعية لاستيعاب العمالة، وإظهار إبداعات الأيتام.
وقال إن الصناعات التحويلية من أكثر القطاعات إنتاجاً ومردوداً للبلد وللعاملين فيها، مشدداً على ضرورة العناية بالصناعات الصغيرة باعتبارها الخطوة الأولى نحو نهضة صناعية شاملة في البلد.
من جانبه، أكد أمين عام مؤسسة اليتيم الدكتور حميد زياد أن كثيراً ممن وضعوا بصماتهم على التاريخ أيتاماً، مستدلاً بالنبي صلى الله عليه وسلم الذي نشأ يتيماً وغير تاريخ البشرية.
واستعرض في كلمته بافتتاح الندوة استفادة مؤسسة اليتيم من التجربة الماليزية والتركية في مجال تدريب اليتيم، مشيراً إلى أن عدد الأيتام في اليمن بحسب الإحصاءات الرسمية يبلغ 457 ألفاً، وهو ما يبشر بإمكانية أن تقوم نهضة صناعية شاملة على أيديهم بعد تأهيلهم وتدربيهم بشكل جيد، وتوفير أماكن العمل والتمويل اللازم لهم، تحقيقاً لشعار منتدى اليتيم الثالث "نحو نهضة صناعية شاملة".
وقال زياد: "نريد أن يكون اليتيم اليد العليا، لا اليد السفلى يعمل وينتج ويسهم في عملية البناء والتنمية ولا نريده أن يكون في أدنى الفئات المجتمعية بين الفقر والبطالة".
وأشاد الدكتور زياد بدعم عبدالعزيز عبدالغني للأعمال الخيرية، وقال إن له بصمات عديدة فيها، مستطرداً "لذلك ما زال شباب، لأنه يبذل في الأعمال الخيرية"، لكن عبدالغني رد عليه مازحاً ".. لكنك لم تستطع مساعدتي في إزالة آثار الشيب من شعر رأسي".
وبدأت أعمال الندوة باستعراض حميد زياد لمخططات المدينة الصناعية التي تعتزم مؤسسة اليتيم إنشاءها، والخطوات الأولية التي بدأتها المؤسسة في سبيل الوصول إلى تحقيق هذا الإنجاز.
وحضر هذه الندوة شقيق الرئيس السوداني محمد حسن البشير، وشقيق الرئيس الأمريكي عبدالملك حسين أوباما، وأمين عام هيئة الإغاثة الإسلامية عدنان خليل باشا، والأمين العام المساعد للشؤون الإنسانية بمنظمة المؤتمر الإسلامي عطا المنان نجيب ورئيس منظمة IHH التركية، ورؤساء وأمناء عدد من المنظمات والجمعيات الخيرية في العالم.
من جانبها، قدمت الماليزية روزينة أحمد عرضاً عن أثر الصناعات التحويلية في استيعاب المبدعين من الأيتام، شارحة بذلك تجربة بلادها ماليزيا في النهضة الصناعية.
وأبدت إعجابها بالتطورات التي مرت بها مؤسسة اليتيم التنموية باليمن. وقالت إنها زارت المؤسسة قبل ثلاث سنوات، لكنها الآن وجدت تغيرات كثيرة، مضيفة "نحن محظوظين لأننا نتعاون مع مؤسسة طموحة وعملية من هذا النوع".
وكشفت روزينة عن تمكن مؤسستها من جمع مليونا دولار كمساهمة لبناء المدينة الصناعية باليمن، والتي تهدف إلى خلق التعاون الكامل بين اليمن وماليزيا، والتخفيف من الفقر والبطالة باليمن.
وتحدثت عن الصعوبات التي تواجه إنشاء المدينة الصناعية من نقص حاد للطاقة للمياه والطاقة الكهربائية، مشيرة إلى أنهم ينوون استخدام أحدث الوسائل التكنولوجية في توليد الكهرباء لتزويد المدينة الصناعية، وبوسائل آمنة تقلل التأثير السلبي للبيئة.
من جهته، دعا زيد المؤيد عضو المكتب الفني بوزارة الصناعة والتجارة الحكومة إلى تعديل قانون الجمارك والضرائب، بما يتيح منح المشاريع الصغيرة إعفاءات جمركية وضريبية.
وناقش المؤيد في ورقة العمل الدور الرسمي والأهلي ومنظمات المجتمع المدني في توفير بيئة تنموية شاملة، مشيراً إلى أن وزارة الصناعة اتخذت عدداً من الإجراءات للنهوض بالقطاع الصناعي سواءً على المستوى الصناعي العام أو على مستوى القطاعات الصناعية المتنوعة.
وضمن جدول أعمال فعاليات المنتدى، يقام غداً الأربعاء حفل تخرج الدفعة الثامنة من مركز رئيس الجمهورية لرعاية وتأهيل الأيتام، بحضور الرئيس علي عبدالله صالح، كما سيتم افتتاح 8 مصانع وورش، تعد النواه الأولى لمدينة الأيتام الصناعية.