نجحت دورة «خليجي 20» بامتياز، وعبرت بسلام، وتلاشت عبارة «الله يعديها على خير»، التي ترددت على نطاق واسع خلال الأسابيع السابقة لافتتاح فعاليات هذه الدورة، وشكلت هاجساً لدى الكثيرين، كاد أن يهدد بتأجيلها، أو نقلها إلى بلد آخر، غير... اليمن!. مع انتهاء كل بطولة رياضية، إقليمية أو دولية، وبعد كل نجاح وتفوق وإبهار تحققه الدولة المستضيفة على مستوى التنظيم، سواء في حفل الافتتاح، أو في غيره من الفعاليات، يبدأ عادة الحديث الإعلامي والشعبي حول الصعوبة التي سيواجهها البلد الجديد المستضيف للبطولة القادمة، إذا ما أراد مجاراة مستوى البطولة المنتهية، أو التفوق... عليه!!.
نعترف نحن في اليمن، بأننا لم نقدم إعجازاً في تنظيم «خليجي 20»، من شأنه أن يصعب من مهمة المستضيف القادم، أو يجعله يواجه تحدياً كبيراً يذكر، فحفل الافتتاح جاء باهتاً، وغلب عليه طابع الارتجال والفوضى، أما بالنسبة للأمور التنظيمية الأخرى، فصحيح أنها نجحت، إلا أنها تظل عادية المستوى، وبالإمكان التفوق عليها... بسهولة!!.
لكن الأمر لا يتوقف عند هذا الحد وحسب، والقضية هنا لا تتعلق فقط بالإمكانات المادية، فاليمن نجحت في «خليجي 20» بتقديم ميزة عظيمة، أبصم (بالعشر) أن المستضيف القادم لن يتمكن من الإتيان بمثلها، ولا الذي بعده، ولا الذي بعده، وإلى أن تعود الدورة إلى أحضان اليمن من... جديد!.
هذه الميزة لم تصنعها بطبيعة الحال جهود وزير الرياضة، الذي تحدث في كلمته الافتتاحية عن «عصابات إجرام ومافيا»، وخلاف ذلك من المصطلحات الغريبة، التي لا تتناسب مع محفل شبابي ورياضي، كما لم يصنعها «حشر» هذه الدورة، بمناسبة أو بغير مناسبة، في مختلف مشاريع وأنشطة... الدولة!!.
إن ما تحقق من نجاح لافت لهذه الدورة إنما يعود الفضل فيه، بعد الله سبحانه، إلى النكهة المميزة، وإلى الطابع الأصيل، الذي فرضه أبناء شعبنا، ببساطتهم، وحسن رعايتهم وتعاملهم الصادق مع أشقائهم، إضافة إلى الروح الرياضية العالية التي تميزوا بها، ناهيك عن حضورهم للمباريات بكثافة، وتشجيعهم لكافة الفرق، بحماس منقطع... النظير!.
نقطة أخيرة: خرج ضيوف اليمن بانطباعات إيجابية تدعو للفخر عن صفات وسجايا هذا الشعب الرائع، بعضها يكاد يكون خيالياً، أو كما قال ضيف شقيق من الإمارات: «لم تعد موجودة في هذا... الزمن»!.