* في إحدى المسلسلات الخليجية, وجه الابن سؤالا لوالدته:" يا أمه لو مانتي بأمي, وشفتيني في بيت الجيران, كنتي بتعرفيني"؟! فردت عليه:"أكيد رح أعرفك لأني أمك"!! * تذكرت هذا السؤال الظريف, ليلة ارتعب العالم أجمع, الجمعة الماضية, بسبب "طرد"!! قلت: ماذا لو كان "الكرتون", قنبلة حقيقية, مصدره دولة أخرى غير اليمن, هل كانت أمريكا ستموت من الخوف كما حصل معها؟! بالتأكيد ستجيب كما أجابت تلك الأم:"أكيد رح نخاف, والتحقيقات كشفت أن الأصول التاريخية للطرد تعود لليمن, كما أن المعلومات التي جمعها فريق مكتب التحقيقات الاتحادي, أكدت أن العالم بأكمله, لم يعد يتعامل بالطرد و"الهدايا المقرطسة", عدا اليمن. * لن يقوم الطرد بمهمته ويخاف العالم,إذا لم يعد نسبه وأصوله الى اليمن, سواء كان الذي في داخله "حلاوى" قامت إحدىالأسربإرساله لفرد في أسرتها هناك في البلد الأعظم الذي أصبح يخاف من "الحنش" أو "جبن" أو حتى "قات مطحون". ليلة الجمعة , حسدت ذلك الطرد وتمنيت أن أكون فردا في عائلة الطرود ال 26, ترافقني طائرتان حربيتان من دبي إلى الولاياتالمتحدة, ويرفع أمن المطارات درجة اليقظة إلى المستوى الأحمر بسببي, ويخرج الرئيس أوباما –مذعورا- في مؤتمر صحفي يقول إنه سيقوم بإبادتي, لكن الطرد سبقني وخلَّد نفسه.. لا يهم إن انفجر, أو تم تفجيره, الأهم انه جعل قادة دول عظمى يقفون على بنانهم. * بالنسبة للولايات المتحدة لو لم يكن هناك شيء اسمه اليمن لكانت اخترعته.. هذا ليس صعبا على دولة جبَّارة ابتكرت شيئا. - هل كان رؤساء أمريكا سيكسبون ثقة شعبهم لو أن فتراتهم شهدت اختراعات كبيرة ولم تشهد اختراعا اسمه الإرهاب؟!! - لو أنهم اخترعوا " ميكروسوفت" ولم يخترعوا أفغانستان - لو أنهم اخترعوا طائرة "بلاك بيرد" ولم يخترعوا العراق - لو أنهم اخترعوا سيارة "برش" ولم يخترعوا أنورالعولقي - من حق أمريكا ان تخاف على نفسها من موت يصنعه الإرهابيون, ولكن ليس من حقها أن تتسلى بدول بسيطة. يقال إنه إذا خاف شخص من الموت, فهذا يعني أن حياته ينبغي أن تصان, وليس هناك ما هو أهم للعالم من حياة "أميركا" صانعة النور والتقدم. لم نلمس ربع اختراعاتها, إلا أننا شعوب العالم الثالث نحبها, وندعو لها من تلقاء أنفسنا "فليبارك الله أميركا" -رغم أننا مازلنا نكتبها أمريكا- فهي تستحق. نحن نحب اميركا, مبتكرة الاختراعات العظيمة التي أسعدت العالم, وليس اميركا صانعة الخوف في قلوب العالم. اميركا التي صنعت للشعوب "مصباح" ليزيل عن سكان البسيطة رعب الظلمة, لا اميركا التي أصبحت تشاهد ذاك المصباح بأنه "قنبلة" مطلية بمسحوق أبيض, تعتقد انه قابل للانفجار في أي وقت!! حنان حتى وان كان الطرد المفخخ وصل إلى واشنطن , وفجر برجين جديدين للتجارة العالمية , لن يكون الفعل أقسى من اقتياد الطالبة المتفوقة حنان السماوي الى دهاليز الأجهزة الأمنية في منتصف الليل مع والدتها التي أصرت على مرافقة ابنتها المهندسة خوفا عليها , وذلك إرضاء لغرور "ماما" أميركا . وما هي النتيجة المذهلة التي توصلت لها التحقيقات , سوى ان حنان الطامحة لتكون مهندسة جديدة في مجال الحاسوب الذي يحتكره الذكور بالغالب , قد أصيبت بانهيار صحي ونفسي نتيجة تحقيق متواصل استمر حوالي 24 ساعة ,فيما الفتاة الأخرى التي انتحلت شخصيتها , تنام وسط أسرتها , أو أعضاء خليتها الإرهابية , بأمان . قبل أن تكون وصمة عار في جبين الأجهزة الأمنية التي حاصرت منزل طالبة جامعية , واقتادتها مع والدتها بحجة انها " مشتبهة فقط " , ستظل "حنان " رمز أخر للهمجية التي تتعامل فيها أميركا والدول الكبرى مع الدول الصغرى , حين تحشرها في أنفاق وأزقة ,وتجبرها على كسر كل قواعد المنطق , وإخراج النساء في أنصاف الليالي , وبتهمة ماذا : تفجير أميركا !! سرت قشعريرة غير معهودة في جسمي وأنا أشاهد زميلات حنان يتظاهرن امس الأول منددات باعتقالها , وددت لو اصرخ ,واستنكر الفعل الوحشي بغزو منزل طالبة جامعية في الليل . ماذا فعلت حنان لتلقى مثل هكذا مصير , ومن سيرد لها اعتبارها , أميركا , السعودية ,بريطانيا , جهاز الامن القومي , أم المرسلة الحقيقية للطرد التي دونت رقمها عليه , وتركت " شريحة " هاتف , قيل أنها تحمل اسمها ؟!! ينشر بالتزامن مع صحيفة "اليمن"