أعلن تنظيم القاعدة في جزيرة العرب مسؤوليته عن هجوم على أنبوب للغاز تتولى إدارته مجموعة توتال الفرنسية في محافظة شبوةجنوب شرق اليمن، في شهر سبتمبر الماضي. وأصدر التنظيم شريطاً مرئياً تحت عنوان "ردع العدوان"، أورد فيه عمليات هجومية متعددة شنها خلال الثلاثة الأشهر الماضية، وقال إن الهجوم على أنبوب الغاز أدى إلى تدمير خط الأنابيب الواصل من منصات الإنتاج إلى ميناء بلحاف للتصدير.
لكن السلطات اليمنية تحدثت حينها عن "محاولة تخريبية فاشلة" استهدفت أنبوب بلحاف. وأكدت وزارة النفط والثروات المعدنية أن الأنبوب "لم يصب بأي ضرر".
وعرض الشريط المرئي، الذي اطلع المصدر أونلاين على نسخة منه، وتبلغ مدته 31 دقيقة و22 ثانية، عرض لقطات من مسائلة مجلس النواب لوزير الداخلية حول انتهاكات جهازي الأمن السياسي والقومي، وأخرى لقيادي انفصالي معارض في الخارج يتحدث عن قتلى الحراك الجنوبي الذين سقطوا جراء قمع قوات الأمن للمظاهرات السلمية.
كما عرضت القاعدة في تسجيلها المرئي، صوراً لمنازل قالت إنها تعرضت للقصف في محافظتي مأرب وأبين من قبل قوات الجيش، وظهر مقاتلون موالون للقاعدة في مدينة لودر بأبين وهم يرددون أناشيد تدعو "للجهاد" بعد أن "ردعوا المعتدي" حسبما قال معلق الفيلم.
وأظهر التسجيل، مجموعة من المسلحين يشكلون دائرة في مكان يبدو بعيداً عن الأحياء السكنية، ويحثهم أحدهم على قتال قوات الجيش، وفي صور مماثلة، بدا أحد الأشخاص وهو يشرح لهم خطة تنفيذ هجوم عسكري.
وكشف التسجيل الذي نشرته مواقع على الانترنت محسوبة على القاعدة يوم الجمعة، صوراً لهجمات دامية تعرضت لها نقاط أمنية على يد متشددي التنظيم، كما عرض صوراً لمقاتلين يتحركون على سيارات في جبال وعرة وهم يرفعون علماً أسود اللون يتخذونه شعاراً لهم.
اللافت في هذا التسجيل أن القاعدة وفي طريقة ربما تعد الأولى من نوعها أوردت خطابات وتسجيلات لقيادات سياسية في المعارضة وأخرى في السلطة تتحدث عن قضايا فساد وانتهاك اليمن لحقوق الإنسان.
والأكثر إثارة من ذلك، إن التسجيل المرئي للقاعدة تضمن لقطات للعميد يحيى محمد عبدالله صالح رئيس أركان قوات الأمن المركزي وهو يزور مستودعاً عسكرياً، وكان يتحدث ويشير بيده إلى آليات عسكرية قائلاً "هذا كله من عند الأمريكان .. هذه الهمر من عند الأمريكان".
وكانت الأجهزة الأمنية قد شددت إجراءاتها الأمنية على طول امتداد الأنبوب الذي يبلغ طوله نحو 320 كيلومتر. وقال مدير الشركة اليمنية للغاز اليمني المسال التي تتولى المشروع إن الاحتياطات الأمنية لحماية الأنبوب عالية.