ما أسرع مضي الأيام وانقضاء الأحداث آخذة معها كل فرح وأمل في غد قد يأتي لا يحمل معه سوى الألم.. أربعة أعوام ولم أسمع صوتك.. أربعة أعوام ولم أر ضحكتك.. أربعة أعوام مضت ولم تسألني ما الذي أريده.. لا أصدق أنك ميت بل أنت مسافر وسوف تعود إلينا مهما طل بعادك، ألم تقل لي ذلك في المنام أنك لست ميتاً وأنك سعيد لكنك تشتاق إلينا؟ ألم تطلب مني أن أبحث عنك.. أين وكيف يا حميد؟ حارت خطاي يا أخي ضاع دربي وما عدت أدري ماذا أفعل؟
كيف مت وهل كنت تعلم ما ستؤول إليه الأيام من بعدك لذلك دمعت عيناك علينا قبل بكائنا عليك.. أرأيت أطفالك والحزن يغمرهم؟ أرأيت أباك المفجوع وقد سارع في المجيء إليك؟ أرأيت أمك التي صعق قلبها المريض عليك فما عادت تعيش إلا على ذكراك؟
أرأيتنا إخوتك وقد زاغت نظراتنا وتاهت خطواتنا بعدك؟ أرأيت حلمك وقد أصبح حزنك ومعذبك؟ أرأيت من أحبك ومن كرهك وقد ملأ الحزن قلوبهم لرحيلك؟ أرأيتني عندما ناديتك وانتظرت عودتك لنكمل حديثنا عن الحياة التي سوف تشيخ فيها معنا؟
أرأيت ما فعل غيابك يا حميد؟ سلبنا الحياة.. أخذ أرواحنا وأبقى أجسادا أضناها الألم، فإلى جنة الله يا أحب الناس فهناك يلتقي الحبيب بحبيبه وهناك لقاء ليس بعده فراق.