بعد ما يقارب شهر ظل ينتظر مجيئه النواب .. حضر وزير العدل اليوم إلى البرلمان فجأة لكنه يحمل طلباً مستفزاً : رفع الحصانة عن النائب البرطي، وليس للاستجواب الذي أقره البرلمان ضده . وفي الجلسة التي حضرها وزير الدولة لشئون مجلسي النواب والشورى أحمد الكحلاني وأدارها رئيس البرلمان يحيى الراعي، أثار طلب الوزير حفيظة النواب واستفز مشاعرهم، واعتبر النائب عبدالرزاق الهجري هذا الأمر استهتاراً بقيمة البرلمان ، ووجه نائب رئيس كتلة الإصلاح الهجري نقداً شديداً لهيئة الرئاسة وقال لها " نحن لسنا موظفين لديكم".
ووسط اعتراضات شديدة ، قرأ وزير العدل المذكرة المتضمنة رفع الحصانة في حين هدد النواب من مختلف الكتل البرلمانية بالانسحاب ، لكن الراعي طمأنهم بأنه لن يحيل المذكرة إلى اللجنة الدستورية لدراستها والتأكد من سلامتها القانونية إلا بعد أن يتم إطلاق سراح النائب أحمد عباس البرطي، وأضاف الراعي مطمئناً النواب ومؤكداً ثبات موقفه "نحن لن نتنازل عن الاستجواب أبداً".
إلى ذلك اتهم رئيس كتلة المؤتمر الشعبي العام سلطان البركاني النواب الذين يقودون حملة الاستجواب لوزير العدل باستثمار القضية لأغراض سياسية ، متهماً الهجري مباشرة بتزعم هذه الحملة . واستفز كلام البركاني حفيظة النواب خصوصاً أعضاء كتلته ، ووقف النائب المؤتمري عبده بشر يرد على البركاني بصوت غاضب " يا سلطان المفروض أن تدس رأسك في التراب ، وأن تكون أول من يدافع عن البرطي لأنه أحد أعضاء كتلتك " وسخر بشر من كلام البركاني معتبراً ذلك " محاولة فاشلة لفكفكة وحدة المجلس إزاء قضية البرطي .وينتظر أعضاء مجلس النواب اليوم وغداً إطلاق سراح النائب البرطي وفقاً لوعد الراعي .